مكوجي يحرق قميصا ويشعل فتنة بالبدرشين هذا هو العنوان الذي خرجت به غالبية الصحف تعليقا علي احداث دهشور, وذكر أيضا ان الذين شاركوا في المعركة وإشعال الحرائق أكثر من ألفي شخص أحرقوا منزل المكوجي وأحد أقاربه والمغسلة. لقد أوقفني هذا الحادث المأساوي, الذي لا أظن أنه الأول ولن يكون الأخير ونحتاج الي وقفة مع الواقع ونظرة إلي المستقبل لا بهدف الإدانة والعقاب الصارم الذي يقينا شرورا اكثر في المستقبل ولكن لتحليل الذهنية المجتمعية وصولا الي وسائل وقائية تحد من هذه الظاهرة حتي لا نصل إلي ما لايحمد عقباه. ومن مضمون الخبر. نستطيع أن نشخص المرض لعلنا نصل الي دواء أو مصل واق قبل انتشار الوباء:. 1 لابد من الاعتراف بوجود ميكروب أشد خطرا من إنفلونزا الخنازير مع الاعتذار للخنازير التي أعدمت قبل محاكمتها لاثبات تهمتها من براءتها, أما الاستسهال أو التعامي عن رؤية الأمور من واقعها مهما كان مريرا فسوف يؤدي بنا الي مزيد من هذه الحوادث, فقميص نسيم لم يكن الأول ولن يكون الأخير بل المؤشرات تقول إنه في تزايد طالما استمر الحال علي ما كان وما هو كائن. 2 القضية ليست في قرية دهشور وحدها, بل حريق القميص مرشح للامتداد بلا حدود, واسألوا المكوجية وباقي المهن الحرفية, والحضرية, وركاب وسائل المواصلات والمترجلين في الشوارع, ونظرات الناس لبعضهم البعض, وقميص نسيم متعدد الألوان, ومختلف المقاسات واسمعوا بعض القصص والأحداث المتكررة, فهذا يشاور علي غير المنتقبة مهددا بما سيحدث لها إن لم تنتقب وآخر ملتح يهدد غير الملتحي. ومن يحذر سائقي التاكسي حتي لا يتعاملوا مع فئة من المواطنين يعلم أن هذا التحذير قابل للامتداد إلي سائقي المركبات العامة واتساع دائرة المستخدمين لهذه الوسائل.. والبقية تأتي. أما لو طبق القانون علي هؤلاء المحرضين باعتبارهم مثيري فتنة تحرق المجتمع ونالوا عقوبات رادعة حتي يصيروا عبرة لغيرهم وكفانا طبطبة وتقبيل اللحي, وكأن شيئا لم يكن, والنتيجة إشعال أقمصة نسيم في كل ركن من أركان هذا الوطن. 3 قرية دهشور ومن قبلها وما بعدها لا ولن يسكت عليها, وكفانا استهانة وتعاميا, ولسنا في حاجة إلي قوانين طوارئ كما كان وكما يعتقد البعض أنها واجبة ولازمة الآن ولكن نحتاج إلي تفعيل قوانين العقوبات الرادعة لوقف الفتن وردع الخارجين علي القانون, أما المجالس العرفية بين القيادات الدينية التي تنتهي بالتعانق في حين أن الجروح لم تغلق ولم تداو, والخسائر لم تصحح, والمجرم لم يردع, والباغي والطاغي يتساوي مع المعتدي عليه فلن نصل إلي مجتمع الأمن والسلام الذي نتغني به ونصلي لتحقيقه. ليت هذه الصرخة تتحول إلي بلاغ مفتوح موجه إلي رأس النظام, وحتي قاضي التحقيق, ورجل الشرطة, وليتق الجميع الله الذي يدعي الجميع أنهم يعبدونه, وقد نتعلم من مجتمعات أخري ننظر إليها بأنهم لا يعبدون من نعبد ولا يسبحون ما نسبح ونحمد, وأعمالهم أفضل بكثير مما نعمل. المزيد من مقالات د. القس صفوت البياضى