دعا إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى لقاءٍ عاجلٍ ومباشرٍ مع المسئولين المصريين لبحث الأوضاع والتطورات الأخيرة على الحدود مع مصر، مؤكدًا أن غزة لا تمثل "تهديدا للأمن القومي المصري". وقال هنية خلال حفل تكريمٍ لأعضاء قافلة "شريان الحياة3" في "مركز رشاد الشوا" بمدينة غزة، مساء الخميس: "غزة لم تكن يومًا سببًا لتهديد الأمن المصري ولا الاعتداء على السيادة المصرية؛ فالذي يهدد الأمن والسيادة المصريين وأمن المنطقة بأسرها هو العدو الصهيوني، لا غزة التي تدافع عن كرامة الأمة والقدس وفلسطين". وتأتي تصريحات هنية على خلفية مقتل جندي مصري وإصابة فلسطينيين الأربعاء الماضي، في تراشق بالحجارة والرصاص على جانبي الحدود بين عدد من أهالي القطاع في الجانب الفلسطيني من رفح؛ للتنديد ب"اعتداء" الأمن المصري على قافلة "شريان الحياة 3" المتضامنة مع غزة في ميناء العريش. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس الخميس أنها تجري اتصالات مع الجانب المصري لتطويق تداعيات تلك الأزمة، مؤكدة أنها حريصة على العلاقة مع القاهرة ولا نية لديها للتصعيد. وأشار هنية خلال الحفل بقوله: "تدافع غزة اليوم عن الأمن العربي والإسلامي، وعن تخوم الأمن القومي المصري"، مردفًا: "إذا كان جدار فولاذي يُبنى، فهنا في غزة شعب يمتلك قوة فولاذية" بحسب المركز الفلسطيني للإعلام. وأضاف: "مع بناء الجدار الفولاذي على الحدود، ومع التطورات المؤسفة التي صاحبت القافلة، أدعو إلى لقاءٍ عاجلٍ ومباشرٍ بيننا وبين المسئولين في مصر لتحديد المفاهيم، ووضع التصورات لطبيعة العلاقات بين مصر وغزة المُحاصَرة". وتقيم مصر جدارًا على حدود غزة لسد الأنفاق المحفورة أسفل الحدود، الأمر الذي أثار غضب سكان القطاع المحاصر منذ نحو ثلاثة أعوام، حيث يعتبرون هذه الأنفاق متنفسهم، حيث تستخدم في نقل البضائع من سيناء. وجاءت تصريحات هنية بعدما عبرت وزارة الخارجية المصرية عن استيائها للأحداث التي شهدتها الحدود مع غزة، وحذَّرت من أن أي محاولة جديدة ل"استفزاز" الأمن المصري سيكون لها عواقبها. ودخلت القافلة التي يشرف عليها النائب البريطاني جورج جالاوي مساء الأربعاء الماضي قطاع غزة من معبر رفح الحدودي مع مصر، بعد اشتباك بينها وأفراد الشرطة المصرية في ميناء العريش على البحر المتوسط، أسفر عن وقوع عشرات الإصابات في الجانبين