على الرغم من مرور خمسين عامًا على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، يظل صوتها علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية، إلا أن اسمها عاد إلى واجهة الجدل بعد إعلان فرقة موسيقية إسرائيلية تُدعى "النور" عن إقامة سلسلة حفلات في مدن إسرائيلية عدة، أبرزها يافا، لإحياء أعمال الفنانة الراحلة بمناسبة مرور نصف قرن على رحيلها .أثار الإعلان موجة من الغضب داخل مصر والعالم العربي، مع تحذيرات بضرورة حماية التراث الفني للراحلة واتخاذ إجراءات قانونية لمنع أي استغلال غير مشروع وفقًا لما أعلنته وسائل الإعلام الإسرائيلية، ستقدم المطربة فيوليت سلامة باقة من أشهر أغاني أم كلثوم، منها "إنت عمري" و"الأطلال"، بمرافقة 30 عازفًا، في ترتيبات أوركسترالية حديثة. وقد وصف القائمون على الحفل الحدث بأنه "رحلة موسيقية عابرة للحدود"، إلا أن الإعلان قابل برفض واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث اعتبر كثيرون هذه الخطوة تعدي على التراث الثقافي والفني المصري. وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر، أكدت جيهان الدسوقي، حفيدة أم كلثوم، أن الأسرة ترفض تمامًا استخدام أعمال كوكب الشرق في أي عرض موسيقي داخل إسرائيل أو أي مكان آخر دون إذن رسمي، مشددة على أن الإرث الفني للراحلة يمثل قيمة وطنية وثقافية لا يمكن السماح بالمساس بها. وأضافت أن حماية تراث أم كلثوم مسؤولية جماعية تتطلب تحرك الجهات المختصة لضمان عدم تشويهه أو استغلاله. من جانبه، أوضح المستشار ياسر قنطوش، محامي الأسرة، أن حقوق الملكية الفكرية للأعمال الفنية لا تسقط بمرور الزمن، وأكد أن أي استخدام لأغاني أم كلثوم يتطلب تصريح رسمي من الجهة المالكة للحقوق. وشدد قنطوش على أن أي فرقة موسيقية، سواء كانت أوركسترا أو فردية، لا يحق لها إقامة حفلات تعتمد على أعمال أم كلثوم دون الحصول على الموافقة الرسمية المسبقة، مؤكدًا أن الأسرة تعتزم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي محاولة استغلال غير مصرح بها. لم يكد الموضوع عند هذا الحد، لكن سبق وتدخل الاحتلال في 2017 للاستفادة من فن أم كلثوم، وأبرزها إنتاج القناة الأولى الإسرائيلية عام 2017 لفيلم وثائقي بعنوان "بعيون إسرائيلية: كوكب الشرق أم كلثوم"، استعرض تاريخها الفني والسياسي مع قيادات مصرية، ما اعتبره النقاد آنذاك محاولة إسرائيلية لاستغلال التراث الثقافي المصري.