عماد الدين حسين: التحرك المصري يستهدف تهيئة الظروف لإعادة إعمار غزة

قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، إن أهمية التحرك الدبلوماسي لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة تأتي في إطار مسار شامل تنفذه الدولة المصرية منذ بداية العدوان، موضحًا أن القاهرة تتحرك على جبهات متعددة، تبدأ من إدخال المساعدات الإنسانية مرورًا بالتحركات السياسية والدبلوماسية، وصولًا إلى الاتصالات على أعلى مستوى سواء من الرئيس عبد الفتاح السيسي أو وزير الخارجية بدر عبد العاطي وكبار المسؤولين المصريين.

حل عادل للقضية الفلسطينية
وأضاف حسين، في مداخلة هاتفية، على شاشة إكسترا نيوز، أن الهدف الرئيسي لهذه التحركات هو الوصول إلى أفق سياسي حقيقي يقود لحل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، مشيرًا إلى أن عقد مؤتمر دولي للتعافي وإعادة الإعمار جاء ضمن ما تم الاتفاق عليه في القمة العربية-الإسلامية الطارئة التي استضافتها القاهرة، وحاز دعمًا عربيًا ودوليًا واسعًا باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأكد أن مصر جاهزة لاستضافة المؤتمر وتملك خطة واضحة من مراحل متعددة، إلا أن ذلك يتطلب إرادة دولية واضحة ووقفًا شاملًا للعدوان.

إعادة الإعمار
وأوضح حسين أنه لا يمكن البدء في إعادة الإعمار بينما تواصل إسرائيل هدم المناطق في غزة وتوسيع عملياتها في الضفة الغربية، مؤكدًا ضرورة وجود ضغط دولي وعربي، خصوصًا من الولايات المتحدة، لكبح التحايل الإسرائيلي الرامي إلى نسف ما تم التوصل إليه في مؤتمر شرم الشيخ للسلام.
وأشارإلى الدور المهم الذي يقوم به الهلال الأحمر المصري، مؤكدًا أنه ينفذ جهودًا كبيرة منذ اليوم الأول للعدوان، حيث تدخل القوافل المصرية محملة بالسلال الغذائية والبطاطين والمواد البترولية والطبية، إضافة إلى ارتفاع وتيرة دخول المساعدات بعد اتفاق شرم الشيخ.
و شدد على أن إسرائيل ما تزال تضع العراقيل وتحاول تعطيل دخول بعض الشاحنات عبر ذرائع متعددة للضغط على الفلسطينيين ودفعهم إلى مغادرة أرضهم.

مشروع مصري عربي دولي
وقال حسين إن الدعم المصري لمواد الإيواء والإغاثة يعزز قدرة المجتمع الفلسطيني على مواجهة ظروف الشتاء والأزمات الممتدة، موضحًا أن هناك صراعً بين مشروعين: مشروع إسرائيلي يستهدف تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، ومشروع مصري عربي دولي يدعم صمودهم على أرضهم ويمنع تهجيرهم.
وأكد أن مصر نجحت إلى حد كبير في تعطيل المشروع الإسرائيلي، إلا أن تل أبيب لا تزال تحاول الالتفاف بطرق مختلفة، أبرزها منع الوصول إلى مرحلة إعادة الإعمار.
وفي ختام حديثه، شدد حسين على أن مصر مستمرة في جهودها السياسية والإنسانية لمنع تنفيذ مخطط التهجير، وأن نجاحها يعتمد على تثبيت الفلسطينيين وتعزيز صمودهم، وعلى المجتمع الدولي في الوقت ذاته أن يتحمل مسؤوليته لوقف العدوان وتهيئة الظروف لعملية إعادة الإعمار.