يحاول المتآمرون علي الوطن التشكيك بين الحين والآخر في علاقة الترابط بين الجيش والشعب, فكلما نجح الجيش والشعب في تحقيق انجاز يؤكد خصوصية العلاقة, ظهرت الأكاذيب والشائعات التي تشوه هذا النجاح, وتشكك في هذه العلاقة التاريخية, لأنهم يعلمون أن هذه العلاقة هي سر بقاء الدولة المصرية بحدودها ونسيج مجتمعها الواحد عبر التاريخ القديم والحديث. ومادام جيش مصر قويامؤمنا بعقيدته ظلت مصر في أمان عصية علي محاولات النيل من ترابها المقدس القوات المسلحة جيش الشعب ودرعه الذي يستند إليه علي الدوام وهي الفخر للأمة المصرية عبر التاريخ قديما وحديثا, تحمي ركائزه وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه, وسيفشل المشككون في هذه الحقيقة, ولن يلتفت الجيش أو الشعب لمن يريد تشويه هذا التلاحم وسيظل يسطر الجيش أعمال جليلة وملاحم جديدة علي ارض مصر لتؤكد أنالقوات المسلحة هي بحق فخر مصر وأنها قادرة علي ترجمة عزيمته وإرادته وتلاحمه مع الجهود الطموح التي تبذلها الدولة, وان هذا التلاحم يمثل القوة الحقيقية لمصر وقدرتها علي مواجهة المشاكل والتحديات والانطلاق بخطي ثابتة نحو المستقبل. فالشعب المصري يدرك ما تحقق طوال الفترة الماضية من مشروعات قومية وإنجازات ملموسة لدعم مسيرة البناء والتطوير بمشاركة العقول والسواعد الفتية لأبنائه بالقوات المسلحة, الذين يعملون بكل الأمانة والشرف وإنكار الذات لتحقيق مهمتهم الأساسية في التدريب والاستعداد القتالي وما ينفذ من مهام عمليات علي كافة الاتجاهات. هذا التلاحم بين الشعب والجيش يظهر في وقت المحن والشدائد, ولذلك يكون النجاح كاملا لا تنكره عين, ومنذ25 يناير تحملت القوات المسلحة صعابا كبري لحماية الوطن, وترجمت رغبة الشعب في التغيير, وشاركت في مسيرة التنمية دون كلل أو ملل, ومن ابرز صور ملاحم الشعب والجيش كانت ثورة30 يونيو للخلاص من فئة ضالة تقدم مصلحة الجماعة علي مصلحة الوطن ثم تلا ذلك ملحمة أخري تمثلت في حفر قناة السويس الجديدة تمويلا من المواطن وتنفيذا من الجيش, وكذلك خاضت القوات المسلحة حربا لاقتلاع جذور الإرهاب وتأمين الحدود المصرية, بمساندة فئات حيث نجح الجيش في إجهاض المخططات والمحاولات التي تهدف إلي النيل من أمن واستقرار المجتمع, وهي ملحمة قدم فيها الجيش تضحيات لن تنسي ستبقي عالقة في أذهان المصريين كافة لأنه جيش الوطن وليس جيش السلطة, ونذر نفسه للدفاع عن الحق والعدل والتراب الوطني, فجيش مصر يمثل نموذجا للمؤسسة الوطنية التي تدرك مهمتها وتؤديها علي الوجه الأكمل ولا تحيد عنها. وإذا رجعنا إلي وثائق تاريخ مصر القديم كان الجيش المصري كما هو الآن وبنفس العقيدة القتالية التي تجعل منه درع الشعب وسيفه, والعمود الفقري في حياة المصريين, ومنذ نشأة أول جيش في التاريخ كان علي أرض الكنانة عام2696 قبل الميلاد في عهد الملك زوسر, مرورا بأحمس وتحتمس, ليظل الجيش حامي الديار ومبعث الفخر, ومازال الجيش يلعب نفس الأدوار التاريخية في عمر الوطن, حتي أصبح سجله حافلا بأكبر ملاحم التاريخ العسكري في الصمود والتصدي ولتبقي بصماته واضحة في مجال الخدمة المدنية, وحماية المواطنين من كل الشرور التي يريدها المتآمرون والمشككون في ترابط الجيش والشعب ليثبت التاريخ بالبرهان أن الجيش والشعب جزء لا يتجزأ, وان الجيش يمثل الأمان والحماية والدفاع عن الشرعية الشعبية, وان العسكرية المصرية هي المدرسة العليا للوطنية ومصنع الرجال.