أسعدنى ما سمعت ورأيت من مدح وقدح فى برنامج دولة التلاوة الذى اشرق على شاشات التليفزيون بنورانيات الحافظين لكتاب الله وأسعدنى أيضا هذا الكم الجميل والرائع من الراغبين والمتقدمين للاختبار فى دولة التلاوة، الذى بلغ اكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، وتمت تصفية المشاركين عبر مراحل متعددة انتهت باختيار أفضل 32 موهبة للتنافس فى الحلقات النهائية، تحت إشراف لجنة علمية متخصصة من وزارة الأوقاف. .. وانا على يقين أن هناك عشرات الملايين آخرين يعملون على حفظ القرآن الكريم الذى هو نور القلوب وربيعها وراحتها ومتعتها الحقيقية. وبصفتى أحد خريجى الأزهر الشريف الذى أكرمنى الله بالانتساب إليه.. اقف طويلا امام قامة وقيمة يعرف قدرها الأزهريون والحافظون لكتاب الله، فهو من الرجال الذين تعرفهم المصاحف.. ولا يعرفهم عالم اللهو.. تُقاس قيمتهم بما يصنعونه للقرآن، لا بالكلمات التى ينطقون بها.. الحارس لكلام الله، رمز العلم والدقة الذى جعل حياته مكرسة لكل حرف من حروف القرآن الكريم وهو فضيلة العلامة الجهبذ بحر العلوم الشيخ حسن عبد النبى عبد الجواد عراقى، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، حيث يدرس طلاب الأزهر علم التجويد على كتابه المميز جدا (بغية الطالبين فى تجويد كلام رب العالمين) الذى ادعو كل مسلم للاطلاع عليه. فى برنامج «دولة التلاوة»، ظهر الشيخ حسن عبد النبى كقامة علمية وروحية لا يُضاهى حضورها، كل مداخلة له كانت درسًا فى صرامة العلم ولطف الإنسانية، يمزج بين ضبط قواعد التلاوة ودعم المتسابقين بروح الأب، فيخلق جوًا من التشجيع والثقة يحفز كل متسابق على تقديم أفضل ما لديه. هذا الرجل تجده عند كل آية.. يحرسها من اللحن والخطأ، ويعيد إليها روحها كما ألبسها الله فى كتابه فلا تفوّت عيناه أى زلّة، ولا تغفل أذناه اختلاس المد والغنة.. كما يسمع القلب نبضه.. فهو سياج نورانى حول المصاحف ليحميها ويصحح ما قد يقع فيه البشر من سهو أو خطأ. فشكرا لدولة التلاوة التى قدمت للجمهور هذا العالم الجليل الذى أحبه المشاهدون.