أكدت الناقدة الفنية ناهد صلاح المدير الفني لمهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، أن المهرجان يأتي هذا العام ليجدد التأكيد على أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة معرفية عميقة قادرة على قراءة العالم وتغييره. وقالت إن إدارة المهرجان حرصت في هذه الدورة على فتح نوافذ جديدة على القضايا البيئية من خلال الصورة السينمائية، وربط الفن بالوعي، والخيال بالمستقبل الذي نطمح إليه لأجيالنا. وأضافت ناهد، في تصريحات صحفية، أن اختيار الأفلام المشاركة جاء استنادا إلى رؤية تستشرف التحولات البيئية والاجتماعية بروح نقدية وبمنظور بصري طموح. وأوضحت أن الأفلام المختارة تنتمي إلى ثقافات متعددة، لكنها تلتقي عند سؤال واحد: كيف يمكن للفن أن يحمي الحياة؟، مشيرة إلى أن هذا التنوع يعكس روح الفيوم ذاتها؛ مدينة تتجاور فيها البحيرة والصحراء، التاريخ والطبيعة، والتراث والحداثة. وتابعت، أن الفيوم ليست مجرد موقع يحتضن المهرجان، بل فضاء بصري وجمالي يتسع للأفكار التي يسعى المهرجان إلى روايتها. كما أكدت حرص المهرجان على تكريم نماذج فنية وإنسانية أثرت في المشهد الثقافي العربي، وهو تكريم يعيد الاعتبار لقيمة الإبداع الملتزم ويمنح المهرجان بعدا إنسانيا أعمق، مشيرة إلى أن المكرمين هذا العام يشكلون امتدادا لجسور صنعتها السينما العربية عبر عقود، مؤكدين أن الفن الحقيقي لا يشيخ بل يتجدد كلما لامس قضايا الإنسان. وفيما يتعلق بلجان التحكيم، أوضحت ناهد، أنه تم اختيارها بعناية لتضم أسماء تمتلك خبرة ومصداقية ورؤية نقدية، إذ أن الحكم على الأعمال السينمائية يتطلب قراءة فنية وجمالية وبيئية شاملة، لافتة إلى أن تعددية الخلفيات الإبداعية داخل اللجان تضمن نقاشا حيا وصداما فكريا يثري النتائج ولا يكتفي بالمألوف. واختتمت ناهد صلاح تصريحاتها قائلة: "نحن لا نقدم دورة جديدة فحسب، بل نخوض تجربة مشتركة مع الجمهور والفنانين والمبدعين، لبحث كيف يمكن للفنون المعاصرة أن تفتح آفاقا أوسع للوعي البيئي، وأن تعيد التفكير في علاقتنا بالعالم، وهذا المهرجان ليس حدثا سنويا فقط، بل محاولة لصنع ذاكرة بصرية جديدة، تتسع كما تتسع الفيوم لكل ما هو جميل وحقيقي وصادق".