كلما نقرأ في كتاب مسيرة العلاقات البحرينية المصرية ، تبدو لنا كلماته حميمة تختزل حالة تلاقي الشعبين والقيادتين، ربما لكون هذه العلاقة تدخل في المنظور الحضاري منذ بدء التاريخ وتتأصل في افئدة القيادتين والشعبين الشقيقين. هي من نوع خاص ومذاق خاص ، وتعبير عن مودة حقيقية وعميقة الجذور، ليست من النوع الذي تفتر حرارة جذوته بل تزداد وتتقد بقدر ما تحمله القلوب من المحبة والاحترام. وليس بمنطق الجغرافيا التي تفصل فيما بين الدول وتباعد فيما بينها بالحدود. وليس بقواعد البروتوكول والحواجز المصطنعة. ليس بهذا ولا ذلك ارتبطت البحرين ومصر في علاقات الدولتين يوم بدأت، انما بمنطق كان ومازال اساسه الحب والوفاء والاخوة المتبادلة في كل الاحوال والظروف. فبكل المودة والمحبة تستقبل البحرين دائماً الاشقاء من مصر، لتعبر عن امتنانها وامتنان العرب جميعاً لمصر العروبة والقلب النابض للأمة، مصر الموقف الصلب والصادق مع جميع الاشقاء العرب. هذه الزيارات المتواصلة للمسئولين في البلدين هي دلالات السجل الحافل لما يربط بين البحرين ومصر، وهو سجل تاريخي مشرف جاء ثمرة لنهج اخوي ودبلوماسي حرصت القيادتان على اتباعه تحت شتى الظروف وفي مختلف المناسبات. حرص صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على تأكيد تنامي هذه العلاقات بالقيام بزيارات متكررة لمصر العروبة وحرص سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي على القيام بزيارات مودة وتآخ للبحرين تعبيراً عن حبه للبحرين قيادة وشعباً ونقل محبة شعب مصر لشعب البحرين وقيادته. العلاقات بين البلدين اليوم تشهد انطلاقة متجددة وتقدم نموذجاً حياً في الفعل والعمل العربي المشترك من اجل رفعة شأننا العربي ورفده بالدماء لتظل راياتنا العربية.. رايات عز وحرية تخفق بشموخ في سمائنا العربية. هذه الصورة لما يجب ان تكون عليه العلاقات بين اي دولتين عربيتين وفيما بين دولنا العربية جميعها هي ما يجب ان نعمل على ترسيخها في الانسان العربي وان نعمل على تنميتها وصيانتها في وجه كل محاولات التشويه والتخريب وذلك إذا ما اردنا ان نحظى بمكانتنا الطبيعية فيما بين الأمم والشعوب. اننا نعيش اليوم في لحظات تاريخية حرجة وخطرة لامتنا العربية يجب ان نرتقي إلى مستواها وان نشد بعضنا إلى بعض بقوة متحملين مسئولياتنا وان نستنهض طاقاتنا سائرين جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف لنشكل سداً منيعاً عصياً على الاختراق. والارتقاء بالعلاقات يظل في صميم السياستين البحرينية والمصرية، فتعميق اواصر التلاقي والاخوة وصولاً إلى اعلى درجات التنسيق والتعاون هو مبدأ كرسته الدولتان بممارسات واقعية امتدت عبر التاريخ وبعزيمة وارادة لا تلين ولا تعرف التراخي حتى في اشد الظروف. ان هذه الزيارات واللقاءات المتواصلة والمتبادلة فيما بين المسئولين بالبحرين ومصر هي رفد آخر ومتجدد لصرح العلاقات بين الدولتين يزيده صلابة وتماسكاً اكثر.
مستشار جلالة ملك البحرين لشئون الإعلام لمزيد من مقالات ◀ نبيل بن يعقوب الحمر