على أن أعترف أن هناك تقصيراً وعجزاً من قبل بعض وسائل الاعلام وبكافة وسائطه صحافة ومرئية ومسموعة ولدى عتب كثير وطويل على بعض زملاء المهنة فى عدم الاهتمام أو تسليط الضوء على مجمل النجاحات ومجاميع المشروعات العملاقة التى تقام حاليا وتشيد فى ربوع الوطن. ناهيك عن نقل الصورة الكاملة لحقيقة إيجابية كثير من الأوضاع حاليا فى مصر حيث علينا أن نعترف أن هناك حركة وجهدا غير طبيعى يبذل حاليا لتبديل وتغيير وتحسين الأوضاع فى عديد مناحى الحياة فى مصر. ولكن يبدو أن هناك من أدمن النظر إلى نصف الكوب الفارغ حتى الآن ومن جعل الشكوى وجلد الذات والصراخ منهجا فى التعاطى مع كثير من الحقائق الذى غيرت وجه الحياة إلى حد ما فى مصر حاليا حيث لا يريد أحد من هؤلاء الذين أصغوا إلى أصوات المشككين والمحبطين أعمال العقل وتوسيع دائرة الرؤية والحركة ليشاهد ويطالع ما يجرى حاليا فى الوطن. فرغم الظروف الصعبة ومجمل تحديات عنيفة وتراكمات مكدسة وميراث أشواك الفشل والخيبة والخراب والفوضى والركام والتجريف والانهيارات والفقر لم أسمع أو أقرأ رؤية ورأىا محايدا أو على الأقل خطابا موضوعىا لمجمل الحراك السياسى والاقتصادى والتنموى الذى تشهده البلاد حاليا إلا اللهم من نفر قليل من الزملاء أو أصحاب الكتابات العقلانية. فى المقابل هناك فريق من هؤلاء الذين أدمنوا المكايدة والكيدية السياسية وتجار المواجع مازالوا يطلون علينا كل ليلة أو عبر صحيفة أو اطلالة جماهيرية حماسية للنضال الكلامى ليسوقوا إلينا مرارات الاحباط أو يعزفوا على وتر ونغم أننا مازلنا فى الصفوف الخلفية أو ترديد السيناريو الممل وتلك الاسطوانة المشروخة مرة بعد مرة بان الأوضاع مازالت سيئة وكأن بعضهم مازال يرفض وعن عمد توسيع دائرة الرؤية لديه ليرى اطلالات من نجاحات فى قطاعات عدة حيث سواعد النجاح والانتصار والبناء تضرب الأرض كل يوم وتشق الجبال والصخر وتعانق السماء الزرقا فى ربوع مصر كل ساعة حالياً. على أن أعترف أن الذى أوحى إلى بكتابة هذا المقال هو تلك البشرى التى رأيتها لأول مرة تتحقق على أرض مصر فى تدشين انتاج أول حقول الغاز فى منطقة شمال الاسكندرية كباكورة لانتاج الغاز والنفط خلال تدشين هذا الحفل من قبل الرئيس السيسى نهاية الاسبوع الماضى حيث يتحول الحلم إلى حقيقة وتقترن الأفعال بالأقوال حيث ثبت رهان الرئيس والدولة أن هذا الوطن مصر يعوم على بحيرة قادمة من الغاز والنفط وأن عامى 2017 و2018 سيكونان عامى الحصاد الذى من خلاله سيوفر لخزينة الدولة أكثر من 30 مليار جنيه سنويا ويجلب دخلا اضافىا يعادل عشرات المليارات من الدولارات جراء التصدير لغاز منطقة البحر المتوسط حيث الاكتشافات تتواصل يوما بعد يوم على شواطىء المتوسط والاسكندرية والدلتا. ناهيك عن عشرات المشروعات العملاقة التى تقام حاليا وكل عدة أسابيع وأشهر وكان أخرها اليومين الماضيين فى قنا وصعيد مصر بشأن البنية التحتية والصحية والتنموية والاقتصادية والاستثمارية حيث كانت ومازالت الصورة أبلغ من الكلام. وقياسا على ذلك المسار السياسى ونجاحاته على الصعد العربية والاقليمية والدولية إذا لا يختلف أثنان بيننا أن هناك إمتلاكا حاليا لزمام المبادرة والقيادة والقرار والحضور فى الاشتباكات السياسية والدبلوماسية بشأن قضايا الإقليم ومؤتمرات الحل والعقد حيث العلاقات العربية فى أفضل حالاتها والاقليمية متوازنة وجريئة فى البوح عن المواقف والسياسات والتصدى لمكائد دول بالاقليم تريد الشر والنيل من مصر الدور والحضور والثقل وأمنها القومى وأمن أشقائها فى الخليج والمحيط العربى فضلا عن علاقات دولية بازغة صاعدة متوازنة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإداراتها الجديدة وتطابق المواقف والسياسات والأهداف وكذلك روسيا الاتحادية ودول الاتحاد الأوروبى وقبلهما أفريقيا منهم فى القلب وأظنه أنه دور وحضور نحسد عليه الآن. وفى تقديرى أن الحرص الأمريكى والسعودى وكذلك الخليجى لمشاركة مصر والرئيس السيسى فى أعمال القمة العربية الاسلامية الأمريكية الاسبوع القادم فى الرياض هى أفضل تقدير وتثمين لأهمية وعظم الدور المصرى فى رسم معادلات الاستقرار والأمن فى المنطقة بما فيها محاربة الارهاب ووضع آليات القضاء على داعش وأخواتها والتصدى لنفوذ وتغلغل وتمدد إيران مع الاستعانة والأخذ بصلابة وجوهر المواقف المصرية بشأن الأزمة السورية واعتماده منهاجا للحل وخريطة طريق لإنقاذ سوريا والسوريين . نعم أعترف مثل الغالبية من العقلاء بأنه مازال هناك مشاكل وتحديات تواجهنا فى الداخل لكن فى المقابل هناك جهد وعمل يفوق الخيال والتصور رغم أن النجاح فى مصر وظروفها صعب إلا أن فقه وثقافة الأولويات الذى أصبحت تحظى به الدولة ومشروعاتها العملاقة وخطط الاصلاح من الجذور قد غيرت كثيراً من قناعات المصريين وجعل الغالبية الكاسحة يؤمنون بقدرة هذا الوطن وشعبه على أنهم يستطيعون تحقيق النجاح.. نعم نستطيع فى مصر. بدليل أن الواقع بأكمله قد تغير فى مصر وجرت فى النهر مياه كثيرة وأصبح لدى الجميع باستثناء هؤلاء المشككين حلم مشترك بالصعود الى قطار المستقبل والنجاح حيث بأت هذا البلد من دول النواة الصلبة حاليا فى الاقليم ويكفينا أننا لم نصل الى الانحدار الذى عرفته بعض دول المنطقة. ولينظر الجميع بعقلانية وصوابية ماذا يحدث حاليا وماذا يتحقق كل يوم رغم الظروف الصعبة وبالتالى لا داعى للقلق أو الخوف على مستقبل مصر. أما هؤلاء فريق الصراخ والندابات فلقد سقطوا فى قاع الخيبة والخسارة فى رهاناتهم حيث نهجهم وتشكيكهم يفتقد إلى الشجاعة والحكمة وعليهم أن يتنحوا جانبا ويلتزموا الصمت حيث لا يعملون ويصرخون بالترهات ونشر اليأس فى مصر. وإذا أردنا أن نتصارح فلقد خسرتم الرهان على الفشل والتعثر فكفوا عنا فالقادم أفضل فى مصر ومن يعش يرى. لمزيد من مقالات أشرف العشري;