النغمة السائدة في صحف الانقلاب وإعلامه هي اتهام كل رافض للانقلاب العسكري بكراهية الجيش ، والعمل على هدمه ، ولولاه لكنا مثل العراق وسورية . كاتب مغمور في الأهرام اسمه أشرف العشري يذوب هوي في مسح البيادة وتلميعها يتحدث عن العديد من الصور ومحطات الإنجاز والإبداع والتطوير داخل القوات المسلحة المصرية تثرى النظر هذه الأيام وتدعو إلى الفخر والاعتزاز والعبقرية لكل مصري، بامتلاك الوطن لمثل هذا الجيش وتلك العقول من القادة وكتائب المقاتلين التى استطاعت رسم ملامح صورة فريدة متناغمة لجيش عصري فريد واستثنائي، من حيث العدة والعتاد ونوعية الرجال استطاع في خلال سنوات قليلة من الإعداد وإعادة الهيكلة والتطوير والجاهزية أن يصير الرقم الصعب فى معادلة جيوش وتصنيف المنافسة والكفاءة والاحترافية بين جيوش إقليم الشرق الأوسط والعالم. سب وقذف الأحرار في المقابل يقوم كاتب البيادة بسب وقذف من يسميهم الجهلاء المنفلتين من كل عقال، الذين تبادلوا غراما لافتا مع كتائب الإخوان الإرهابية فى الداخل والخارج للنيل من قوة وعزيمة وبنيان القوات المسلحة، وعزف سيمفونية من الكراهيات والكيدية المفضوحة ضد جيشنا لا يمكن أن يصدقها عقل مصرى ناضج وطني، ولا يمكن أن يتوقعها حتى فى أسوأ الكوابيس للإساءة إلى هذه الأسطورة والنواة الصلبة لقوة مصر الحامية الباطشة للأعداء وكتائب الخونة والمرتزقة التى تريد السوء لهذا الوطن أو النيل من حدوده وأرضه. ويشيد كاتب البيادة بمواقف الجيش في بيع لبن الأطفال والسلع التموينية لمواجهة المحتكرين وجشع التجار . عاشق العبودية الذي لا يدركه الصحفي عاشق العبودية أن جيش الوطن ملك الدولة وليست الدولة ملكا للجيش ، ومن حق أصحاب الجيش وهم الشعب المصري الذي ينفق على السلاح والعتاد والمرتبات والامتيازات أن يقول لقياداته إذا أخطأت : قف ، ويحاسب المقصّرين ، ويعاقبهم . لماذا يوجد في الجيش إدارة للقضاء العسكري ؟ إنها لمحاسبة الفاشلين وغير المنضبطين ، والمتجاوزين لمهامهم العسكرية إلى مهام أخرى . أم كلثوم في تل أبيب لا يعلم كاتب البيادة لأنه كان في رحم الغيب أيامها أن القوم في عام 1967 كانوا يقولون إننا نملك أقوي طيران عسكري في الشرق الأوسط ، وأقوي جيش في المنطقة ، وكان البعض يمنينا بأننا سنستمع إلى الحفل الشهري لأم كلثوم في تل أبيب يوم الخميس القادم الذي لم يأت أبدا ، ولكن الذي جاء كان جيش الدفاع النازي اليهودي الذي ربض على قناة السويس ، والباقي يمكن أن يتعرف عليه العشري من أحد الصحفيين العجائز في الدور السادس بالأهرام !. كان جيشنا المصري بالفعل جيشا مجهزا أحدث المعدات ، ولكن جيش الدفاع الصهيوني دمر الطيران المصري بالكامل على الأرض ، وغنم ثمانمائة دبابة جديدة تماما ، عدا المدافع والبنادق والذخائر و.. لا تتكلم عن الشهداء الذين ماتوا فطيسا والأسرى الذين حكت عنهم الركبان !. امتد نشاطهم السبب يا أشرف العشري أن قادة الجيش يومئذ كانوا مشغولين بحكم مصر وليس بحكم الجيش ، وامتد نشاطهم إلى أندية الكرة من أول الأهلي واتحاد الكرة حتى نادي البحرية والسكة الحديد ، فضلا عن الاهتمام بالفن والفنانات والمطربين والطبالين والصحافة والإعلام ... التاريخ يتكرر اليوم يا أشرف العشري حين انقلب قادة الجيش على إرادة الشعب واختطفوا الرئيس المنتخب قسْريا ، وغيَّروا عقيدة الجيش من مقاتلة الأعداء الصهاينة على الحدود ، وتأمين مياه النيل ؛ إلى قتل المصريّين الذين يموّلون الجيش المصري بالخبز والأرز واللحم والسلاح ، وقصف المساجد والميادين وإحراق المعتصمين السلميين ، وفرض إرادتهم الفاسدة على شعب به تسعين مليونا منهم آلاف الخبراء وأهل الاختصاص في الحكم والاقتصاد والتعليم والزراعة والصناعة والتجارة والسياحة وغيرها .. الحرب الضروس ثم خاض القادة الفاشلون حربا ضروسا بلا حسم منذ ثلاث سنوات ضد أهل سيناء تحت لا فتة مقاومة الإرهاب وداعش ، ولم يستطيعوا حتى الآن أن ينتجوا سلاما هناك ، وكان أبرز إنتاجهم قتل المئات ممن يسمونهم التكفيريين وأغلبهم من الأطفال والنساء والعجائز ، وتهجير الأهالي بعيدا عن حدود فلسطينالمحتلة كي يهنأ الصهاينة القتلة بالسلام والأمان !. الجيش المحترف الجيش المحترف هو الجيش الذي يقوده أمثال الشاذلي والجمسي وأبو غزالة وفهمي ... أما جيوش الماريشال التي تحكم الشعوب بالدبابة وصناديق الذخيرة وتنقلب على إرادتها ورؤسائها المنتخبين ، وتقتل وتعتقل ، وتقمع بلا حساب وتقيم دولة الرعب ؛ فهي جيوش لا تصلح لتحرير القدس ولا حماية الحدود. أنت يا أشرف العشري وأمثالك من المنافقين والأفاقين والمرتزقة فضلا عن قادة الانقلاب؛ من تكرهون الجيش ، ومن تدمرونه ، لأنكم تساعدون الفسدة وقتلة الشعب المصري على ترك مهمتهم الأصلية وهي حماية الحدود ، وفرض السيادة الوطنية الكاملة على كامل تراب الوطن ، وتحرير ما اغتصبه المجرمون الصهاينة مثل أم الرشراش، ليمارسوا مهنة السياسة والحكم وهي مهنة لا تناسبهم ولا يصلحون لها . يا أشرف العشري أنت وأمثالك من أعداء الحرية والكرامة والإسلام ، ولذا اختاركم الانقلاب لتكونوا أبواقا فاشلة لغدره وفشله وفساده ونهبه لأموال الشعب البائس الفقير !!.