ليس من المتصور بعد ثورتين شعبيتين أن يأتى رئيس مصر القادم محمولا على أكتاف رموز العهد القديم, وليس من المتوقع أن يتخلى ثوار يناير ويونيو وما بينهما عن تأييد أى مرشح لمجرد أنه كان قائدا عسكريا , ولن ننتظر مصالحة أو مهادنه مع أتباع الجماعات المنشقة على الصف الوطنى , على الأقل فى الوقت الحالى وبعدين ؟ لقد أصبح الكلام عن إنهيار الجيوش العربية وانتشار جماعات العنف والإرهاب فى الدول المجاوره مملا ومكررا , كما أصبح الحديث عن فشل مشروع إعادة تقسيم المنطقة العربية على أيدى شعب مصر وجيشها موثقا ومؤكدا. وبناء على ذلك فقد تأكد يقينا أن مهمة الحاكم القادم لمصر لم تصبح فقط هى إحداث التنمية وحماية الحريات وتطوير مؤسسات الدولة المصرية . بل أضيف لها مهام أخرى أخطرها حمايه الحدود الجغرافية للدولة نفسها, والحفاظ على المؤسسة العسكريه التى أثبتت أنها آخر الحصون الوطنيه , وأنها هدف لأعداء مصر فى الداخل وأعوانهم من الخارج , وما الحديث عن توطين فلسطينيى غزه فى سيناء , والكلام عن حلايب وشلاتين إلا مجرد مثالين معلنين برزا بقوة فى زمن تحكم مكتب ارشاد الجماعة فى ساكن القصر الجمهورى!. وبعدين! اذن , ماهى حدوتة حكم العسكر التى استوردتها عقول وقلوب وحناجر لها ارتباطات بتنظيمات خارجيه سواء على مستوى الجماعات الدينيه أو منظمات ترفع رايات حقوق الانسان ودعم الديموقراطيه ؟ الحدوتة بدايتها شعار ثورى ونهايتها هدف خبيث يتمثل في كسر هيبة الجيوش العربية فى نفوس مواطنيها . حدث ذلك فى العراق وليبيا وسوريا وبقيت مصر وهى القوة الأكبر فى المنطقة العربية مستعصية على الكسر بفضل شعبها وجيشها. فبزعم الدولة المدنية الديموقراطية - وهى دعوى حق أريدبها باطل - حل الخراببالعراق . وبزعم المشروع الإسلامى تحولت سوريا العربية على أيدى ثوار اللحى المقيمين والمغتربين الى مدن وقرى تسكنها الأشباح وتنعق فيها غربان الضلال , أما ليبيا فالتقسيم على أعتاب الحصول على إعتراف دولى برعاية أمريكية حاقدة بعد تدمير جيشها وحدودها. الذين استوردوا حدوتة حكم العسكر لا يعرفون طبيعة شعوب المنطقة العربية التى تختلف تماما عن الدول التى تم تصنيع هذا الشعار فى عواصمها ليتلاءم مع مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولذلك فما علينا إلا أن نعترف أن المؤسسه العسكريه خاصة فى مصر اليوم هى وحدها القادره على إداره المرحله الإنتقاليه التى قد تمتد لعشر سنوات لإرساء دعائم الدوله المدنيه بمفهومها الحديث, مع ملاحظة أنها فعلت ذلك بالفعل مع الدكتور محمد مرسي ولكنه وللأسف لم يكن مؤهلا بحكم خضوعه لجماعه لها إنتماء خارجى وأجنده غير مصرية...... وما على المصريين البسطاء الآن إلا أن يختاروا , ما بين حمايه حدود الوطن كما ورثوها منذ ألاف السنين , أو الطنطنه بشعارات ثبت زيفها ثم يعقبها الندم . [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب