لسنوات طويلة ظل امتحان القدرات للمتقدمين لكليات الفنون الجميلة أساسا للقبول، حتى صار الكثيرون يطالبون بعقد امتحان مماثل للراغبين فى الالتحاق بكليات ذات طبيعة خاصة لانتقاء الأنسب. كان هذا يتم اعتمادا على القدرات الفنية للطالب، والتى تعتبر مقياسا لموهبته، بجانب أسئلة نظرية فى تاريخ الفن يتم عقد دورات خاصة بها قبل الامتحان لتسهيل الإجابة، وبالرغم من أن البعض استغل الفرصة وعقد محاضرات بمراكز دروس خصوصية فى دورات مكثفة غالية الثمن أرهقت ميزانية أولياء الأمور، وكان البعض لا يجتاز الامتحان رغم موهبته، فإن ما حدث هذا العام فاق كل ما نتخيله من تعجيز ووأد للموهوبين، دون معرفة الدوافع الحقيقية لهذه الامتحانات الانتقامية التى جعلت الدرجات تنقسم إلى 30 درجة للمعلومات العامة ومثلها لموضوع زخرفى و40 المتبقية لموضوع تعبيري.. كان الأمر يبدو منطقيا لو أن أسئلة المعلومات العامة تقيس مدى ثقافة الطالب المتقدم ومعلوماته عن أمور معروفة إلى حد كبير لطلاب الثانوية العامة على أعتاب الجامعة، لكنها جاءت أسئلة لا تخطر على بال أحد، حتى أساتذة كليات الفنون ذاتها، خذ مثلا سؤالا عن المسافة بين المنيا وتل العمارنة! وآخر عن الفنانين اللذين أبدعا لوحة النحت البارز لواجهة حديقة الحيوان بالجيزة، والأعجب سؤال عمن هو صاحب لوحة فى فن الجرافيك (لرائد فن الجرافيك الحسين فوزي). ولأن هذا التعجيز غير المسبوق تسبب فى استبعاد موهوبين كثيرين من الالتحاق بالكليات التى عقدت هذه الامتحانات، فسوف ينضم هؤلاء لقائمة طويلة من موهوبين أمثالهم أنقذهم عدم حصولهم على الحد الأدنى للمجموع من هذه الأسئلة التى يجب مراجعتها، وإعادة التصحيح، وإعادة توزيع الدرجات، أو على الأقل منع تكرار المأساة فى الأعوام المقبلة! لمزيد من مقالات نجوى العشرى