استمرارًا لقطع العلاقات العربية الخليجية مع قطر، وإغلاق المنافذ البحرية والبرية والجوية، بالإضافة إلى سحب السفراء، كشف الصحف العالمية عن الدور المشبوه لدويلة قطر في دعم وتمويل الإرهاب والجماعات التكفيرية، فضلًا عن العلاقة الوثيقة بينهم وبين جماعة الإخوان الإرهابية، لتنفيذ أجندات ومخططات غربية لزعزعة استقرار وأمن المنطقة العربية. وضع الإخوان في الدول العربية كشفت صحيفة الشروق التونسية، عن أن حركة النهضة الإسلامية، الفرع التونسى لجماعة الإخوان الإرهابية، تعيش حاليا أياما عصيبة بسبب الأزمة بين قطر وجيرانها، وإعلان قائمة الشخصيات المتهمة بالإرهاب، الذين تربطهم علاقات وثيقة بقيادات الحركة، لافتة إلى أن أنصار الحركة في الشارع التونسى غاضبون من موقفها مع قطر.
وأوضحت الصحيفة، أن حركة النهضة تبنت موقف الدولة التونسية الرسمى من أزمة الخليج والعرب مع قطر، وهو الموقف القائم على الحياد، إلا أنها معنية أكثر من بقية الأحزاب ومن الحكومة وحتى من الدولة كلها بالأزمة، جراء علاقتها التاريخية والعضوية بقطر.
علاقة وثيقة بين الإخوان وقطر وأكدت الصحيفة التونسية في تقريرها، أن إخوان تونس لديهم علاقات متينة مع الدول والمنظمات التى تتبنى الفكر المتشدد والإخوانى وتدافع عنه جهارا، مثل دولة قطر، وهو ما يضعها في مأزق كبير، خاصة بعدما تراجعت أمريكا عن فكرة تشجيع الإسلام السياسى المعتدل بالمنطقة، بل وقد يقرر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب في أي لحظة وضع جميع الأحزاب والمنظمات ذات الخلفية الإسلامية فى قائمة جديدة للإرهاب.
وقالت صحيفة الشروق التونسية، إن موقف الحركة المحايد من قطر أثار حفيظة جانب مهم من القاعدة النهضوية التي ترى حركتها أولى بالدفاع عن حليفتها الدوحة، وهو ما يؤكد أن رصيد الحركة الانتخابي بدأ ينزف وأصبحت مهددة فى شعبيتها وحتى فى وجودها، لافتة إلى أن الحركة ليس أمامها سوى حل وحيد لتوقف النزيف الداخلى بمضاعفة الاجتماعات الشعبية المباشرة واستغلال هياكلها القاعدية في تبرير مواقفها وإقناع أنصارها بخطورة الانحياز للطرف القطرى.
إصرار قطر على سياساتها وعن سياسة قطر، قالت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية، إنه على الرغم من الحصار الذي فرضته كل من السعودية والإمارات والبحرين على دولة قطر، فإن الأخيرة رفضت التنازل عن سياستها الخارجية، مشيرة إلى أن الأزمة التي تعصف بمجلس التعاون الخليجي حاليًا هي الأشد خطرًا منذ تأسيسه عام 1981.
وتقول الصحيفة إن الاتهامات الموجهة للدوحة عديدة، ولكن أبرزها هو اتهام قطر بإيواء "إرهابيين إسلاميين"، ودعمهم عبر قناة الجزيرة، التي تتخذ من الدوحة مقرًا لها.
ليست المرة الأولى التي تحاول فيها هذه الدول الخليجية الضغط على قطر لتغيير سياساتها، إلا أن الوضع مختلف هذه المرة، بحسب المحلل الاستراتيجي عمر محمد، الذي يعمل لدى حكومة البحرين، الذي يرى أن هناك مخاطر مرتفعة هذه المرة أكثر من المرات السابقة. ومع ذلك فإن عمر، بحسب الصحيفة الأمريكية، لا يرى أن هذه الخلافات التي جرت بين الدول الثلاث وقطر يمكن لها أن تقوّض ما حققه مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه عام 1981. "سيبقى الأمر مفيداً للكل، سوف يستفيد مما يجري الآن، ولكن ما زال من غير الواضح ما الخطوات المستقبلية لمجلس التعاون، ما جرى مع قطر خلق حاجزاً كبيراً".
التحالف الإسلامي الجديد وتضيف: "الحصار المفروض على قطر يعطي السعودية فرصة لإظهار قوتها كزعيم للتحالف الإسلامي لقتال الحوثيين في اليمن وتنظيم الدولة في العراق وسوريا". من جهته يرى ثيورور كاراسيك، كبير مستشاري مركز الخليج للإحصاء في واشنطن، أن السعوديين والأمريكيين يريدون أن يحصلوا على أكبر قدر من التنازلات قبل أن يعلنوا عن تحالفهم الجديد، وعلى قطر إما أن تكون جزءاً من هذا التحالف، أو تخرج منه، أو تستوعب.