قال سايمون هندرسون، الباحث الأمريكى فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "إنه ينبغي على الرئيس الأمريكي باراك أوباما استغلال زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للبيت الأبيض الثلاثاء في مزيد من التوجيه لطاقات قطر الدبلوماسية لصالح السياسة الإقليمية الأمريكية". وأضاف هندرسون، في مقال نشره المعهد على موقعه الإلكتروني، أن أوباما سيعمد إلى استخدام الكارت الدبلوماسي القطري والذي أظهر نشاطا ملحوظا على الساحة الإقليمية. وأكد أن قطر تنظر إلى الولاياتالمتحدة باعتبارها الضامن الرئيسي لأمنها، في ظل فتور علاقاتها مع جارتها السعودية واشتراكها مع إيران في ملكية أضخم حقل غاز طبيعي تحت سطح الماء في العالم. ونوه الباحث بأن هذا الوضع طالما ناسب العسكرية الأمريكية، التي كثيرا ما استخدمت قاعدة "العُديد" الجوية خارج الدوحة لشن غارات على العراق وأفغانستان، غير أن قطر، ذات المليوني نسمة الذين لا تتجاوز نسبة المواطنين الأصليين بينهم نحو ال 10 بالمائة، دائما ما تدّعي عدم التبعية. وقال إن من خطايا قطر، حسب الباحث، استعراضها لصواريخ من طراز "ستينغر" المجلوبة بشكل غير قانوني من مجاهدين أفغان، والسماح لقناتها التليفزيونية الفضائية "الجزيرة" ببث تقارير تحريضية وكاذبة أسفرت عن سقوط قتلى أمريكيين، إضافة إلى خطيئة تمويل الإرهاب. ورصد الباحث قول ديفيد كوهين، نائب رئيس وكالة الاستحبارات المركزية الأمريكية "للأسف إيران ليست الدولة الوحيدة التي تقدم دعما ماليا للتنظيمات الإرهابية؛ قطر الحليف الأمريكي القديم تقوم منذ سنوات بالتمويل العلني لحماس، الجماعة التي لا تزال تقوض الاستقرار الإقليمي. وأضاف، تشير تقارير صحفية إلى تورط الحكومة القطرية في دعم جماعات متطرفة في سوريا، أقل ما يقال، إن ذلك يهدد بتفاقم الوضع المضطرب بالأساس بطريقة خطرة وغير مرحب بها". ورجح هندرسون أن يسعى الأمير القطرى الشاب في أول لقاء يجمعه بأوباما كأمير، إلى إقناع مضيفه بفلسفته الدبلوماسية وأهمية إشراك قطر في القضايا التي تستطيع فيها تصوير نفسها كوسيط نافع. من جهته، سيسعى أوباما إلى الحديث مع تميم عن عدد من القضايا من بينها: سوريا، حيث شاركت قطرتركيا حتى وقت قريب في دعم تجاوز توقعات واشنطن لخصوم نظام الأسد المتطرفين، كما سيؤكد أوباما على أهمية مواصلة الاستخدام غير المقيّد لقاعدة "العُديد" الجوية .. وأن تواصل قطر العمل كنقطة اتصال دبلوماسية مع طالبان الأفغانية. إضافة إلى ذلك، رجح الباحث الأمريكي أن يسعى أوباما إلى قياس حالة العلاقات بين دولة قطر وجيرانها في الخليج مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتي شهدت اضطرابا دبلوماسيا العام الماضي، لا سيما بعد أن تقوضت دعاوى إنهاء الخلافات بعد أن سحبت قطر الأسبوع الماضي سفيرها من القاهرة احتجاجا على الغارات الجوية المصرية على مقاتلي تنظيم داعش في ليبيا، ما دفع مسؤول مصري إلى اتهام الدوحة بدعم الإرهاب. من وجهة نظر أمريكا، حسب الباحث، فإن ثروة قطر المالية والهيدروكربونية ومنشآتها العسكرية المتاحة تجعلها لاعبا أساسيا في منطقة الشرق الأوسط رغم ضآلة حجمها وأفعالها المثيرة للحنق أحيانا. واختتم هندرسون بالقول "إن على أوباما أن يُقنع الأمير تميم بقيمة العمل معا، وبمخاطر ما عدا ذلك".