علي المصريين والعالم أن يتوقعوا شهورا إن لم تكن سنوات من الإرهاب الأعمي طالما أنهم عازمون علي مواجهة إرهاب الجماعة وأتباعها, الذين يصرون علي تسيير التظاهرات. من أجل صورة تصدرها للعالم الخارجي انتظارا لتدخل خارجي لن يحدث. وبات واضحا أن الأزمة تجاوزت إخوان الداخل بما فيها مكتب الإرشاد لتسقط في (حجر) زعماء التنظيم الدولي للجماعة الذي تقوده تركيا الحالمة بدولة الخلافة علي أنقاض مصر العربية. ويبدو أيضا أن التعامل مع الأزمة تجاوز قدرات قادة الداخل, لدرجة أن القرار بحشد التظاهرات وتحديد مساراتها, فضلا عن استخدام العنف والسلاح, قد أصبح بين يدي جهاديين لم يظهروا من قبل علي ساحة الإعلام, وهذا ما رأيناه واقعا في سيناء ثم مدن القناة ويمتد الآن إلي الوادي والدلتا. لابد أن نؤمن بأن قيادات الصفين الثاني والثالث من أفراد الجماعة والذين تمت تعبئتهم بالعنف علي مدي العامين الأخيرين هم الأخطر في كل الأحوال, فلا شيء سيخسرونه إن لم يتم التوصل إلي تسوية عاجلة سواء بالمفاوضات المباشرة أو باستخدام السلاح في مواجهة السلاح, فهؤلاء هم الآن هدف التنظيم الدولي للإخوان بعد أن انتهي دور الجيل الحالي من القادة المحافظين الذين أدوا دورهم منذ الإطاحة بتيار الاعتدال داخل الجماعة في انتخابات مكتب الإرشاد التي أطاحت بمحمد حبيب وعبدالمنعم أبوالفتوح وغيرهما قبل عدة سنوات. وخلال السنوات الثلاث الماضية تحديدا ومنذ الإطاحة بنظام مبارك تمكنت الجماعات الجهادية من الحصول علي أسلحة نوعية, كما استطاعت تدريب كوادرها وتعبئتهم في ظل غطاء من الحماية المعنوية والمادية وفرته قوة جماعة الإخوان خلال سنوات ما أطلق عليه الانفلات الأمني. والآن, وبعد حملة الاعتقالات في صفوف الجماعة, لم يعد مطلوبا ممن تبقوا من اعضائها سوي تنظيم التظاهرات مهما تكن محدودة وافتعال المواجهات مع قوات الجيش والشرطة, بينما يقوم آخرون من التنظيمات الجهادية بارتكاب المجازر هنا وهناك بزعم الدفاع عن الشرعية أو الشريعة بأمر من قيادات تنظيمات يعيش قادتها خارج حدود الوطن تستهدف حرق مصر التي تمردت علي مخطط تنظيم الإخوان الدولي ومشروع الشرق الأوسط الكبير. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب