ماذا تتوقع أن تكون إجابات المذيعة الشهيرة أوبرا وينفرى إذا سألوها عن رأيها فى أداء الإعلام المصرى وما يقدم على الفضائيات المصرية؟.. بالتأكيد ستجيب بطريقة مجاملة للإعلاميين المصريين، ولكنها ستكتشف بسرعة مدى الفوضى وعدم الحيادية والمهنية وغياب المسئولية التى يعيشها إعلامنا وانفصاله عن المواطنين إلا أنها ستكتفى بنصيحتهم بمشاهدة برنامجها «06 دقيقة» على قناة، «سي.بي.إس» خاصة الحلقة التى عرضت فيها حصاد العام الأول لحكم الرئيس ترامب واستضافت فيها 41 سياسيا من الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين, سألتهم عن رأيهم فى إدارته للاقتصاد والصورة الذهنية للولايات المتحدة لدى العالم الآن، وتراوحت إجابتهم بين إظهار البعض محبتهم لترامب ومنهم من شكك فى قواه العقلية. وأدارت أوبرا الحلقة بموضوعية وعبر كل الضيوف عن آرائهم بحرية كاملة دون أن تقاطعهم أو تؤثر على رأيهم. فقط كل ما قالته هو إعلان نيتها خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية أمام ترامب عام 0202 فاتهمها بعدم الحياد ودعاها لمنافسته لتعرف قدرها. وعلى الرغم من أن طفولة أوبرا كانت بائسة فقد نشأت فى عائلة مفككة لوالدين لم يلتقيا سوى مرة واحدة، كان الأب يعمل حلاقا والأم خادمة, لكنها انتصرت على فقرها بالتفوق والمثابرة واهتمت بالقضايا الاجتماعية التى تمس المجتمع الأمريكى لتجنى إمبراطورية إعلامية ضخمة وتصبح أشهر وأغنى سيدات أمريكا. وفى وسط الظلام الاعلامى المصرى الذى نعيشه هناك ضوء فى نهاية النفق فقد يتفق معى الكثيرون أن إسعاد يونس هى أوبرا وينفرى الشرق ببرنامجها المميز الذى أعاد اكتشافها من جديد، لتصبح بحق صاحبة السعادة لملايين المصريين والعرب دون ملل أو ابتذال أتمنى من كل إعلامى فى مصر أن يحذو حذوها. [email protected]