اليوم.. مجلس الشيوخ يستأنف عقد جلسته العامة    تراجع جديد في بورصة الذهب| إنفوجراف    استقرار أسعار الفاكهة بسوق العبور اليوم 29 أبريل 2024    رسميًا.. تراجع سعر الدولار الأمريكي في بداية تعاملات اليوم 29 أبريل 2024    خبير تكنولوجيا: مصر تمتلك بنية معلوماتية عملاقة بافتتاحها مركز الحوسبة السحابية    أموك: 1.3 مليار جنيه صافي الربح خلال 9 أشهر    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 أبريل 2024    اليوم.. قطع مياة الشرب عن مدينة القناطر الخيرية لمدة 6 ساعات    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    استشهاد 19 فلسطينيا جراء قصف الاحتلال لمنازل في رفح    "لوفيجارو": نتنياهو يخشى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه    مصرع خمسة أشخاص جراء أعاصير ضربت وسط الولايات المتحدة    صبحي ينهئ الزمالك بالوصول لنهائي الكونفدرالية    الشناوي ينتظم في مران الأهلي الجماعية استعداداً للإسماعيلى    مواعيد مباريات اليوم الإثنين 29- 4 -2024 والقنوات الناقلة لها    سيد معوض عن احتفالات «شلبي وعبد المنعم»: وصلنا لمرحلة أخلاقية صعبة    الأرصاد: استقرار الأحوال الجوية.. والعظمى على القاهرة الكبرى 30 درجة    مصادرة 2 طن أعلاف مجهولة المصدر ودقيق فاخر بمخبز سياحي فى حملات تموينية بالإسكندرية (صور)    ظهر اليوم.. تشييع جثمان المخرج والمؤلف عصام الشماع من مسجد السيدة نفيسة    نيفين الكيلاني تصل الجناح المصري بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب    البحوث الفلكية: غرة شهر ذي القعدة فلكيًا الخميس 9 مايو    بفرمان من الخطيب.. كواليس توقيع عقوبة قاسية على السولية والشحات.. فيديو    السعودية تصدر بيانًا بشأن حادث مطار الملك خالد الدولي    قطر توضح حقيقة دعمها للمظاهرات المناهضة لإسرائيل ماليا    إصابة 4 أبناء عمومة بينهم سيدتان في مشاجرة بسوهاج    رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يعتزم لقاء زعيم المعارضة بعد خسارة الانتخابات    طائرات جيش الاحتلال تهاجم مباني تابعة لحزب الله في جنوب لبنان    أحمد المرسي بعد فوز باسم خندقجى بجائزة البوكر: فوز مستحق لرواية رائعة    لأول مرة تتحدث عن طلاقها.. طرح البرومو الرسمي لحلقة ياسمين عبدالعزيز في برنامج صاحبة السعادة    مباريات اليوم.. مواجهة في الدوري المصري.. وبرشلونة يلتقي مع فالنسيا    اليوم.. اجتماع «عربي – أمريكي» لبحث وقف الحرب في غزة    صحة قنا: خروج 9 مصابين بعد تلقيهم العلاج في واقعة تسرب غاز الكلور    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    عمر عبد الحليم ل«بين السطور»: فيلم «السرب» أثر في وجداني ولن أنساه طيلة حياتي    أخبار مصر: حواس يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة، وفد حماس في القاهرة لحسم الهدنة، حقيقة رفض شيكابالا لعب مباراة دريمز، السديس يطلب وجبة إندومي    أدعية للحفظ من الحسد وفك الكرب والهم.. رددها لتحصين نفسك    أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    «ايه تاريخك مع الزمالك».. ميدو يهاجم مصطفى شلبي    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأراجوز الصغير يركع أمام «أوباما»
نشر في الموجز يوم 07 - 03 - 2015

مصر تعزف سيمفونية الوحدة العربية والصحف الأمريكية تفضح «تميم»
الهدف من زيارة السيسى للرياض هو تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية، فى ضوء المواقف المشرفة للمملكة، والتى ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصرى.
هذا هو الهدف الرسمى والمعلن من الزيارة.
من أين جاء الكلام عن وجود تخطيط لعقد لقاء المصالحة بين السيسى وأردوغان؟!
السيسى سيلتقى الملك سلمان، وولى العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولى ولى العهد الأمير محمد بن نايف، وسيتباحث معهم بشأن مستجدات الأوضاع، ومختلف القضايا الإقليمية فى المنطقة، خاصة فيما يتعلق بتدهور الأوضاع فى اليمن، وضرورة تداركها، تلافيًا لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربى والبحر الأحمر.
وليس خافياً على أحد أن الرئيس يولى اهتمامًا خاصاً للتواصل والتنسيق المشترك مع المملكة العربية السعودية على كافة الأصعدة، فى ظل الهجمة الشرسة التى تتعرض لها الأمة العربية، وسعى بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذى خلفه الاقتتال الداخلى، وحالة الضعف فى بعض الدول، للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة، بما يتطلب تفويت كل محاولات بث الفرقة والانقسام بين الدول العربية، والتكاتف فيما بينها، لمواجهة المخاطر المتسارعة التى تتعرض لها المنطقة العربية.
أضف إلى ذلك أن المصالحة بين مصر وتركيا وقطر لن تساعد بحال من الأحوال على مجابهة خطر النفوذ الإيرانى. إذ إن حجم التبادل التجارى بين تركيا وإيران أكثر من 30 مليار دولار ولا أعتقد أن تركيا ستستغنى عن هذا كله لمواجهة إيران. أما قطر فتظل تلعب دور الجاسوس فى مجلس التعاون الخليجى وستظل مستعدة للتحالف مع الشيطان؛ لإحراج وتضييق الخناق على مصر والسعودية.
لا داعى لأى استنتاجات، أو مراهنات، خاصة وأنه لم يرد فى أى سياق رسمى أى ذكر للعلاقات المصرية التركية، وكذلك لم تتم الإشارة إلى دويلة قطر التى عاد أميرها لتوه من زيارة سعى فيها لشراء الرضا الأمريكى باللغة التى لا يجيد غيرها، ونقصد استثمار أكثر من 35 مليار دولار فى الولايات المتحدة فى السنوات الخمس المقبلة، طبقاً لمذكرة تفاهم بين غرفة التجارة القطرية وغرفة التجارة الأمريكية تم توقيعها خلال الزيارة، وبالإضافة إلى الاستثمار القطرى من الجانب الحكومى، ستقوم شركات ومستثمرون قطريون بضخ استثمارات أخرى فى الاقتصاد الأمريكى.
يلجأ الرؤساء وقادة الدول إلى استباق زيارتهم لأى دولة بمقال ينشر فى إحدى صحفها الكبرى، وعملاً بهذا التقليد قام أمير قطر بنشر مقال له فى «نيويورك تايمز»، يسبق لقاءه مع المسئولين الأمريكيين، حاول من خلاله أن يرسم دوراً لدولته ويثبت وجودها وسط فوضى تسود المنطقة!!
المقال كتبه مركز أبحاث يشرف عليه عزمى بشارة.
تميم أراد تبرئة قطر من تهمة العمالة لأمريكا وتهمة تصدير الإرهاب، وإثبات أن قطر لا علاقة لها بالإرهاب وأنها مستقرة، وذلك لأن قطر غير مقصودة بالتغيير من قبل أمريكا بالتالى لا أحد يتعرض لها.
إنه بالفعل أمر يثير الضحك أن تجد تميم يروج لأن دويلة قطر تمثل حجر الاستقرار!
هذه هى آثار الثروة التى ذهبت إلى أيادى السفهاء، وإن كان حديثه به جزء من الصحة، فقطر تثير الاضطرابات والمشاكل داخل الأقطار العربية الأخرى لتبدو أكثر استقراراً، وهو نفس الدور الذى تلعبه إسرائيل، وتقوم به قطر بالوكالة عن أمريكا وإسرائيل فى المنطقة العربية.
الاستقرار القطرى جاء، إذن، نتيجة قيام قطر بالدور التخريبى فى الدول الأخرى، والحديث عن كونها حجر الاستقرار فى المنطقة كلام فارغ، فالشعب القطرى لا يتعدى كونه فندقاً فى القاهرة.. ولن ننسى دور قطر المخرب فى سوريا والعراق وليبيا، وعلاقاتها المشبوهة مع إسرائيل.
إن قطر تحت الحماية الأمريكية، وتتولى تصدير الإرهاب فى المنطقة، ومن الطبيعى أن تكون مستقرة، ليس لأنها واحة استقرار، ولكنها محمية أمريكية.
مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، اتهمت تميم ب«النفاق»، لأنه طالب فى مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز» الرئيس باراك أوباما بوضع المسئولين المستبدين قيد المساءلة!!
المجلة الأمريكية أشارت إلى أن تميم هو أول القادة المستبدين فى العالم، وهو ما يعنى أن حديثه مع «أوباما» لم يكن يقصد به نفسه، موضحة أنه تسلم الحكم بالوراثة من والده حمد بن خليفة آل ثانى.
ورأت «فورين بوليسى» أن قطر تمكنت من تجنب وصول رياح الربيع العربى إليها عبر صفقات مفادها الرضوخ لحكم العائلة الاستبدادى، مقابل الحصول على ثروات طائلة فى ذات الوقت الذى ترتكب فيه دولته أبشع انتهاكات لحقوق الإنسان، بالإضافة لاتهامات الرشوة الموجهة لهم لاختيارهم لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وأوضحت المجلة أن قطر تلعب على جانبين أولهما ترسيخ دور قوى لها كوسيط بين الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الجماعات الإسلامية بالشرق الأوسط، وهو الدور الذى لعبته فى الإفراج عن الجندى الأمريكى بو بورجيدال، إلى جانب استضافتها لأكبر قاعدة جوية أمريكية.
أما الجانب الثانى، فهو استخدام قطر لثروتها النفطية لتمويل أنشطة الجماعات الإسلامية أو على الأقل غض الطرف عن القطريين الممولين لكبريات المنظمات الإرهابية بالمنطقة وقالت: «لهذا عندما يكتب تميم عن الطغاة يكون ذلك مدعاة للسخرية».
«واشنطن بوست» أشارت إلى أن كلاً من أمير قطر تميم بن حمد آل ثان والرئيس الأمريكى باراك أوباما يتشابهان فى تفكيرهما بشأن مواجهة الإرهاب، وأضافت أن قطر نقطة الانطلاق للعمليات العسكرية الأمريكية التى وصفها أوباما بأنها شريك قوى فى الجهود التى تقودها الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم «داعش»، رغم أن الدوحة لعبت دوراً واضحاً فى دعم الأحزاب والفصائل الإسلامية فى مصر وتونس وليبيا، منذ بداية ثورات الربيع العربى، حتى أن جيرانها سعوا إلى مواجهة نفوذها المتزايد، بينما يرتبط مانحون قطريون بالجماعات المسلحة فى سوريا وغيرها والتى لبعضها صلات بتنظيم القاعدة.
مجلة «بولتيكو» الأمريكية اهتمت أيضا بالزيارة، وقالت إن قطر فى حاجة إلى «حب صارم»، مشيرة إلى أن تلك الدولة الخليجية الصغيرة تلعب على «كافة الأحبال» فى الحرب على الإرهاب.
المجلة الأمريكية أبدت دهشتها من المواقف القطرية، وقالت إنها مذهلة، نظراً لأن الرئيس أوباما دعا فى قمة البيت الأبيض الأخيرة الحكومات الحليفة إلى فعل المزيد للمساعدة فى نشر أصوات التسامح والسلام، خاصة عبر الفضاء الإلكترونى، وقال إن الدول أمامها مسئولية قطع التمويل الذى يشعل الكراهية ويفسد عقول الشباب ويضعنا جميعاً فى دائرة الخطر، إلا أن قطر رفضت وقف تمويل الإرهاب!!
ورغم أن الولايات المتحدة تفرض عقوبات على عدد من الأفراد فى قطر بتهمة تمويل الإرهاب، فإن الدوحة رفضت مراراً توجيه اتهامات لهم أو احتجازهم لمدة أكثر من أشهر قليلة، ومن بين هؤلاء عبدالرحمن النعيمى الذى يقول المسئولون الأمريكيون إنه مول التنظيم المعروف الآن باسم «داعش» بمعدل شهرى مليونى دولار، لكنه الآن يحظى بحصانة قانونية فى الدوحة.
إن قطر قد تكون أكبر مصدر لتمويل داعش والجماعات الأشد تطرفا فى سوريا والعراق. وعلى نطاق أكبر، قد تكون قطر أكبر مصدر للتحريض المؤيد للإرهاب فى وسائل الإعلام عبر قناتها سيئة السمعة الجزيرة التى لاتزال تشيد بالإرهابيين.
من جانبه، كتب سايمون هندرسون، الباحث الأمريكى فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى «إنه ينبغى على الرئيس الأمريكى باراك أوباما استغلال زيارة أمير قطر فى مزيد من التوجيه لطاقات قطر الدبلوماسية لصالح السياسة الإقليمية الأمريكية».
وفى مقال نشره المعهد أضاف هندرسون: أوباما سيتعمد استخدام الكارت الدبلوماسى القطرى والذى أظهر نشاطاً ملحوظاً على الساحة الإقليمية، مؤكداً أن قطر تنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها الضامن الرئيسى لأمنها، فى ظل فتور علاقاتها مع جارتها السعودية واشتراكها مع إيران فى ملكية أضخم حقل غاز طبيعى تحت سطح الماء فى العالم.
وأِشار هندرسون إلى أن هذا الوضع طالما ناسب العسكرية الأمريكية، التى كثيراً ما استخدمت قاعدة «العُديد» الجوية خارج الدوحة لشن غارات على العراق وأفغانستان، إلا أن قطر، ذات المليونى نسمة الذين لا تتجاوز نسبة المواطنين الأصليين بينهم نحو ال10٪، دائماً ما تدّعى عدم التبعية.
ومن خطايا قطر استعراضها لصواريخ من طراز «ستينجر» المجلوبة بشكل غير قانونى من مجاهدين أفغان، والسماح لقناتها التليفزيونية الفضائية «الجزيرة» ببث تقارير تحريضية وكاذبة أسفرت عن سقوط قتلى أمريكيين، إضافة إلى خطيئة تمويل الإرهاب.
وتوقف هندرسون عند قول ديفيد كوهين، نائب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «للأسف إيران ليست الدولة الوحيدة التى تقدم دعماً مالياً للتنظيمات الإرهابية؛ قطر الحليف الأمريكى القديم تقوم منذ سنوات بالتمويل العلنى ل«حماس»، الجماعة التى لاتزال تقوض الاستقرار الإقليمى، كما تشير تقارير إلى تورط الحكومة القطرية فى دعم جماعات متطرفة فى سوريا أقل ما يقال، إن ذلك يهدد بتفاقم الوضع المضطرب بالأساس بطريقة خطرة وغير مرحب بها».
من وجهة نظر أمريكا، فإن ثروة قطر المالية والهيدروكربونية ومنشآتها العسكرية المتاحة تجعلها لاعباً أساسياً فى منطقة الشرق الأوسط رغم ضآلة حجمها وأفعالها المثيرة للحنق أحيانا.
ووفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، فإنه خلال الأيام التى سبقت زيارة أمير قطر، تساءل البعض فى الولايات المتحدة لماذا يلتقى أوباما زعيم «دولة تدعم الإرهابيين»، وقالت صحيفة «واشنطن فرى بيكون» الأمريكية إن الكونجرس يحذر من أن مليارات الدولارات من مبيعات الأسلحة الأمريكية لقطر قد تمكن الدولة الخليجية من دعم التنظيمات الإرهابية البارزة وحلفائها، وفقاً لخطاب إلى الإدارة تم توزيعه فى الكابيتول.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر واحدة من كبرى حلفاء أمريكا العسكريين فى الشرق الأوسط، كانت تمول وتقدم ملجأ لعدد متزايد من الجماعات الإرهابية وحلفائها فى السنوات الأخيرة، من بينهم داعش.
وأوضحت الصحيفة أن الخطاب الذى تم توزيعه من قبل النائب الجمهورى دوج لامبورن، العضو فى لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب، يصف قطر بأنها الملاذ الآمن فى العالم للجماعات الإرهابية وقادة الميليشيات، ويحث المسئولين الأمريكيين على إعادة تقييم وتقدير التحالف العسكرى معها والذى يقدر بمليارات الدولارات.
وجاء فى الخطاب الموجه إلى وزير الدفاع الأمريكى الجديد آشتون كارتر أن «البصمة العسكرية الأمريكية فى قطر قد تمكن نظام آل ثان من تقديم أراضيه كمركز لجمع الأموال للإرهابيين فى المنطقة.. وقد شهدت السنوات القليلة الماضية تنامى قطر كمحور عام للعملاء الإرهابيين ولتمويل الإرهاب».
وأشار الخطاب إلى أن حكومة الدوحة تغض الطرف عن جمع التمويل الإرهابى للقاعدة وداعش، كما أنها مولت بنشاط ودعمت، على الأقل حتى وقت قريب، حركة حماس، المصنفة إرهابية فى الولايات المتحدة، وهى العلاقة التى قال عنها الخطاب إن الدوحة أجبرت على مراجعتها بعد زيادة الضغوط من دول الخليج وليس الولايات المتحدة.
وتشير أدلة أخرى إلى أن قطر قد سلحت بشكل مباشر أو مولت عدة جماعات إسلامية فى المنطقة بما يقوض الأهداف الأمريكية فى دول حيوية مثل مصر وليبيا وسوريا بدفع تلك المناطق نحو التطرف العنيف، وفقاً لما ورد بالخطاب، الذى أضاف أن قادة بارزين بجماعة الإخوان المسلمين وطالبان قد وجدوا ملاذاً آمناً فى قطر، حيث كان لهم الحرية فى تنسيق الأنشطة المتطرفة، وفى بعض الأحيان الإرهابية، فى المنطقة تدون تدخل. ومضى الخطاب قائلاً إن اعتماد الولايات المتحدة على دعم قطر، والقاعدة العسكرية الموجودة بها قد جرأ القطريين على الاعتقاد أن بإمكانهم أن يقوضوا ويضروا بالمصالح والجهود الأمريكية فى المنطقة دون عواقب، ولا يجب أن تكون المصالح الاستراتيجية الأمريكية قيد الأسر، فكل من البحرين والكويت والأردن والإمارات لديهم قواعد متطورة يمكن أن تدعم نفس الطائرات والمنشآت الأمريكية.
حث النواب كارتر ووزارة الدفاع على تطوير استراتيجية لمحاسبة قطر على دعمها للإرهاب بما فى ذلك استكشاف لتمركز بعض الأصول العسكرية الأمريكية لدى دول حليفة أخرى فى المنطقة.
صحيفة وول ستريت جورنال كشفت أنه خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس باراك أوباما، حشد بعض أعضاء مجلس الأمن القومى للضغط من أجل سحب سرب أمريكى مقاتل من قاعدة العيديد الجوية فى قطر احتجاجا على دعم الدوحة للجماعات المتشددة فى الشرق الأوسط. فبحسب مسئولين سابقين فى الإدارة الأمريكية كانوا على صلة بالمناقشات، فإن البنتاجون عمل على التراجع عن الخطوة قائلاً إن القيادة العسكرية الإقليمية التى تحتفظ بها الولايات المتحدة فى قاعدتها على الأراض القطرية، هى حيوية للعمليات الأمريكية فى المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أنه تم اتخاذ قرار بشأن الأمر فى أواخر 2013 عندما مددت الولايات المتحدة عقد استئجار القاعدة الجوية ولم تسحب أياً من طائراتها، وتقول الصحيفة إن الأمر يعكس الانقسامات طويلة الأمد داخل إدارة أوباما بشأن توسيع تحالف واشنطن مع الدوحة، فالسمات التى تجعل تلك الإمارة الخليجية حليفاً قيماً للولايات المتحدة هى أيضا مصدر للقلق حيث العلاقات الوثيقة التى تجمعها بالجماعات الإسلامية المتطرفة.
إن الولايات المتحدة كشفت عن صلات قطرية، بعضها تورط فيه أعضاء من نخبة رجال الأعمال القطريين وأكاديميين ورجال دين، بتمويل القاعدة وداعش فضلاً عن حماس، وهناك تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية، سبتمبر الماضى، بشأن تلقى أحد قيادات تنظيم داعش 2 مليون دولار نقداً من رجل أعمال قطرى. وفى أعقاب ذلك قامت الوزارة الأمريكية بانتقاد قطر علناً لفشلها فى التحرك ضد ممولى الإرهاب لديها.
«فندق شيراتون» فى الدوحة نقطة استراحة للإرهابيين من ليبيا وسوريا ومصر وغزة، وقادة جماعة جبهة النصرة الجهادية، ذراع تنظيم القاعدة فى سوريا، بدأوا زيارة الدوحة عام 2012 للقاء كبار القادة العسكريين القطريين وممولين.
أضف إلى ذلك الجدل الخاص باثنين من أكبر ممولى تنظيم القاعدة، ممن يتمتعون بحصانة قطر، على الرغم من وضع أسمائهم على القائمة السوداء العالمية للإرهاب، إذ إن القطريين خليفة محمد ترك السباعى، الموظف فى البنك المركزى القطرى، وعبدالرحمن بن عمر النعيمى، الذى يعمل مستشاراً للحكومة القطرية وعلى علاقة وثيقة بالأسرة الحاكمة، معروفان بصلتهما بتمويل تنظيم القاعدة وداعش.
جوش أرنست، السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، حاول تبرير لقاء الرئيس الأمريكى بحاكم قطر، رغم الاتهامات الدولية لها بدعم وتمويل الإرهاب، بقوله لشبكة «ذا بلاز» الأمريكية: «هناك أهداف مشتركة بين البلدين» دون أن يذكر ماهية تلك الأهداف.
أرنست أقر بأن الخلافات تتفوق بالفعل من جهة، لكن واشنطن تستخدم القاعدة الجوية الأمريكية فى قطر «العيديد»، لتوجيه ضربات ضد تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا، وأن العائلة الحاكمة بقطر تسمح للولايات المتحدة باستخدامها. وأضاف أنه «مثل جميع الشراكات القائمة، وخصوصًا فى هذه المنطقة من العالم، فإن الولايات المتحدة لا تتفق بالضرورة مع الحكومة القطرية فى كل القضايا»، مشيرًا إلى أن «مصالحنا مع قطر تلتقى إلى حد ما، وفى كثير من الأحيان تتباعد».
واعترف أرنست بأن القطرييّن يوافقون على استضافة معسكرات التدريب، لما سماه «المعارضة الإقليمية» فى المنطقة، وأضاف: «نحن نعلم أيضًا أن القطرييّن تجنبوا العمل معنا فى جوانب أخرى ضد داعش، خاصة فيما يتعلق بتمويل الإرهاب».
وسخرت مجلة «واشنطن أجزامنير» الأمريكية من تصريحات أوباما للصحفيين فى المكتب البيضاوى، بعد لقائه مع تميم، فى مقال بعنوان: «أوباما يُجَمِّل وجه قطر»، جاء فيه أن أوباما يضع قناعًا على وجه قطر الحقيقى، عندما يشيد بجهود الدوحة فى محاربة الإرهاب.
المقال انتقد نظرة أوباما إلى قطر على أنها «شريك قوى فى التحالف ضد داعش»، مشيرًا إلى أنه «هوَّن من شأن التقارير التى توضح أن قطر نفسها تحرض الجماعات الإرهابية، مثل حماس والإخوان، وأنها مصدرٌ أساسى لتمويل الإرهاب».
كما تعجبت المجلة من تملق أمير قطر، للرئيس الأمريكى أمام الصحفيين، خاصة عندما قال له: «أنا سعيد بالتعلم منك أيها الرئيس».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.