معظم النيران من مستصغر الشرر، وتتعدد الأسباب والفتنة واحدة، عندما استمعت إلي الرئيس مرسي يتحدث في قنا عن احداث دهشور، تذكرت الرئيس السادات وهو يتحدث عن أحداث الزاوية الحمرا! تقريباً نفس الكلام! الرئيس مرسي قال: إن أحداث دهشور فردية ليس اساسها مسلماً أو مسيحياً وليست طائفية لان الاقباط والمسلمين اخوة، ولكن هناك من نفخ فيها حتي تفاقمت وتحولت إلي شجار، لكنها لا تعبر عن أهل دهشور ولا الجيزة ولا الصعايدة ولا البحاروة، والرئيس السادات قال بعد أحداث الزاوية الحمراء، مياه قذرة سقطت من شرفة مسكن علي ملابس في شرفة مسكن تحته، عاوزين يعملوها فتنة طائفية! والسادات أيضا يستنكر أن يتحول هذا الحادث الفردي إلي فتنة بين المسلمين والمسيحيين! أحداث دهشور وقعت في الاسبوع الماضي، لأن المكوجي المسيحي سامح سامي يوسف حرق قميص احمد رمضان غصبا عنه عندما كان يقوم بكيه، وتحول العتاب إلي مشاجرة، بين بعض المسيحيين وبعض المسلمين، وسقط معاذ محمد حسب الله مصابا بحروق، وتوفي في المستشفي، وتطورت المشاجرة إلي أن وصلت إلي حالة الاحتقان الحالية. وفي مساء 17 يونيو عام 81 حدث شجار بين أفراد اسرتي مريد ساروفيم ومحمد سليمان في الزاوية الحمرا بسبب سقوط مياه قذرة من شرفة مسكن الاول علي ملابس شرفة مسكن الثاني، وأسفر الشجار عن اصابة بعض افراد الاسرتين واستغل مثيرو الشغب الواقعة، وتحول الحادث الفردي إلي معركة اسفرت عن 15 قتيلاً و102 مصاب من الجانبين! مرسي أرسل مندوبا من رئاسة الجمهورية إلي دهشور لتهدئة النفوس واحتواء الأزمة، واحال الموضوع إلي القانون ليأخذ مجراه، كما سيحال الجناة إلي محاكمة عاجلة، وأمر الرئيس بتعويض جميع المتضررين في الاحداث، والسادات شكل لجان تقصي حقائق حول احداث الزاوية الحمراء، واجري استفتاء شعبياً حول الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، كما أصدر عدة قوانين حول الوحدة الوطنية، وحماية الجبهة الداخلية وقانون حماية القيم من العيب. لم تنجح قوانين السادات في وقف الفتنة، ولن تنجح اجراءات مرسي في تجفيف منابعها، الحلول القانونية التي تتم الآن ستحل مشكلة المكوجي مع صاحب القميص، وستظل جذور الازمة بين المسلمين والمسيحيين التي تفجرها حادثة بسيطة بدون حل، الطبيب الناجح لا يعالج الكحة بوصف شراب للمريض لكنه يعالج الاسباب التي ادت إلي اصابته بهذه الكحة، السادات اقتنع ان هناك من ينفخ في المشاجرات البسيطة التي تقع بين مسلمين ومسيحيين وكذلك مرسي مقتنع بأن مثيري الشغب وراء استفحال المشكلة الصغيرة، اذن الحل هو البحث عن هؤلاء، من هم الذين لا يريدون الاستقرار لمصر، ويثيرون الفتن بين مسلميها واقباطها، ويحولون الحبة إلي قبة، حفلات الصلح التي تتم بين المسلمين والاقباط بعد كل حادثة والتصوير أمام الكاميرات والعناق بين الشيوخ والقسيسين علاج ظاهري مؤقت وحبوب مهدئة لا أكثر، وتستمر النيران تحت الرماد، الردع القانوني ضرورة، لكن ننتظر حلولاً جذرية لقطع رؤوس الفتنة التي تعبث بالوحدة الوطنية ولا تريد لمصر الاستقرار.