«عيدُ الحب» حتى اليمامة، تأتى كل ليلةٍ مع عشيقها، إلى حُفرةٍ فى الجدار، حيث يعبُر سِلك «التكييف» الخاص بغرفةِ نومى. ......................... اللص حاولتُ مراراً أن أكونَ لصاً، وفشلتْ، مرة واحدة نجحتْ، خطفتُ برتقالةً من السوق، وأخذتُ أجرى، كان خصمى فلاحاً عجوزاً، لو كنتُ أخذتُ قلبهَ من بين ضلوعه، ما كان جرى ورائى، كل هذه السنوات، وهو لا يزال يجرى، إلى اليومْ. ......................... تُراب أريدُ قبل أن أموت، أن أشترى مقبرةً واسعة ذات قبة عالية أموتُ فيها بمفردى، وينقشُ أبنائى فوق رخامها اسمى، بخَطٍ أنيق، أُريدُها معزولةً فى الرِّيف، هناك، تحتَ شَجرٍ هاديء، حيث يفزع الجميع وهم يمرون بجوارى، إلاّ العشاق، الذين اعتادوا الاعتراف بحبِّهم، هنا، كلما مرَّوا بجوار حَجرٍ، يخفقُ تحتُه تُرابُ قلبى. ......................... أحبك كقُبلةِ وداعٍ مزّقتها صافرةُ القطار، كحافلةٍ سقطت فى النهر عنوةً فتبللت جيوبُ الموتِ فجأةً. كالذنوبْ والخطايا. كسنٍّ مَعدنيةٍ تلمع، فوق شفاه قاتل. كشمعةٍ. كطلقةٍ فى الميدان، مُصوَّبةٍ منذ أعوامٍ، لكنها لم تصل بَعْد إلى سويداء القلب، كطريقٍ فرشناه معاً بالأسى والحنين، كسمكتيْن وحيدتيْن فى «حوض» ضائع، أحبٌّك كندبة.