أليس مستغربا ألا يتقدم محام من أى جنسية بطلب لمحاكمة حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق على ما صرح به علنا جهارا نهارا وبالتفصيل لفضائيات عربية وأجنبية حول دور بلاده فى جماعات الإرهاب المسلحة بالتزامن مع الإعلان عن إنهاء وجود هذه العصابات التى احتلت ثلث العراق وأكثر من نصف مساحة سوريا فى زمن قياسى. وحيث بات معلوما أنه يتم الإعداد لرسم معادلة جديدة لا تزال فروضها غير واضحة إلا فيما بين القطبين - ترامب وبوتين - فى مناطق سيطرة الجماعات المسلحة, حيث البترول والغاز وأسواق السلاح وإعادة الإعمار ومناطق النفوذ الإستراتيجية. فلماذا إذن خرج وزير خارجية قطر, متخطيا كل الأعراف الدبلوماسية ليدين نفسه ودولته ويدلى بتصريحات لا مجال للتعامل معها إلا أمام محكمة الجنايات الدولية؟ . حيث تكلم ببرود أعصاب عن حجم المبالغ التى أنفقت لتمويل الخراب فى العالم العربى وتكلم عن أدوار مشبوهة فى مصر وليبيا والعراق وسورية واليمن . فهل تأتى هذه التصريحات فى إطار دور جديد مشبوه يجرى الترتيب له استباقا لمخطط جديد؟ من المفهوم أنه آثر أن يعترف على نفسه ليورط آخرين معه ولكن من غير المفهوم ألا يحاول أن يتبرأ من تهمة دعم الإرهاب مثلا, أو أن تتعهد بلاده بالتوقف عن ذلك مستقبلا . ومن المفهوم أنه لا يتكلم بلسان حاله ولكنه يجد فى الإدارة الأمريكية ومجلس الأمن والأمم المتحدة من يتغاضى عن تصريحاته أو يدعمها ليستثمر فيها, ولكن من المستغرب ألا تنتفض إحدى حكومات الدول التى اعترف بدعم الإرهاب فيها لمقاضاته أمام الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وتمويل الإرهاب وتسليحه, ليظل السؤال مؤجلا ماذا يجرى وما الذى يخبئه المستقبل؟. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب