«يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم».. دعوة صباحية اعتاد عمال الفرن ترديدها لاستجلاب الخير فى مطلع كل يوم سعيا على الرزق و الذى يبدأ عادة مع أذان الفجر، يشمرون السواعد استعدادا للعمل..فالخَبز مازال «صنعة» تحتاج للاحتراف والدقة وإن دخلتها الآلات الحديثة التى لم تتمكن من نفى «الصنايعي» وإبعاده. فرغيف العيش الذى عجنه هاو أو عابر سبيل فى المهنة لا يغنى ولا يسمن من جوع فلا طعم له ولا رائحة.. فالعجن مهارة تحتاج لدقة وتمكن فى المقادير.. والخرط صنعة لها حساباتها الخاصة التى تزنها يد خبير ليخرج كل رغيف بوزن واحد.. والرص مهمة الصابرين عليه.. والخَبز صمود أمام نار ولهيب يتحكم فيها خبير يعرف تماما كيف يضبط شعلة الفرن. ساعات من العمل لتخرج فى النهاية "لقمة العيش" التى سعى لها وعليها صانعها.