17 - مثلما يسجل التاريخ العسكرى بأحرف من نور بطولة رجال قوات الصاعقة رغم عتمة الظلام عقب نكسة 5 يونيو 1967 عندما استطاعوا الاحتفاظ بمنطقة رأس العش فى قطاع بور فؤاد شرق قناة السويس جاءت معركة لسان بورتوفيق والتى استمرت ثمانية أيام لتؤكد أن وحوش الصاعقة فى مصر مقاتلون من ذهب إذا كلفوا بمهمة لا يتوقفوا عنها إلا بالنصر أو الشهادة وهو ما تحقق بالفعل يوم 13 أكتوبر عندما خرج القائد الإسرائيلى لموقع لسان بور توفيق ومن خلفه ومن بقى حيا من ضباط وجنود يرفعون الرايات البيضاء ويطلبون الاستسلام. ثمانية أيام صعبة ومريرة وقاسية خاضها رجال الكتيبة 43 صاعقة بقيادة الرائد زغلول محمد فتحى بإصرار على تحقيق مصر لكامل السيطرة على خط بارليف الذى سقطت معظم نقاطه فى الساعات والأيام الأولى للحرب وبقى هذا الموقع دون سقوط اعتمادا على قوة وكثافة الدعم الإسرائيلى له نظرا لأهميته الاستراتيجية والتكتيكية بحكم موقعه الفريد عند المدخل الجنوبى لقناة السويس. وربما أكثر ما ساعد رجال الكتيبة 43 صاعقة على إنجاز مهمتهم أنهم سبق لهم أن أغاروا على هذا الموقع فى ذروة حرب الاستنزاف خلال شهر يوليو عام 1969 وتعرفوا على نقاط القوة والضعف وتلك إحدى ثمار حرب الاستنزاف. وإذا كانت التحية واجبة لوحوش الصاعقة من رجال الكتيبة 43 ونجاحهم فى وضع هذا الحصن المنيع تحت الحصار 8 أيام وإجهاض كل محاولات إسرائيل لفك الحصار فإن التحية الأوجب ل 30 شهيدا من الوحوش بينهم 4 ضباط هم نقيب جمال عزام ونقيب رءوف أبو سعدة وملازم أول مصطفى عبد السلام وملازم أول إبراهيم الشاهد ورقيب أول شكرى مجلع و25 فردا مقاتلا. وباعتراف الإسرائيليين فقد قتل منهم 11 بينهم قائد الموقع ووقع فى أسر القوات المصرية 27 فردا بينهم 5 ضباط واستولت القوات المصرية على كميات هائلة من الأسلحة والذخائر. وغدا نستكمل الحديث ونستعيد الذكريات [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله