ربما تكون هذه اللحظة وتلك الأيام أفضل رد على العديد من الأصوات الزاعقة فى الداخل والخارج التى نالت من هذا الوطن وتنبأت بكثير من التحليلات والنظريات الخاطئة والفكر المغلوط، أن هذا الوطن مصر قد دخل النفق سنوات طويلة وأن الرهان على الخروج سيحتاج إلى عقود طويلة بسبب تراكمات أزماته وتوالى مشكلاته ناهيك عن حالة الانكفاء آنذاك وتراجع دوره الإقليمى فى سنوات ماضية. ولكن الصورة تغيرت الآن كثيرا وأصبح كل ذلك خلف ظهر المصريين لاشك أن كل مصرى يسعده رؤية هذا التغيير والتطور المتلاحق والذي يحدث في مصر حاليا وبات على قناعة تامة الآن بأن ثورة 30 يونيو وضعت حجر الأساس لبناء دولة مصرية جديدة معاصرة حيث شهدت السنوات الثلاث نهضة وحراكا كثيفا، كثيرون وأنا منهم لم أكن أتوقع تحقيق تلك النتائج والوصول إلى تلك النجاحات حيث العمران والمشروعات القومية وتخطيط وإعداد وتجهيز المدن الجديدة وإقامة الطرق والكبارى العملاقة ومشروعات البنية الأساسية ونسف وتجاوز الفكر القديم فى التنمية والإصلاح الاقتصادى والتنموى والاستثمارى بات لافتا ومقنعا بدليل حالة الحراك التى تشهدها البلاد حاليا بعد تراجع وخلل وتلبيس استمر سنوات طويلة جرت علينا نتائج كارثية وخيبات أمل. مانشهده الآن من نجاحات وافتتاحات لمشروعات عملاقة فى العاصمة الإدارية الجديدة وفى توقيت قياسى وتحويل هذه الصحراء والرمال المتحركة إلى كتل اسمنتية صلبة ومبان ضخمة وأحياء عملاقة وقاعات وأرض معارض أمر أقرب إلى المعجزة وصح فيه القول المستحيل الذى أصبح ممكنا على يد السيسى ناهيك عن مئات المشروعات المماثلة فى العديد من المناطق والمحافظات بطول مصر أمر يدعو الى الفخر والاعتزاز بقدرة هذا الوطن وقيادته وشعبه أنه بالفعل يستطيع.. نعم يستطيع عندما تهيأ له الفرص والتخطيط والمتابعة وبالتالى يكون الانجاز والصورة فى عموم مصر ودون مواربة أو تزلف أصدق أنباء من الكلام حيث بالفعل. حيث إن للنجاح وما تحقق لمصر وما سوف يتحقق لو صارت البلاد بنفس الوتيرة وأكثر فى توسيع دائرة الحركة والتخطيط والتنفيذ فى قادم الأيام سيكون للنجاح هذا قصة لم ترو بعد. ولكن كل هذا لا يمنع من القول إنه لا توجد مشاكلات وأزمات فى الوطن وفريق من الرافضين والمعارضين والمشككين.. نعم هناك مشاكلات وأزمات وأن فواتير الاصلاح الاقتصادى وأثمان الحياة الاجتماعية والمعيشية والحياتية التى يسددها المواطن المصرى كبيرة وباهظة ولكن كان ومازال وليعلم القاصى والدانى أن هذا هو الثمن والطريق الوحيد لتحقيق أى نجاح أو إنجاز لهذا الوطن. أنا هنا لا أبحث عن المبررات أو الأعذار للقيادة والحكومة ولكن من خلال تجربتى الصحفية ومتابعتى تطورات الحياة فى مصر والأوضاع التى صرنا إليها لم يكن هناك غير طريق واحد للاصلاح أو النجاة وهو اتخاذ الإجراءات الصعبة والمؤلمة لعدة أعوام كما فعلنا وربما ننتهى منها ونحصد بدايات النجاح والحصاد مع حلول منتصف عام 2018 وإلا كان البديل الآخر كارثيا وكان الوطن لا محالة سيكون على شفا الانهيار ودخوله الى النفق المسدود المظلم والتجارب حولنا وعلى مقربة منا فى الاقليم كثيرة وعديدة وحدث عنها ولا حرج. وفى موازازة ذلك أيضا نتحدث عن استعادة الحضور والمكانة السياسية والاستراتيجية للدور المصرى وأعتقد أننى طيلة السنوات العشر الماضية كتبت هنا فى هذه الصحيفة وفى عديد مطبوعات الأهرام بحكم تخصصى منذ أكثر من 25 عاما محرراً للشئون السياسية والدبلوماسية وأطلقت صرخات عدة عن تراجع وإنهيار وتآكل وخلل وتباعد الدور المصرى وبروز قوى ثلاثية فى الإقليم غيرنا كانت تشكل قاعدة المثلث الإقليمى ولكن الآن الصورة تغيرت وتبدلت استطيع أن أقول صراحة أن الدور والحضور والتأثير ذا النفوذ عاد بقوة وأصبح هذا الوطن يشكل ويلعب أدوارا فى تغيير المعادلات السياسية فى الإقليم ببراعة سياسية ودبلوماسية احترافية بتنا نحسد عليها حيث نقاط الاشتباك السياسى والحضور الدبلوماسى مع قضايا ومعارك سياسية عديدة فى الإقليم حاضر وقائم بدءا من أزمات سوريا وليبيا واليمن والعراق وحتى الصومال حيث الاجتماعات واللقاءات التى شهدتها ورتبت لها القاهرة مع فرقاء الأزمات العربية عديدة ولا حصر لها والتصدى لمؤامرات زعزعة الاستقرار فى الاقليم العربى والخليجى منها باتت مصر حاضرة وتبعث بشكل شبه يومى برسائل سياسية وأمنية وعسكرية لعديد الأطراف فى الاقليم. بكل تأكيد هذا الوطن صار حاضره ومستقبله أفضل من ماضيه وما يحدث حاليا لنا هو لحظة تحول اقتصادى وتنموى وسياسى بالغ الأهمية حيث نجحنا بامتياز فى فتح ممر أمنى وسط حقول الألغام التى كانت تزرع لنا وأقمنا جسور أمن وسط هذه الألغام وباتت قامة هذا الوطن من الأوزان السياسية الثقيلة. لمزيد من مقالات أشرف العشري;