سرنى كثيراً فى الفترة الماضية أداء السياسة الخارجية المصرية، وحجم ومنعطف النجاحات التى تتحقق حاليا على أكثر من صعيد ومسار حيث بحكم متابعتى لتطورات الشأن السياسى وتعقيداته فى المنطقة والإقليم سنوات طويلة أرى أنها الأفضل والأكثر حكمة وعقلانية وحركية فى ضوء ما يثار حالياً من تصدعات وانهيارات الفوضى والتخريب التى تضرب العديد من دول الإقليم حتى نهايات الفشل والتردى بامتياز، تلك التى تضرب الدول المفترض أنها مستقرة بل ومنافسة للدور والحضور المصرى حاليا بقوة فى الاقليم مثل تركيا وإيران حيث باتت منغمسة فى مستنقعات الفتنة والأزمات الداخلية وطال بعضها سخرية واستهزاء وقذائف القصف والنيل منها نتاج ديكتاتورية حكمها وبطش الحاكم الأوحد مثل تركيا أردوغان. لكن فى المقابل انظر إلى مجمل الحضور والذكاء الاستراتيجى للسياسة الخارجية المصرية وقيادتها بحرفية واقتدار من قبل الرئيس السيسى، ومن ورائه الدبلوماسية المصرية حيث الاتزان والمصداقية والديناميكية، وتعزيز الدور والحضور المصرى القائم على النفوذ المتوازن فى المنطقة واستعادة القوة الناعمة القائم على التعاون الإيجابى بعيداً عن مسارح الصراعات وزرع الفتن والخراب والمؤامرات، وتصدير الأزمات كما تفعل دول معروفة ومعلومة حاليا فى المنطقة. وبالتالى استحقت مصر عن جدارة حجم ومكانة التقدير والعرفان والثناء الذى كلل قامتها وقامة رئيسها وموضوعية نهجها ومواقفها وسياساتها الموضوعية بأكاليل التقدير الدولى بعيداً عن سياسات المراوغة والمناورة حيث بلغ الأمر ذروته خلال الزيارة الأخيرة للرئيس السيسى للمملكة العربية السعودية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وقبلها للولايات المتحدةالأمريكية ولقاؤه مع الرئيس ترامب فى البيت الأبيض وماتحقق فى هذه الزيارة من أهداف ونجاحات فريدة أو حتى من خلال متابعة سلسلة الزيارات الماراثونية لزعماء وشخصيات دولية وإقليمية وعربية وافريقية لمصر طيلة الأسابيع الماضية حيث أعجبنى وأظن أنه رفع قامة المصريين عاليا حجم الثناء والتقدير والتثمين لموضوعية واستراتيجية بكل جوانبها حركية السياسة الخارجية المصرية باعتراف وشهادات الجميع فى الخارج طيلة الفترة الماضية. ولا مبالغة فى القول إن أحد روافد وغطاء نجاح تلك السياسة الخارجية المصرية واستعادة أدواتها باقتدار فى العامين الماضيين بعد الخروج من حالة الانكفاء والانغلاق على الداخل هو تلك المحددات الاستراتيجية الجديدة التى باتت تشكل الإطار والغطاء الحاكم والوصفة السحرية لمجمل النجاحات أن القاهرة بأتت لديها سياسة ترتكز على التوازن والانفتاح على الجميع فى الإقليم والعالم بما فيه اللاعبون الكبار لهدف حماية الأمن القومى المصرى والعربى مع تفهم مصر بحرفية واستراتيجية ثاقبة للملفات التى يمكن بناء توافق عربى حولها والقضايا التى تحتاج للبحث والنقاش وجلب الحلول والتوافق مع الدول الشقيقة . وبالتالى وجب علينا الإقرار أن تلك الاستراتيجية الجديدة خلقت أرضية صلدة لمصر طيلة الفترة الماضية لتحركات مدروسة خلقت بالتالى علاقات متوازنة عربيا وإقليميا ودوليا كان من نتائجها أن تولدت وحفظت للقاهرة قدرات متزايدة حاليا فى الإقليم وبالتالى خلق التأثير الإيجابى فى أزمات المنطقة. وفى الوقت نفسه، وفرت ضمانات وركائز حقيقية ملموسة عبر ركائز اساسية لا تراجع عنها لمصر فيما يتعلق بحماية الأمن القومى العربى وفى المقدمة أمن منطقة الخليج العربى مع السعى بشكل مستمر طيلة الفترة الماضية لأن تكون القاهرة محطة أساسية لخفض منسوب التوتر والغليان والخوف التى تعيشها المنطقة. وفى تقديرى أن تلك النجاحات التى أصبح يرصدها القاصى والدانى فى الداخل والإقليم كانت نتاج الخيارات العملية والأفكار الخلاقة حيث أنظر حولى جليا الآن وأوسع دائرة الرؤية فأرى الأبواب والنوافذ لدى العديد من دول الإقليم موصدة إلا عندنا الآن فى مصر حيث نجونا مبكراً من تلك السيناريوهات الكارثية التى وضعت ونفذت لكثير من دول الإقليم حيث انتقلت مصر مع الرئيس من ضفة لأخرى وبات حاضر هذا الوطن أفضل من ماضيه بدليل أن مصر صارت زيرو مشاكل وأزمات مع دول الإقليم باستثناء دولة مارقة احترف حاكمها الديكتاتورية والسلطوية. وبات لمصر ضوء بل أضواء فى نهاية اتفاق وأزمات المنطقة حيث بتنا نمتلك رؤية استراتيجية للحاضر والمستقبل، إضافة إلى امتلاك ثقل وحضور سياسى وقوة تأثير تنفق منه دون أن ينتهى أو ينقص أو ينفض، وهذا بكل تأكيد نجاحات السيسى وحكومة ومؤسسات دولة عائدة الآن بقوة لتصنع مجد وطن الآن. لمزيد من مقالات ◀ أشرف العشرى