فى الحاضر عبدالفتاح السيسى رمز الإرادة الشعبية المصرية التى إن وعدت أوفت وإن قررت نفذت. وفى الذاكرة ناصر 56 والسادات 73 و75, وقصيدة الراحل كمال عبدالحليم (دع سمائى) ومسلسل دماء على الصحراء الذى يحكى قصة حفر القناة فى إذاعة صوت العرب . غدا تتهادى بين الضفاف الأربع أكبر السفن فى أساطيل العالم, تحرسها عيون المصريين وقلوبهم, وبنادق أحفاد أحمس وعمرو بن العاص ومحمد على باشا. الكثيرون من المقتدرين ينظرون إلى القناة الثانية كمشروع إقتصادى, والأكثر منهم, فقراء يرونه عملا وطنيا, يعبر عن إرادة التحدى التى ما إن تملكت روح الإنسان المصرى فإذا هو مارد جبار لا يقبل إلا النصر. وحتى ندرك ما أنجزناه, فليس أقل من نظرة إلى ما قبل عام واحد مضى من عمر المحروسة, التى ينسلخ نهارها من ليلها مع آذان فجر أزهرها بعناية الله. أين كنا وكيف أصبحنا؟ كنا نمتلك الحلم , ولكن كان رغيف الخبز شحيحا, وأضواء شوارعنا باهتة, والأزمة تتلوها أزمة, وكنا نخاف من الإرهابيين ودعاياتهم, فجاء مشروع القناة ليبشر الصابرين ويخرجهم من بعض أزماتهم ومن خوفهم, ويمنحهم الأمل فى غد واعد بمشروعات أخرى. كنا على مسافة من العالم, بين من رفض ثورتنا ومن تردد بشأنها ومن يكيد لها, والآن كلهم جاءوا إلى مصر الرابضة على ضفاف النهر والبحرين والقناتين, اعترافا بقدرتها على خوض الملاحم التاريخية. وبعدين أيها العالم, كما تعودت منها, غدا تبهرك مصر ويدهشك شعبها الطيب, الذى كلما حفر ليبنى عثر على جثة لمحارب, أو اكتشف أطلالا لمدينة أثرية سكنها أجداده, قبل أن تتسمى كل دولك بأسمائها. أما نحن المصريين, فنفرح ولا ننسى الأبيات الخالدة, هذه أرضى أنا, وأبى ضحى هنا, وأبى قال لنا, مزقوا أعداءنا . [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب