أسمع واتابع لغة غير مستحبة فى الشارع المصرى هذه الأيام البعض يريد أن تعم لغة أشبه إلى السخط والغضب وإشاعة ترهلات أن هناك غضباً وخللاً وارتباكاً فى المشهد السياسى والاقتصادى وأن هناك فريق غير مرتاح إلى الوضع العام فى حين أن أنصار هذا الفريق أوذاك أراد استغلال بعض الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة كتعديل أسعار الكهرباء والسعى لضبط أسواق النقد الأجنبى وكذلك مفاوضات الأيام الأخيرة مع صندوق النقد الدولى لرفع منسوب التوتر واشاعة الاحتقان السياسى ولكن يبدو أن هناك فريقا من المصريين قد أدمن مقولة الجبرتى عن أهل مصر «أن ذاكرة العوام فيها تدوم ثلاثة أيام فقط».. صحيح أن قد تكون هناك بعض المشكلات والازمات حاليا لكنها لاتقارن بحقائق الاوضاع قبل ثورة 30 يونيو وبعدها بعدة اشهر حيث إن هؤلاء قد تناسوا قتامة وسوء الاوضاع والمصير أيام حكم مرسى وجماعة الاخوان الارهابية كيف كان وصار حكم مصر وأوضاع شعبها واستقرار وحياة أهلها تلك الفترة.. وأين نحن مما كان أيامهم.. هل تناسى الغالبية منا سوء الحياة ومألات المصير التى كانت تنتظرنا حيث لا أمن ولا استقرار وعمليات الخطف والقتل وطلب الفديات ودراما الاغتصاب فى الشوارع واقتحام المنازل على الآمنين وتراجع الأمن والطمأنينة والخوف والفزع الذى يعلو الوجوه ورحلات الفرار الجماعى للقادرين للهجرة من الوطن إلى الخارج. وعملا بقاعدة الذكرى تنفع.. فلنتذكر أيام ومآسى الحصار الطويل للمحكمة الدستورية ومجلس الدولة ومظاهرات واعتصامات الفوضى الجوالة التى كانت تغطى مؤسسات ومصالح الدولة فضلا عن عمليات فرق الارهاب وقطعان الأحزمة الناسفة الجوالة فى سيناء وعلى الحدود الغربية مع ليبيا حيث ماكنا نبرح عن توديع قوافل الشهداء وأصحاب الجنازات الطويلة وصور الماضى كانت ومازالت تغنى عن الكلام فلنتذكر أنه لولا ملاحم القوات المسلحة وتضحيات أبطال الشرطة وثورة 30 يونيو فى الأساس لكان تحقق هدف أعداء الداخل والخارج معا. من وجهة نظرى أن اسباب انتشار وشيوع ثقافة هؤلاء من أهل الانكار والتشكيك تعود إلى غياب الرؤية الإعلامية للحكومة وتراجع التواصل مع الإعلام والناس لتسليط الضوء على تلك الانجازات والنجاحات وإطلاع الرأى العام على مجمل الأزمات والمشكلات التى مازلنا نواجهها وتحتاج إلى توحد الرؤى وتكاتف الجميع حكومة وشعبا ودولة لتذليل العديد من الصعاب وإزالة القيود والحواجز وتهيئة الرأى العام لتقبل الصعاب والازمات عبر سقف زمنى محدد حتى نستطيع أن نفتح ثغرة فى الحائط الشعبى الذى مازال أراه بعيدا عن الانغماس والتعاون باريحية مع الحكومة. وإن كنت أرى أنه لدى الرئيس والحكومة أدوات جوهرية ومنصات محترفة لم يتم استغلالها جيدا فى مثل هذا الظرف الذى تواجه فيه حاليا بعض المتاعب الاقتصادية والازمات الطارئة وهى التليفزيون المصرى بمحطاته المتعددة والصحف القومية باذرعها المتعددة اللذان لم يحسن استخدامهما وتوجيههما بالشكل المطلوب والأفضل حيث لو كانت هناك لدى الدولة الرؤية الاعلامية لتحسين أداء هذه المنصات القومية واستغلالها لما وصلنا إلى الحال الذى يشتكى فيه الرئيس من فرق المشككين ولا يزايد علينا البعض فى الخارج أيضا من صحفى مجلة الايكومنست بمثل هذه التقارير المغلوطة الموجهة وفى تقديرى أنه فى ظل هذه الاجواء ولغة السخط والاحتقان الذى يغرى فريق اوركسترالى من المحتقنين والغاضبين بحسن نية أو سوء نية لنشرها هذه الايام فى اوساط المصريين ونثرها عن عمد فى الشارع المصرى لهدف فى نفس يعقوب فاننى أرى أن هناك فرصة أمام الرئيس السيسى لقطع الطريق على هؤلاء وهؤلاء الذين مازالوا أسرى للماضى والمقارنات الخبيثة هذه الايام عن وضعنا الآن وأيام مبارك أو أصحاب تصفية الحسابات والمرارات الدفينة عبر تبنى دعوة صريحة وعاجلة لعقد حوار وطنى شامل يتم التخطيط والإعداد له من الآن بحيث يعقد فى قصر المؤتمرات بمدينة نصر ولمدة ثلاثة أيام يشارك فيه الرئيس السيسى ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان وزعماء الاحزاب الفاعلة وبعض الشخصيات من رجال الدولة السابقين وأصحاب الخبرة من أهل الحل والعقد بحيث يحضر الرئيس الجلسة الأولى والأخيرة فقط ويفتتحه الرئيس باستعراض أهم النجاحات والانجازات التى تحققت على أرض الواقع وماهو مخطط للمستقبل القريب ثم عرض العديد من الازمات التى مازالت تواجهنا وتحتاج إلى تكاتف وحاضنة جماهيرية وسياسية من هؤلاء المشاركين وغطاء جماعى من الحضور للتعاون سويا والاصطفاف الوطنى لمواجهة بقية الازمات دون مناكفات وتملل واحتقان فى الشارع بحيث يكون الجميع مشاركا ومتحملا لجزء من المسئولية الوطنية وخلق ممر اجبارى لتوفير الحلول لتلك الأزمات عبر هذا الحوار التفاعلى الذى سيجرى على مدى الايام الثلاثة وبالتالى التوصل لخريطة طريق جديدة جماعية لانهاء حالة الاستعصاء السياسى لمدة عام أو عامين تلك الذى يسعى البعض لتكريسها هذه الأيام. وبالتالى ينجح الرئيس من خلال هذا الحوار الوطنى لتحقيق عدة أهداف اولها الانفتاح على الجميع واستعداده للتعاون مع كل الحضور لصياغة حلول عاجلة لبعض المشكلات الباقية وثانيا إشراك الجميع فى الدولة والحكومة والبرلمان والشارع السياسى والساحة الحزبية ورجالات الدولة لتحمل دورهم من القيام بدور التعاون مع الرئيس والسعى نحو نقل الحقائق كاملة للشارع واقناع المصريين بمجمل النجاحات التى يتم تحقيقها وأن الرئيس والدولة يسيران حاليا على الطريق الصحيح وحتمية نجاح الاصلاحات الجذرية حاليا للسيسي. ولعلى لا أبالغ اذا قلت إن هذا الحوار الوطنى سيكتب له النجاح وسيحقق اغراضه لقطع الطريق وإغلاق النوافذ فى وجه هؤلاء المشككين والمتنطعين والداعين لاكاذيب خراب مصر او النيل من استقرارها ونجاحها.. فمصر دولة عصية على السقوط ولاتنسوا أن الغالبية من أهل مصر مازالت ترى حتى اللحظة أن اداء السيسى مرض جدا. لمزيد من مقالات أشرف العشري