لا أعرف كيف ابتلع المصريون طعم انفصال السودان عن مصر فى يناير من عام 1953 خاصة على المستوى الإعلامي, ولم أدرس لماذا لم يتوحدا لاحقا فى زمن المد القومي بقيادة عبدالناصر وكان شعار الثورة المصرية حينها, حرية اشتراكية وحدة. ولكنى أعرف أن إسرائيل وضعت خطة لتهجير الفلسطينيين لسيناء تعرف بحقل الأشواك تقوم على شن حرب ضارية على قطاع غزة وإجبار أكبر عدد ممكن من سكانها علي الرحيل باتجاه مصر والضغط عليهم لدفعهم نحو الاستيطان في شبه جزيرة سيناء . والمعروف تاريخيا أن محمد على باشا والى مصر أدرك أهمية السودان فضمها إلى مصرعام 1822 لتكون أرضاً واحدة وشعبا واحدا، فى ظل خشية دول أوروبا من طموحاته وطموحات ابنه إبراهيم دون أن يخشاها هو أو ابنه، وفى عهد الخديو إسماعيل تزايدت أنشطة مصر فى السودان بل ووصل الاعمار إلى الصومال. عندما كنت فى جنوب السودان التقيت المعارض السودانى الافريقى الأشهر ( لام أكول) وقال لى : نحن وأنتم وشمال السودان أمة وادى النيل ولكن مصر ابتعدت عن جذورها, لأنكم اعتقدتم أن الاتحاد السوفيتى ثم أمريكا أهم من السودانيين ,وأنه حان الوقت لإصلاح ما انكسر مهما تكن تكلفته, معتبرا ذلك نصيحة منه يقدمها لمصر التى يقدسها. تذكرت ذلك فى ضوء تصريحات إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأن كتائب القسام تحفر الأنفاق لتدافع عن غزة وتحصّنها. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة معاريف فإن تقديرات الخبراء الإسرائيليين تؤكد إنشاء حماس ما بين خمسة إلى عشرة أنفاق طويلة إلى داخل إسرائيل، في حين أن هناك عشرات الأنفاق باتجاه سيناء، وأنه يجرى حاليا تدريب الكوادر على إنشاء أنفاق مغلفة بالفولاذ والحديد لمنع انهيارها على عمق 30 مترا. وفى اعتقادى أن بجاحة (هنية ) تأتى ضمن مخطط حقل الأشواك, وأن الأنفاق الفولاذية هى لتهريب أهل غزة إلى سيناء وليس للحصول على السلاح أو المواد الغذائية والبترولية المدعمة برعاية أمريكية تركية وللأسف عربية خليجية. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب