أعلنت فرقة موسيقية إسرائيلية تدعى «النور» تنظيم سلسلة حفلات لأداء أغاني السيدة أم كلثوم في مدن يافا وحيفا وبئر السبع وغيرها من المدن الإسرائيلية خلال شهر نوفمبر الحالي، بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل «كوكب الشرق»، وستقوم المطربة فيوليت سلامة بأداء باقة من أغاني أم كلثوم برفقة أوركسترا مكونة من 30 عازفًا، ما أثار موجة استياء واسعة في الأوساط المصرية والعربية. وتقام الحفلات في قاعات فنية بارزة في يافا وحيفا وبئر السبع، وتشمل أداء أعمال شهيرة مثل «أنت عمري» و«الأطلال» بترتيبات أوركسترالية معاصرة، وروجت الفرقة للحدث عبر إعلانات رسمية وصفته ب«رحلة موسيقية عابرة للحدود»، في حين اعتبره العديد من المصريين والنشطاء محاولة للاستيلاء على التراث الثقافي المصري. وأعرب الدكتور مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين المصريين، عن رفضه الشديد للحفلات، وقال في تصريحات صحفية «سرقة التراث الثقافي سلوك متكرر من قبل إسرائيل»، وأضاف أن «شركة العدل جروب تتعرض لسرقة أفلامها دون وجه حق»، مشيراً إلى أن الجمعية لا تتعامل مع الإذاعة أو التلفزيون الإسرائيلي لأن ذلك يُشكل تطبيعاً غير مشروع. من جانبها، كانت جيهان الدسوقي، حفيدة أم كلثوم، قد اتهمت في يناير 2024 شركة «صوت الفن» ببيع حقوق استغلال أغاني كوكب الشرق لجهات إسرائيلية، ونفت الشركة الاتهام، مؤكدة أنها اشترت الحقوق للحفاظ عليها ومنع استغلالها من الآخرين. وفي سياق متصل، أنتجت القناة الأولى الإسرائيلية عام 2017 فيلماً وثائقياً بعنوان «بعيون إسرائيلية، كوكب الشرق أم كلثوم»، بُث باللغة العبرية، واستعرض جوانب من حياة أم كلثوم السياسية، بما في ذلك علاقتها بالملك فاروق والرئيس جمال عبدالناصر. وأثار الإعلان عن الحفلات ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل، حيث وصف نشطاء الحدث بأنه «انتهاك للتراث الوطني»، ودعوا إلى مقاطعة أي أشكال من التطبيع الثقافي، وطالبت جمعية المؤلفين والملحنين بمراجعة العقود الدولية لحماية الحقوق الفكرية لأعمال أم كلثوم.