لن أدخل إسرائيل حتى لو اضطررت للاستقالة من منصبى «الصداقة» مهمة فى القاموس المصرى ثغرات القانون سوف تفرزها الممارسة.. وكنت أتمنى رفع الدعم بالتدريج لست مليونيرا.. ومنصبى فى الاتحاد الدولى لليد ليس تطوعا وقفت على الحياد فى انتخابات الأهلى
شاءت الأقدار ان يرتبط أبن مصر الدكتور حسن مصطفى ببلده الحبيب حتى بعد أن تركه ليقيم بالخارج منذ 17 عاما عندما صار رئيسا للاتحاد الدولى لكرة اليد .. حيث وجد نفسه فجأة مندوبا للحركة الأوليمبية فى مصر ليتوسط سماءها الرياضية، ويعيد الرياضة المصرية الى أنضر شبابها بعد أن كادت يوقف النشاط بها بسبب ذيول الإهمال التى كانت قد انسحبت عليها قبل أن يظهر قانون الرياضة الجديد الذى قضى على الوشايات والمؤامرات. ولمزيد من العلم حسن مصطفى هو رئيس اللجنة الثلاثية التى تدير الرياضة المصرية.. بتعبير أدق لمن لا يعرف هو أقوى شخصية رياضية فى مصر ... والسطور التالية تزيح الستار عن أسرار كثيرة تخص واقع ومستقبل الرياضة المصرية.
فى البداية .. أود أن أسألك: هل انتهت مخاوفك كمواطن مصرى من الإيقاف الدولى بصدور قانون الرياضة الجديد؟ الحمد لله فقد أنتهت هذه المشكلة تماما ولم يعد لديها أى وجود ..واللجنة الأوليمبية الدولية سعيدة بصدور قانون الرياضة الجديد وشكرت الرئيس السيسى عليه والأمور طيبة. وباعتبارك رئيسا سابقا لأتحاد وطنى .. هل تشعر بالرضا عن «كل» بنود القانون؟ القانون والتطبيق صدر وصار كل شخص يعرف حقوقه وواجباته جيدا .. ومؤكد وجود ثغرات سوف تظهر عند التنفيذ، والمفروض تكون هناك وقفة وتقييم موضوعى بعد فترة من التطبيق لإجراء بعض التعديلات على بعض البنود التى تفرزها التجربة. باب الأستثمار تحديدا يراه البعض فوق مستوى الخيال فى التطبيق .. أتوافق على هذا الرأي؟ القانون من الناحية النظرية تم وضعه بدقة وإتقان، ويعطى المجال للناجحين فى أن ينطلقوا.. ولكن مؤكد هناك آخرون سوف تزداد معاناتهم. ولكن .. كيف يمكن لهواة (مثل أعضاء مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية) أن يديروا مؤسسات مالية ضخمة حسبما أوجدها المشرع فى القانون الجديد للرياضة كى يعفى الدولة من الدعم ؟ مؤكد أن المشاكل الحقيقية تظهر عند التطبيق .. خذ مثلا الاتحاد الدولى لليد، فقد كان لدى تصور نظرى لأحتراف الحكام، إذ وجدت أن اللاعب محترف والمدرب محترف والمدير محترف ولا يعقل أن يكون الشخص الذى يقود كل هؤلاء هاويا.. ولما بدأت التنفيذ وجدت استحالة حدوث ذلك وتوقف المشروع . وهل كان قرارا صائبا أن ترفع الدولة دعمها نهائيا مرة واحدة ؟ طبعا لا .. كان ينبغى من وجهة نظرى أن ترفع الدولة دعمها أول سنة بنسبة 25% وفى السنة الثانية 50% وترفع الدعم كاملا فى السنة الثالثة لأن الرياضة مصاريفها باهظة جدا والرعاة لن يوجدوا بين يوم وليلة .. علما أن الرياضة فى العالم كله يتم تمويلها من خلال الرعاة . وهل يمكن تغيير بعض البنود فى القانون أثبتت فشلها ؟ أقترح سنة واحدة تمر على القانون، ثم نجلس جميعا معا ونقيم التجربة وأكيد سنجد حلولا لكل الثغرات التى لم يغطها القانون . وما التجارب التى حصلتها منذ أن بدأت تهديدات اللجنة الدولية بأيقاف الرياضة المصرية حتى صدر القانون الجديد؟ خبرات كثيرة الحقيقة تضاف الى خبراتى كرئيس للاتحاد الدولى فى كرة اليد منذ عام 2000 إلى الآن ... فقد كان الموضوع يحتاج الى حنكة .. ولأول مرة أجد نفسى على المحك وأدخل فى مواءمات صعبة للغاية من أجل صدور القانون . البعض يقول إنك صرت مليونيرا بعد أن توليت رئاسة الاتحاد الدولي.. والسؤال: من أين تأتيك الفلوس ؟ أنا أتقاضى راتبا من الاتحاد الدولى لكرة اليد .. ثم إنى لست مليونيرا كما يظن الناس . رغم صدور القانون الذى أوقف الدعم الا أن أتحاد اليد المصرى (الذى تدعمه) طالب بمليونى جنيه كميزانية للاعداد لبطولة العالم ... فهل ترى هذا عدلا ؟ المشكلة أن الفلوس محدودة واللعبات كثيرة، ولذا ينبغى وجود حلول عاجلة للاعداد للأوليمبياد .. فمثلا لو كان الدعم المقرر خمسين مليون جنيه يتم توزيعها على 30 لعبة ... فكم ستتحصل كل لعبة .. وكيف سيتم اعداد الأبطال. والحل من وجهة نظرك كخبير رياضى وليس مسئولا ؟ المفروض يكون الانفاق على بعض اللعبات بل وبعض العناصر فى كل لعبة .. والمفروض أيضا أن اللعبات يتم تصنيفها ... ويوضع 3 مستويات .. المستوى الثالث هو العربى وهذا ينال اهتماما أقل من المستوى الثانى الذى يؤهله عطاؤه للمنافسة القارية الافريقية، بينما المستوى الأول الذى ينافس على بطولات العالم والأوليمبياد. تجربة اللجوء الى المحكمة الرياضية .. هل نجحت فى مصر ؟ الذين كانوا يحكمون كلهم من المستشارين، وهؤلاء لا اعتراض على قراراتهم .. وأعتقد أنها كانت موفقة فى المجمل . ولماذا لم يحظر قانون الرياضة أشتغال قضاة المحكمة بمهنة المحاماة عملا بمبدأ النزاهة والشفافية؟ المفروض أنها بديهيات، مثلما يحدث أحيانا أن القاضى يتنحى من تلقاء نفسه عند نظر قضية ما استشعارا للحرج. لعبت دورا مهما فى الأتيان ببعض أعضاء مجلس أدارة اللجنة الأوليمبية المصرية ؟ كل من دخل اللجنة على مستوى عال من الكفاءة .. وهؤلاء لا يحتاجون لصداقتى كى ينجحوا. وهل لعبت الصداقة دورا حاسما فى الاتيان بكل أعضاء مجلس ادارة اتحاد كرة اليد المصرى ؟ الصداقة مهمة ولا تقدر أن تلغيها من القاموس المصرى .. والصداقة مطلوبة فى كل وقت وكل مكان طالما لا تؤثر بالسلب على المصلحة العامة..والذين نجحوا فى اتحاد اليد من أبناء اللعبة وعليهم مسئولية العودة باللعبة الى سابق مجدها. بأعتبارك رئيس الأتحاد الدولى لكرة اليد أسألك : كم مرة دعيت للسفر الى اسرائيل ؟ أسرائيل نظمت بطولات كثيرة لكنها كلها كانت تابعة للاتحاد الأوروبي.. وقد دعيت فيها لكنى لم أذهب. وماذا لوطلبت أسرائيل تنظيم بطولة العالم وأقامت مبارياتها فى القدس لاحراجك باعتبارك عربيا مسلما؟ الذى يوافق على اسناد التنظيم لدولة بعينها هى الجمعية العمومية أو مجلس أدارة الأتحاد الدولى .. وهذا لم يحدث للآن . وماذا لو حدث ؟ سيكون على حينئذ الأعتذار عن عدم الحضور أو الأستقالة كى لا أكون مجبرا على الذهاب لأسرائيل التى لن أدخلها الا بعد أن يحصل الشعب الفلسطينى على حقه المشروع فى اقامة دولته وعاصمتها القدس .. علما أننى أعلنت غضبى الشديد من قرار الرئيس الأمريكى ترامب واعتبرته ضد السلام الذى تدعو اليه الرياضة. كمواطن مصرى مقيم فى الخارج ..كيف تستقبل الحوادث الأرهابية الغادرة التى تقع بين الحين والآخر فى مصر؟ أقسم بالله أننى كثيرا ما أغلق عليّ باب مكتبى بالاتحاد الدولى وأبكى ..لأن مصر التى علمتنا وكبرتنا لا تستحق منا ذلك.. المصريون تغيروا خلال السنوات الأخيرة .. سلوكيات الناس صارت غريبة .. عمرك سمعت عن مواطن يحارب جيشه .. طول عمر المصريين مسالمون .. ولدى اليقين أن مَن يقتل أبناءنا فى الجيش والشرطة ليسوا مسلمين ولا مصريين لأن الأسلام دين السماحة ولا يحض على العنف. البعض أخذ عليك موافقتك على اقامة حفل تكريم لك باللجنة الأوليمبية المصرية مساء نفس يوم استشهاد أبناء لنا فى الجيش ؟ طلبت الالغاء حدادا على أرواح الشهداء فى العملية الجبانة الأخيرة لكن علمت بأن هذا كان صعبا لأن التكريم كان سيحضره رؤساء الأتحادات العربية لليد المجتمعين بالقاهرة، وقد وصلوا بالفعل إلى مكان التكريم . البعض أشاع أن نادى الزمالك من الممكن أن يتعرض لعقوبات بسبب عدم ترحيب ادارته بالأستاذ هانى العتال لممارسة مهامه كنائب للرئيس .. وأريد أن أعرف منك موقف اللجنة الأوليمبية الدولية ؟ قانون الرياضة المستمد من الميثاق الأوليمبى يهدف الى تعظيم دور الجمعيات العمومية .. ومؤكد كان للأوليمبية الدولية رد حاسم لو كانت القضية رياضية، لكنها بحسب علمى قضية جنائية، ومن ثم لا يكون للأوليمبية الدولية أى دور فيها . ولو أتيح لك ان تقترح بعثات من سويسرا تأتى الى مصر لتتعلم شيئا .. ماذا تقترح ؟ يتعلموا السماحة فى الاسلام. هل كنت محايدا فى انتخابات الأهلى الأخيرة ؟ لم يكن يصح لى أن أميل لجبهة على حساب أخرى .. فرغم اللقاءات التى كنت أعقدها مع المهندس محمود طاهر بخصوص اللائحة الاسترشادية الا اننى كنت محايدا. وكيف إذن استقبلت نبأ فوز الكابتن الخطيب بهذه الأغلبية الكبيرة ؟ أنا واحد من الذين يحترمون قرارات الجمعيات العمومية. لعبت للزمالك ثم الأهلى .. فكيف استطعت أن توازن بين حبك للفانلتين البيضاء والحمراء؟ أنا أهلاوى .. ذهبت وأنا صغير لاختبارات الأهلى ولم أنجح، لكنى نجحت فى الزمالك قبل أن أنتقل للأهلى الذى أعشقه وقد صنع اسمى ومجدى ولكن هذا لا يمنع أن أكن كل التقدير والاحترام لنادى الزمالك وباقى الأندية . لو طلب منك ترشيح 3 شخصيات لتولىحقيبة وزارة الشباب والرياضة .. مَن ترشح بالترتيب ؟ أنا ضد الفكرة فى الأساس لأن خروج خالد عبد العزيز من الوزارة خسارة فادحة للرياضة المصرية. أنت وحسن حمدى وهانى أبو ريدة ..هل مازالت صداقتكم ممتدة ؟ بالتأكيد.. وأنا أرى حسن حمدى كل يوم لى بالقاهرة تقريبا .. وألتقى أبو ريدة كلما تواجدنا معا بمصر.