هناك العديد من الصور ومحطات الإنجاز والإبداع والتطوير داخل القوات المسلحة المصرية تثرى النظر هذه الأيام وتدعو إلى الفخر والاعتزاز والعبقرية لكل مصري، بامتلاك الوطن لمثل هذا الجيش وتلك العقول من القادة وكتائب المقاتلين التى استطاعت رسم ملامح صورة فريدة متناغمة لجيش عصرى فريد واستثنائي، من حيث العدة والعتاد ونوعية الرجال استطاع خلال سنوات قليلة من الإعداد وإعادة الهيكلة والتطوير والجاهزية أن يصير الرقم الصعب فى معادلة جيوش وتصنيف المنافسة والكفاءة والاحترافية بين جيوش إقليم الشرق الأوسط والعالم. ومناسبة هذا الحديث تعود إلى سببين رئيسيين يدعوانى اليوم إلى الكتابة عن عظمة وقوة واحترافية القوات المسلحة، واحتساب الفضل لأهله أنه لولا قوة وعبقرية تلك القوات المسلحة لكانت مصر الآن فى مصاف الدول التى تعد نفسها للخروج من التاريخ، وباتت تصنف بالدولة الفاشلة المأزومة. والمناسبة الأولى لاختيار الكتابة عن قواتنا المسلحة، كانت مصدر فخرى وامتنانى وشعورى الغامر برؤية العلم المصرى وهو يرفع على الميسترال حاملة الطائرات العملاقة أنور السادات فى الأيام الماضية، وبدأ تدشينها نهائيا إلى مصر لتصل خلال أسبوعين لتنضم إلى شقيقتها الكبرى جمال عبدالناصر التى تسلمتها مصر فى يونيو الماضي. ناهيك عن حجم التطوير والأداء العسكرى الرفيع المستوي، الذى يدب فى كل الأفرع والوحدات العسكرية، وذلك التحديث التكنولوجى بالغ القدرات القتالية داخل المنظومة العسكرية المصرية، وكتبت لها أعلى سلم الجدارة بين تصنيف جيوش دول العالم باعتراف الأعداء قبل الأصدقاء، حيث باتت الخشية والحسبان لقوة نيران وتأثير ضربات قواتنا المسلحة وجاهزية جيشنا توضع فى الحسبان وتخضع تجربتنا للتدريس والمحاكاة داخل العديد من معاهد الدراسات العسكرية والاستراتيجية، ونموذج للتطبيق داخل جيوش بعض دول الإقليم. والمناسبة الثانية للكتابة، هى ما آلمنى وأحزننى كثيرا بسبب تلك الترهات وبعض السخائم التى خرجت للأسف عن نفر قليل من المصريين لم يكن يمتلك عقلا ولا فكرا ولا بصيرة تنال من اسم القوات المسلحة المصرية، وقوة واحترافية جيشنا بسبب اشتراكه وإقدامه فى الأيام الماضية على التدخل سريعا لفك أسر بعض الأزمات الطارئة التى واجهها شعبنا، خاصة قضية توفير لبن الأطفال أو تقديم العديد من السلع والمنتجات الغذائية للمواطنين بأسعار مناسبة، تخفيفا وفكاكا من قبضة الاحتكار والجشع الذى تمرس عليه بعض الفاسدين والمستغلين والاحتكاريين الجشعين. حيث لجأ أمثال هؤلاء الجهلاء المنفلتين من كل عقال، الذين تبادلوا غراما لافتا مع كتائب الإخوان الإرهابية فى الداخل والخارج للنيل من قوة وعزيمة وبنيان القوات المسلحة، وعزف سيمفونية من الكراهيات والكيدية المفضوحة ضد جيشنا لا يمكن أن يصدقها عقل مصرى ناضج وطني، ولا يمكن أن يتوقعها حتى فى أسوأ الكوابيس للإساءة إلى هذه الأسطورة والنواة الصلبة لقوة مصر الحامية الباطشة للأعداء وكتائب الخونة والمرتزقة التى تريد السوء لهذا الوطن أو النيل من حدوده وأرضه. هل كل الذين يقفون وراء مثل هذه الحملات بكل هذه الخسة والندالة يريدون لمصر أن تسير فى ركاب تلك الدول المحطمة فى الاقليم، وأن نصير فى خانة وتصنيف شعوبها، أى وطنية وأى مصرية تجرى فى عروقكم وأنتم تريدون لنا أن نصل إلى تلك السيناريوهات وتلك النهايات التى تضرب معظم دول الإقليم.. فالتاريخ يكتب الآن أمام أعينكم. أعلم أن هناك فريقاً من العاجزين أصحاب الأجندات والأدوار المشبوهة تزعجهم كتابة التاريخ الآن لفصول نجاح قواتنا المسلحة وقصص ملاحم الانتصارات على الجبهات الشرقية والغربية والجنوبية لحفظ الأمن والأرض والعرض، وضرب فلول الإرهاب والمتربصين بأمن وسلامة واستقرار أرض هذا الوطن الذى لم يأت من فراغ أو بمحض المصادفة، بل نتاج عمل وتدريب وإعداد فرق وكتائب المقاتلين وأسراب الطائرات وشبكات الرصد والتحرى والمراقبة على مدار الساعة، من أجل أن ينعم بعض المتنطعين من هؤلاء ويناموا قريرى الأعين على فراشهم آمنين سالمين. ناهيك عن ملاحم البناء والتعمير وجحافل التنمية التى تضرب فى أعماق هذا الوطن حاليا عبر سلسلة مشروعات المعجزة الكبرى التى تغطى حاليا معظم ربوع مناطق ومحافظات وأقاليم الوطن، وتقف وراءها وتشيدها وتقيمها وتعمرها القوات المسلحة بفضل سواعد وخبرة وجدية وتراكم الحسم والحزم والشفافية وشرعية الإنجاز التى تحاكى الأحلام والتطلعات التى كانت تصبو إليها الغالبية من شعب مصر، انطلاقا من حكمة ويقين القوات المسلحة الكاشفة بأن العمل والبناء والإنجاز والانتصار فى مسارح العمليات لا يتم إلا بالإيمان بالعقيدة والثقة بالنفس وقوة العزيمة والإرادة والإنجاز، وبات الجميع فى هذا الوطن على قناعة تلامس اليقين بأن هذا النجاح الذى يلامس سماء مصر الزرقاء حاليا، لم يأت إلا بفضل أسطورة واستثنائية دور القوات المسلحة واحترافية وجاهزية جيشنا الذى يقاد حاليا عبر موهبة وكفاءات كفؤة فذة تريد الوصول بهذا الوطن إلى أعلى عليين، فى حين هناك فئة من هؤلاء المخدوعين لا يعجبهم نجاح الجيش المصرى وقواتنا المسلحة، بعد أن أدمنوا العيش فى مستنقعات الفتن والإقامة فى أحضان الانحطاط البشع، بعد أن ضربت عقولهم الضحالة الفكرية والتجهيل غير المسبوق الذى جعلهم لا يميزون بين نجاحات وتضحيات وملاحم جيشهم وما يقوم به، ويدبر لهم ولوطنهم من قبل الأعداء والمرتزقة وأصحاب الضمائر الخربة ومعدومى الوطنية. وأخيرا، أقول لقادة جيشنا وجنود قواتنا المسلحة، لا تحزنوا ولا تيأسوا ولا تغضبوا أيضا، فالماضى يذكرنا والحاضر يعلمنا والمستقبل يطمئننا بأن الغد والقادم أفضل دوما فى مصر، بفضل عطاء وتضحيات وملاحم وانتصارات قوة جيشها. لمزيد من مقالات أشرف العشري