فى مصر، نحن أبناء دولة تكتسب شرعية وجودها من أول عناق للتاريخ بالجغرافيا وفى بلادنا تشكل قوة الماضى العامل الحاسم فى تحديد سياق المستقبل وشعبنا يعرف كيف يستوعب الهزيمة وكيف ينتصر, فنحن دولة تجيد نسج مبررات وجودها المستقر فى الأرض وعلى الخرائط.. لماذا أقول ذلك؟ لأن اللاعبين من خلف قضايانا كدولة لها كلمة فى حاضر ومستقبل إقليمها، يصدرون لنا فى كل مرحلة تاريخية أزمة ننشغل بها عن مخططات يريدون تمريرها فى منطقتنا الغنية بالتراث الإنسانى والثروات الطائلة وهم يعلمون يقينا أن مصر الطبيعية لم تكن لتسمح بتمريره. من ذلك تدمير العراق وإنهاك الجيش السورى وإرهاب الشعب الليبى وحصار البحر الأحمر وتحريض القوى الإقليمية والدولية علينا فى تبادل مفضوح للأدوار. مشكلة مصر كما لخصها زعيم عربى قال لى ذات مرة: ان المواطنين العرب يطلبون منها ما لا يطلبونه من حكوماتهم ويتوقعون الاستجابة حتى ولو كانت خارج قدراتها، وقال لى زعيم قبلى فى صنعاء إن الإعلام المصرى وحده قادر على جمع الفرقاء اليمنيين على مائدة تفاوض لو أراد. وكثير من مفكرى دول الخليج متأكدون أن بقاء بلادهم آمنة مرتبط باستقرار مصر.. فما الذى يجرى ويهدف إلى تحييد مصر أو تهديدها؟ الذى نراه، هو حصار اقتصادى ناعم كالضغط المنخفض، وجهد مضاعف لتكريس صداع الإرهاب فى سيناء، ومخطط صهيونى مدروس ومكتمل بلغات مكتوبة ومذاعة وبلقطات مزيفة تغرس الشك فى النفوس. الذى نراه هو سيناريو يشارك فيه أشقاء مع غرباء لكسر النواة الصلبة للمجتمع المصرى حتى يتم تمرير مخطط أكبر لا يستهدف مصر وحدها ولكنه يراهن على فصل روحها عن جسدها و يختبر قدرتها على الصمود، فهل سنصمد؟ [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب