يؤلمنى هذه الأيام بعض الكتابات الشاردة والأحاديث غير العاقلة، التى تتهاوى طعنا على الوطن، وغيرها من تلك التى تلجأ إلى قناة الغمز من الرئيس السيسى بشكل ضمني، وكلها تمضى إلى رسم لوحة سوداء بشأن حال الوطن والنيل من استقرار أوضاعه، وتغافل إعمال العقل عمدا ولو لحظة أو توسيع دائرة الرؤية حولنا للمقارنة بين أوضاعنا فى الماضى القريب، وكيف صار حالنا وماذا أصبحنا..؟! وأعتقد أن أفضل مقارنة يجب أن يعتمدها الجميع كمقياس للأحكام المطلقة، التى يصدرونها دون دراية وبحث وتدقيق طبيعة الأوضاع ومعطيات المسار الأمني، ودرجات الأمن والاستقرار التى بات الجميع ينعم بها فى مصر حاليا فى أقل من عامين، مقارنة على سبيل المثال، بما حدث خلال اليومين الماضيين من محاولة الانقلاب الأخيرة بتركيا، للإطاحة بحكم السلطان أردوغان، والتى كشفت مدى الانهيار والخلل والغضب والحنق على فشل سياسات أردوغان الحمقاء وكوارثه التى يرتكبها بحق شعبه وجيشه وعلاقاته مع عديد دول الجوار والإقليم والعالم، أضف إلى ذلك، ما حدث فى فرنسا وتحديدا أحداث نيس الإرهابية، التى خلفت قرابة 90 قتيلا بفضل تلك الجريمة المروعة. فى حين لم يرد البعض هنا فى مصر أن يطيل النظر ليقارن بين الوضع الذى وصلت إليه مصر من أمن واستقرار، ولم يسارع بسؤال نفسه كيف وصلنا وصرنا إلى هذا الوضع الأفضل، بالرغم من لائحة المناكفات والتهديدات والمؤامرات التى حيكت لهذا البلد منذ أحداث ثورة يناير وحتى الأمس القريب. وبالتالى كيف تفوقنا على أنفسنا وغيرنا وما هى الأثمان المرتفعة والفواتير الباهظة التى سددت حتى نصل إلى هذا المستوى والجدية من الأمن والاستقرار الذى يحسدنا عليه البعض القاصى قبل الداني. أقول بكل صراحة دون مواربة، إننا وصلنا إلى هذه الحال بفضل عقل وفكر قيادة رشيدة حكيمة ورشادة سياسية ناجعة للسيسي، وتجذر قيم الولاء والانتماء الحقيقى وتقديس أسمى عناوين التضحيات والشرف للجيش والعسكرية المصرية من قبل خيرة قادة وأبطال وجنود المؤسسة العسكرية، الذين باتوا فخرا بلا منازع للوطن وضربا لمثال التفوق والعبقرية بين جيوش دول الإقليم، حيث بفضل هؤلاء مع رجال الشرطة الأوفياء، أحرقوا نيران الإرهاب المقيت فى سيناء وضيقوا الخناق وكثفوا الغارات ومعارك المواجهات والانقضاض لدك حصون عصابات الإرهاب فى قمم الجبال ودروب الأنفاق وتلال جماعات الانتحاريين وفرق أحزمة الموت الجوال، والقضاء على العشرات فى كل عملية من أروع بطولات ملاحم حق الشهيد بمرحلتيها التى كسرت بحق شوكة الإرهاب المقيت فى بقعة شمال سيناء، حيث لم يلجأ البعض من هؤلاء إلى مغادرة الذاكرة التى يريدون لها أن تشيخ ليقارنوا وينظروا إلى ساعاتهم ويعدوا للحظة أو أيام قوافل الأبطال الشهداء التى عبرت إلى المقابر فى عديد من المحافظات، لينعم الجميع حاليا بحالة الثبات ونعمة الأمن والحياة التى ولدت لنا على هذه الأرض فى مصر. فى الوقت الذى تدك فيه »داعش« والقاعدة حصون دول وتفكك عروشها التى أصبحت تتهاوى فى منطقة أصبحت ترقد فوق فوهة بركان فأهلكوا هناك البلاد والعباد ونشروا مستنقعات الفتن الطائفية وهذا ما كان يريده البعض فى الداخل والخارج لمصر، قبل وبعد مجيء السيسي، ولكن هيهات. وبالتالى أقول لكل هؤلاء وهؤلاء كفى تقاذفا واتهامات وتراشقا وشعارات، فهذا بلد قد جعل له السيسى سيفا ودرعا وأقام له بوليصة تأمين أمنية وعسكرية حديدية وشبكة أمان سياسية وسعى لتحصين المصالح الاستراتيجية المشتركة وإعمال فقه الأولويات لتسير التنمية الاقتصادية إلى جانب التنمية السياسية، وستبقى تلك النجاحات التى تحققت فى عامين فى عهده الحد الفاصل بين الحق والباطل مهما طال الزمن، ومهما علا صوت النعرات والمشككين. وأقول لهم ارفعوا أعينكم عما بعد المخاطر لتتوقفوا أمام المستقبل، وأقول للسيسى الحق معك واليوم أكثر، فهذا رجل بحجم وطن. لمزيد من مقالات أشرف العشري