يبدو أنه مازال هناك فريق معنا فى مصر يجيد لعبة نشر الفوضى وطمس بعض النجاحات وتسطير كتابات الحقد والمغالاة والتطرف فى آرائه بشأن الطرح الخاص بقضايانا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية اليومية، حيث نبرة التشاؤم وفعالية أو روح الفشل ودق اسافين السخط تشكل الاطار الحاكم لمواقف وتوجهات هؤلاء سواء سياسيين أو نفر من الشخصيات العامة. نعم أنا اعترف بأن هناك مشكلات وأزمات مستحكمة فى الشارع والوطن ولكنها ليست وليدة اليوم، بل هى نتاج تراكمات الفشل والاخطاء فى الخمسين عاما الماضية ويومها لم يجرؤ أى من هؤلاء أو حتى من السابقين على اطلاق العنان للسانه وافكاره ومواقفه لتكون بنفس الحدة بل إن بعضهم كان يوفر الغطاء لتلك الممارسات وشكلوا تجار مواجع لتصدير الوهم والخيبات لغالبية هذا الشعب. لكنى أعتقد أن الغالبية من الشعب وحتى هؤلاء الذاهبين ليل نهار بتصدير افكار السوء عن وضعية الوطن والدولة لديهم قناعة تلامس اليقين أن مجمل المشروعات والأعمال والنجاحات التى تنفذ على أرض الواقع اليوم لم تشهدها مصر طيلة الخمسين عاما الماضية، وهذا ليس حديث ترف أومبالغة أومواربة، حيث لم نشاهد على أرض الواقع تلك الحماسة والجدية والإصرار على التنفيذ والإنجاز والنجاح مثلما يحدث الآن. وليعطينى أى من هؤلاء السادة رافعين لواء السخط والمعارضة وتكدير صفو النجاح الذى تعيشه مصر حاليا أى مثال أو نموذج فى عهد كل الرؤساء الذين حكموا مصر منذ ثورة 1952 وحتى انطلاق ثورة 30 يونيو ولكن ها هو الغرض النفسي، حيث البعض منا أصبح أستاذ صناعة الشك وتصدير اليأس لعموم المصريين بل إن البعض من هؤلاء لديهم يقين أن هناك من بعض الرؤساء السابقين من ضيع مصر وخرب البلاد وأنهك الوطن والعباد فى أحلام ومشروعات طواحين الهواء الدنكشوطية التى لم تسمن أو تغنى، وحتى الجرأة وصلت بالبعض إلى أن يقارن بين اوضاعنا الآن والأوضاع السابقة فى عهد رؤساء بعينهم، مشددا دون امتلاك حجج أو منطق أو حتى تجارب بعينها ليعترف بأنها أفضل من الآن، وهؤلاء من أسف يخادعون أنفسهم ويكذبون على بعض انصارهم والمخدوعين من أمثالهم، لأن هذا ليس صحيحا بل كذب ومخادعة، لأن الغالبية الكاسحة من المصريين يقرون ويعترفون بأنه برغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية وهى الدواء المر الذى لابد منه من أجل حياة أفضل لابنائهم وأحفادهم فإن مصر لم تشهد طفرة فى النجاح والنمو والازدهار وتسيير قوافل التنمية التى تسد عين الشمس مثلما يحدث الآن، حيث الصورة أبلغ من الكلام خاصة أن كل هذا مسجل صورة وصوت بشكل شبه اسبوعى عبر افتتاح صروح للنجاح الاقتصادى والتنمية فى مصر. وما يحز فى النفس أنه رغم جهود مضنية ودماء عزيزة وغالية تبذل وتضحيات تقدم ليل نهار من أجل بلوغ فجر جديد لهذا الوطن وفتح النوافذ فى الجدران المسدودة، إلا أن جنرالات المقاهى وكتائب التوك شو والليل وأخره حريصون على نصب سيرك تصدير الفوضى واليأس والقنوط والسلوى والتسرية بأوجاع الناس، وهذا هو غاية مرادهم مع أن أى أحد منهم لم يسع ولو للحظة لإعمال العقل والمقارنة بين أين كنا.. وكيف أصبحنا؟ أو يلجأ إلى توسيع دائرة الرؤية لديه ليطل على ما يحدث ليس للعالم ولكن لبلدان وأهل وسكان دولنا فى الإقليم العربى ومعظم وغالبية دول الشرق الأوسط.. يقينا دون مبالغة أو مواربة سيجد أننا فى مصر أفضل وأحسن حالا، وأننا فى أقل من ثلاث أعوام قد تفوقنا على أنفسنا بشهادة الدانى والقاصى والمؤسسات الدولية ومراكز ومعاهد التصنيف والشفافية وحكام دول كبرى فى العالم. وإذا جاز أن نتصارح فى هذه النقطة فإن أهل الفضل فى هذا النجاح وفى تكريس تلك الصورة التى باتت تتشابه مع مصر حاليا ونجاحاتها وتطورها ونموها وقبل هذا وذاك التربع على عرش الاستقرار والأمان مقارنة بغالبية دول الإقليم حاليا تعود إلى ثلاث مؤسسات كبرى فى مصر وهى القوات المسلحة والشرطة والرقابة الإدارية، حيث يتابع ويعيش المرء منا على مدى الساعة حجم العطاء والتضحيات التى تبذل من أجل حماية وصيانة الحدود والداخل المصرى باتساع الوطن وكذلك نفس المهام والأداء لرجال الشرطة الذين يقدمون تضحيات وجهودا جبارة لاستعادة الاستقرار والأمن وتفعيل الضربات الاستباقية التى منعت وأوقفت جحافل الإرهاب والإرهابيين، حيث الجيش والشرطة حققا المهمة المستحيلة فى مصر واعادا عرش وعزة وبلوغ الفجر الجديد لهذا الوطن فى مثل هذا التوقيت. وتبقى هيئة الرقابة الإدارية ونجاحاتها على مدى الساعة فخر ثالوث النجاح حاليا فى مصر، حيث عملياتها وضرباتها لعصابات ومافيا الفساد فى مصر خير شاهد، حيث قائمة العمليات الأخيرة التى سددتها إلى هؤلاء الفاسدين لا تعد ولا تحصى ناهيك عن برامج المراقبة والمراجعة لمعظمه أن لم يكن لكل مشروعات التنمية التى تقام على أرض مصر حاليا حتى باتت الرقابة الإدارية مصدر فخر واطمئنان، وبالتالى لابد لممارسات الفساد المقيت أن تنهار وتتهاوى قريبا. لمزيد من مقالات أشرف العشري;