ربما يكون أفضل شىء وجهد يذكر من قبل مؤسسة الرئاسة تحت إمرة الرئيس السيسى، وكذلك الحكومة الحالية برئاسة المهندس إبراهيم محلب، هو المتابعة والتواصل مع أصحاب الرأى وقادة الفكر والرؤي، ناهيك عن سرعة الحركة مع أصحاب المشكلات والأزمات والظروف الصعبة والقاسية فى هذا الوطن. عكس الحال أيام مبارك وعهده الذى لم يكن يتواصل مع أحد أو يتابع شكوي، أو يحقق فى أمر حتى انفجر الشارع والشعب فوق رأسه ونظامه فهوى فى الحال، وكذلك الأمر مع عام حكم الإخوان وانتكاسة رئاسة مرسي. ومناسبة هذا الحديث، هو المتابعة والتواصل مع شخصى من قبل المهندس إبراهيم محلب فى اليومين الماضيين، بعد نشر مقالى السابق بعنوان محلب وفضيحة أداء المحافظين، إذ سرعان ما فوجئت باتصال هاتفى مطول من المهندس جرى خلاله حوار ونقاش كاشف ومعمق ووجه خلاله رسائل وتطمنيات عديدة حيث تحدث صراحة حول أزمة المحافظين، التى أثرتها وسوء الأداء والأوضاع فى محافظات مصر منذ سنوات طويلة بسبب الإهمال وعدم الاكتراث من الحكومات السابقة. حيث تحدث رئيس الوزراء وأخبرنى بإصلاح هذا الخلل قريبا عبر استراتيجية ناجعة فى قادم الأيام، وقريبا لاختيار المحافظين الجدد بمواصفات ومؤهلات جديدة، فضلا عن إطلاق قطار التنمية كما هو مخطط ومستهدف لكل محافظات وربوع مصر، حيث لا وقت للضياع أو التجريب حيث يجب أن تتحول مصر كلها الى ورش عمل، خاصة ان البلاد تحتاج فى الفترة المقبلة لكل جهد أبنائها مع ضرورة التخلى عن السلبية والأداء الفضيحة، الذى كان قائما فى الأزمنة السابقة، حيث هناك عهد وعصر جديد. وأطلعنى المهندس محلب، عن جوهر سياسة حكومته عبر استراتيجية الإنجاز العنصر الحاكم لأداء حكومته واقتران الأفعال بالأقوال، حيث الوجود فى الشارع وبحث ومعالجة الأزمات على أرض الواقع، وتوفير حلول عملية بعيدا عن لغة المسكنات حيث يحتاج هذا الأمر الى جهود مضاعفة لأننا مازال أمامنا طريق طويل من الجهد والعمل والتعب لتعويض سنوات الخراب والتراجع الذى أصاب وطننا. وأراد رئيس الوزراء، أن يطمئننى كما يطمئن كل المصريين، أن اختيار المحافظين الجدد فى قادم الأيام سيكون عبر ضوابط جديدة وعلى أسس فريدة توفر شخصيات تملك زمام المبادرة وأهل للحل والعقد، وتلبى طموحات الغالبية من المصريين وتتماشى مع واقع الحال والعهد الجديد فى مصر، حيث سيتم اختيار شخصيات تتمتع بالكفاءة وتكون استثنائية فى طرحها وحلولها وابتكارية فى معالجة أزمات المحافظات. وهذا ما يتم الاختيار والفحص والتدقيق بشأنه لأشخاص المحافظين الجدد حاليا، حتى أنه طالبنى اذا كان لدى أو لدى غيرى أسماء مشجعة وجديرة بمنصب المحافظ بمواصفاته الجديدة ومقوماته المطلوبة، أن أبادر بترشيحها وإبلاغه شخصيا أو بمكتبه فى الحال. ولم ينس المهندس محلب وهو يختتم الاتصال الهاتفى معى وعد بلقاء قريب بيننا، أن يبلغنى أن أصعب مشكلة وأزمة مازالت تواجهه وتواجه حكومته حاليا هى حالة الفوضى التى مازالت تستشرى فى هذا الوطن حاليا، برغم كل الجهد الذى يبذل حاليا لتكريس النجاح والاصلاحات فى الدولة وعودة دولاب العمل لمؤسسات الدولة واسترجاع هيبة الوطن حاليا، حيث تلك الفوضى آفة ابتلى بها المصريون فى الفترة الماضية. وأنا من جانبى، أدرك معاناة وغضب العديد من المصريين وليس المهندس محلب وحده من حالة الفوضى تلك، سواء عبر عودة بعض المظاهرات الفئوية وتوحش مطالب البعض عكس حقوق الجميع فى مصر، وكذلك السلبية والتراخى من قبل البعض سواء مسئولين أو موظفين وأكثرية المواطنين العاديين وشيوع عقلية الكسل والخمول والكمون، مع عدم إدراك للواقع الجديد فى مصر. ربما لم نصل بعد الى مرحلة الرضا والقبول الكامل لأداء الدولة والحكومة، لكن فى المقابل علينا الاعتراف ودون مواربة أو مجاملة لهذا الحاكم أو ذاك الرئيس، اننا فى مصر حاليا نضع أقدامنا على أعتاب واقع جديد ومرحلة بناء واستعادة دور وثقل هذا الوطن حاليا. حيث هناك رئيس يعمل ويخطط ورئيس حكومة هو الآخر على مستوى وحجم المشكلات وتواصل ويعمل ويوجد يوميا فى الشارع والمحافظات، من أجل الإنجاز وتحقيق مقاربة لواقع جديد فى مصر وإيجاد مصدات تنموية لهذا البلد فى قادم الأيام، وفوق هذا وذاك بات لهذا الوطن الرئيس الذى يستطيع أن يصنع مجدا وطنيا ويحقق معادلة أن لكل زمان رؤساء وأسئلة صعبة وأنه وحكومته لأول مرة فى مصر ينتج حلولا واصلاحات بعد أن كان نظام مبارك وعصابته، ومن بعده مرسي، ينتجان أزمات وكوارث وبالتالى أصبح لدينا أمل فى غد مشرق ومواجهة آخذة طابع التحدى لكل مشكلات مصر بعد أن كنا بلدا يستحق الرثاء حتى الأمس.