45 عاما مرت على رحيل الزعيم الحلم الذى أيقظ أمة بأسرها ودفعها إلى مجرى التاريخ بمعان وقيم وأهداف وآمال لم تكن هنا قبله كما وصفه السادات, والبطل الذى كان ويكون وسيكون كما توقعت كوكب الشرق أم كلثوم . مات عبدالناصر القائد المؤسس ورحل خلفه جيل كامل من قادة التحرر العربى فى مشرق الوطن وغربه, بعد أن تمكنوا بالتضحيات والدماء من إجلاء المستعمر, وتحرير الأرض من الدنس والإرادة من الاستعباد. فى مصر والعراق طردوا الانجليز وأمموا قناة السويس وآبار البترول. وفى الشام والجزائر وتونس طردوا الفرنسيين واستعادوا عروبتهم السليبة, وفى ليبيا هزموا جبروت إيطاليا. وتوالى خروج المستعمر من كل البلاد العربية وامتدت روح التحرر الثورية لتجتاح دول العالم الثالث فى آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية, لقد كان زمنا!. فى ذكرى حبيب الملايين الذى غير مسار التاريخ المصرى الممتد لآلاف السنين وترك أثرا حيا فى كل نفس عربية , نتذكر المعارك الشرسة التى خاضها العملاق الأسمر فانتصر وانكسر ولم يستسلم حتى أنهت المؤامرات عمره القصير حزنا. يا روح الأمة العربية بقيمتك وقامتك ومواقفك ومشروعية حلمك, مازلت حيا فى نفوس من تحرروا, أولئك الأبطال الذين يواجهون المخطط الشيطانى الذى استهدف العراق وليبيا وسوريا ثم اليمن والآن يستهدف مصر للقضاء على أمة العرب تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد, ومازال الشعب العربى بحاجة إلى استدعاء مواقفك الداعية إلى وحدة الإرادة العربية ورفض الوصاية . وبعدين بعدك يا ناصر فوض العرب حلف الناتو لقصف ليبيا وأخلوا مقعد سوريا فى جامعتهم, وعجزوا أمام احتلال بيروت وبغداد. وبعدكم يا رفاق ناصر أقام بعضنا الأفراح لشنق رئيس عربى, وكبرت بعض مساجدنا لقتل زعيم آخر. وما بقى إلا أن نتذكر الرمز وجيله من الآباء الأحرارالذين كانوا يحلمون لنا, بينما نحن الآن عاجزون عن الحلم بهم !. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب