مهما تحدث اليك أحد من الدعاة وقال لك أن ملاك الموت أقرب إلينا من حبل الوريد فلا نصدقة الا من خلال فقد أغلى الناس الى قلوبنا ... ليلى مصطفى لمن لم يعرفها إنسانة بسيطة قمة فى التواضع والأخلاق حلمت أن تصبح صحفية ولم يكن الطريق أمامها محفوفا بالورود فلم تكن بنت وزير أو قريبة احد من المسئولين ليسهل مهمتها ويسهل تعيينها فى الأهرام . ولكنها اختارت الطريق الصعب وذهبت لمقابلة الأستاذ المرحوم الكاتب الكبير عبد الوهاب مطاوع وذلك للتدريب على فنون العمل الصحفى وبدأت رحلتها الصحفية كانت تمتاز بخفة الدم وسرعة التواصل مع المصادر كنت تشعر بأنها بنت البلد الجدعة ..التى تقف بجوار المحتاج ظلت تعمل باجتهاد حصلت على الماجستير فى علم الاجتماع قبل أن يتم تعيينها فى الأهرام حيث كان التعيين أمل صعب المنال لمن ليس له وساطة ...حيث أن من كان يعين إما أبناء مسئولين كبار أو أقارب مسئولين كبار أو من أبناء العاملين فى الأهرام .. ظلت ليلى تحلم بالتعيين فلقد ظلت قرابة 7 سنوات حتى تم تعيينها فى مجلة الشباب التى تصدرها الأهرام بعدما أثبتت كفاءتها وأصبح لديها ملف كامل من الحوارات والتحقيقات الصحفية .. ظلت سنوات فى مجلة الشباب سعيدة بأن أصبحت تحمل لقب صحفية وتمارس عملها الصحفى تحت قيادة الكاتب المبدع عبد الوهاب مطاوع ثم بعد ذلك الكاتب لبيب السباعى ... ثم بعد ذلك فكرت فى بدء مرحلة آخرى داخل الأهرام فطلبت النقل لجريدة الأهرام اليومية كانت تحلم بأن تصبح صحفية فى أعرق جريدة فى مصر والعالم العربى صاحبة 142 عاما .. وهاهى دخلت للقسم العسكرى بالأهرام وظلت به حتى وافتها المنية فى 24 مارس الحالى .. نزل الخبر كالصاعقة على زملاء ليلى فالجميع رأها يوم الخميس قبل الوفاة بيوم واحد.. الجميع يشهد لها بالكفاءة ودماثة الخلق .. الموت هو الحقيقة الوحيدة فى الحياة ولكن الفراق بدون سبب ألم كبير فلم تكن مريضة أو تعانى من أى أمراض خطيرة .. ولكن لا نستطيع الا قول "لكل أجل كتاب" رحلت ليلى فى ريعان شبابها ..ولتكن عظة لكل من عرفها .. فهاهى لحظة فارقة بين الحياة والموت.... صعب جدا أن أنعى صديقة عاشت معى وعشت معها أيام الشباب وأحلام الصبا ... وتشاركنا الكثير من أحلامنا وآمالنا وآلامنا.رحمك الله يا ليلى ..والدعاء بالصبر لزوجها الزميل الفاضل ياسر مهران وكذلك لإخواتها فهى أصغر إخواتها ولحقت بوالدتها التى توفت فى إبريل العام الماضى. [email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر;