كلما مرت السنوات يزداد في قلبي حلاوة الإحساس بطعم نصر أكتوبر وبما حققته قواتنا المسلحة من تضحيات وبسالة حتي لا تسقط أو تركع مصر. أتذكر كلمة الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام "إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن من بعد خوف والآن أصبح لنا درع وسيف". أعترف انني وفي كل اللحظات الصعبة التي مررنا بها منذ كنا صغارا أثناء حرب 73 وحتي هذه اللحظة التي نعيشها الآن لم يغب الاحساس بالاطمئنان أو الأمان حتي في سنوات الغربة كنت أشعر دوما بالأمان لأنني مصرية انتمائي وعشقي لمصر لم يتغير هذا الاحساس طوال فترة الاغتراب بل كان الحب ينمو ويزداد في القلب وشاركني فيه الكثير من اشقائنا العرب فالكل يعرف قدرها ومكانتها ودورها عبر التاريخ. مصر مقبرة الغزاة وحصن الأمن والطمأنينة ليس لأبنائها فقط بل لسائر أبناء الوطن العربي. علي الرغم من نشوة الاحساس بالفرح في هذه الذكري العظيمة توقفت في حالة تأمل لما يحدث في محيطنا الاقليمي دول تهاوت وجيوش تفتتت وجيشنا المصري صامد متماسك يواجه هجمات الإرهاب يدفع جنوده البواسل في كل لحظة حياتهم ثمنا من أجل مصر والمصريين تلك هي العقيدة العسكرية المصرية الراسخة فهي الأمر الجمعي بين جنود الوطن والتي مازال جيشنا متمسكا ومحافظا عليها. حولنا جيوش تحول جنودها من مقاتلين إلي قاتلين للعزل وهو ما خلق انشقاقات داخل مؤسساتهم العسكرية لكن جيشنا المصري ومفهوم العسكرية لديه ليس مجرد مهنة بل واجب وطني ففي كل المواقف حتي عندما نزل الجيش يوم 28 يناير كان من الواضح جليا ولاؤه للشعب والوطن لأن شعاره لا يتبدل "الله - الوطن". كل الرؤساء بداية من الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس السادات والرئيس مبارك حرصوا علي إعادة بناء وتطوير العسكرية المصرية نفس المنهج كان هدفا للرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع فقد كان حريصا علي تنظيم القوات المسلحة لتنفيذ جميع المهام وزيادة قدرة الجيش علي بذل أقصي جهد لمجابهة التحديات والتهديدات وجاء تصنيف جيشنا الأول عالميا في العقيدة القتالية لكل هذه الأسباب من حقنا أن نطمئن ونفخر لأن مصر لديها قوات مسلحة قوية قادرة ومتطورة تتصدي بجسارة وتماسك وعزيمة ضد كل ما يحيق بنا من مخاطر. " الشئون المعنوية " لا أحد ينكر دور إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة في ربط الجندي بتراب الوطن فالحشد المعنوي كان من أهم مقومات نصر أكتوبر أهداف الإدارة متعددة وكلنا يقدرها وواحد من مهامها هو تحفيز المواطنين علي المشاركة في المهام والواجبات الوطنية وهذا ما نحتاجه بشدة في هذه اللحظات الصعبة فبناء الإنسان ليس بالمهمة السهلة وبدونه لن يكون هناك تنمية أو تقدم أو نجاح اتمني أن تمتد جهود الإدارة لبناء أجيال المستقبل ونحن نرسم ملامح عهد جديد. نريد أجيالا لديها الحس الوطني لديها الإيمان والعقيدة بأن الوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها بل كيان وكبرياء وكرامة وهناك أجيال ولدت في الخارج كثيرون منهم لا يعرفون شيئا عن مصر وجيشها وهذا مكمن الخطر الذي ينبغي علينا الالتفات إليه في ظل الحصار التكنولوجي وحروب الجيل الرابع لابد من دورات تثقيفية تتولي الإدارة مهمتها تمتد من المدارس إلي الجامعات تصقل وتنمي وتطور من قدرات وطاقات الأبناء وتخلق حالة من التلاحم والتماسك لكي نواجه كل التحديات التنموية والاقتصادية.