لن يجد المصريون احدا يقبل منصبا إذا كان اسلوب الحوار بالأحذية في الجنازات وبيوت الله وفي شهر رمضان..لا أعتقد ايا كانت الأسباب ان ما حدث مع رئيس وزراء مصر د. هشام قنديل وهو يؤدي صلاة الجنازة علي ارواح شهداء رفح سلوكا حضاريا أو أخلاقيا.. رئيس الوزراء لم يمض علي وجوده في السلطة اسبوع واحد ولا يستطيع احد ان يحمله مسئولية ما حدث في سيناء لأننا امام قصة إهمال طويلة استمرت ثلاثين عاما ولا يعقل ان نحاسب الرجل علي فشل جميع برامج التنمية وتوقفها في سيناء طوال هذه السنوات..لا نستطيع ان نلقي عليه مسئولية سنوات المعاناة التي عاشها اهالي سيناء ما بين الإهمال والإقصاء وسوء المعاملة الإنسانية, كان سياح إسرائيل يرتعون في سيناء عرايا واصحاب الأرض في السجون والمعتقلات, وكانت الدولة تمنع دخولهم كليات الشرطة والجيش ولم يكن لديهم اي صورة من صور الخدمات ابتداء بالشهر العقاري لأنهم لا يتملكون الأرض وانتهاء بالمدارس والمستشفيات..ان رئيس الوزراء الجديد لم يفعل ذلك كله والرجل كان وزيرا للري لعدة شهور ثم حملته الأقدار ليكون رئيسا لوزراء مصر وهو لم يخطئ حين قبل المنصب ولم يسرقه من احد حتي يلقي هذا الجزاء وهو في بيت من بيوت الله..ان الغريب في الأمر ان الذين شاركوا في هذا الموقف غير الاخلاقي كانوا يتحدثون كثيرا عن اسلوب الحوار والحريات ويعتبرون انفسهم خبراء في السياسة والزعامة واصوات الجماهير وهم ليسوا اكثر من مجموعة من فلول النظام السابق وإن ارتدوا آلاف الأقنعة.. إذا كنا نعاني البلطجية في الشوارع فإن اسوأ انواع البلطجة هي البلطجة السياسية وهي مجموعة من الأبواق التي ترتدي اقنعة السياسة وتمارس كل الوان الدجل والتحايل وادعاءات الوطنية الكاذبة. ماحدث مع رئيس الوزراء الجديد سلوك غير اخلاقي لا يتناسب مع مصر الحضارة والتاريخ والشعب الراقي الذي يعرف كيف تكون لغة الحوار.. ان هذه النماذج السلوكية المرفوضة تضع الشعب المصري كله بكل فئاته في صورة لانرضاها ولا يرضاها لنا الآخرون, فليست هذه هي الحرية وليست هذه هي الثورة وليست هذه اخلاق المصريين. [email protected]