عندما سألته مذيعة قناة العربية المتميزة دوما ميسون عزام.. هل السفير بدر على الهاتف معنا مباشرة من القاهرة، ثم كررت السؤال مرة أخرى أجابها بصوت الواثق المخضرم أنا دايما بدر وحاضر دائما. إنه السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية الذى ينتقل يوميا بحيوية ورشاقة البلاغة فى الانجاز وصفاء ذهنى متقد ومتابع بين عشرات القنوات والاذاعات وصاحب بيانات وزارة الخارجية التى تحمل كل يوم جديدا لم يترك بالرد للجم الخصوم كل من يتآمرون او يتطاولون على مصر هنا أو هناك أو يصدرون بيانات مجافية للواقع تحمل السم فى العسل صادرة من وزارات خارجية بعض الدول أو مؤسسات رسمية أو مسئولين هناك فى واشنطن فقط بل ومحترفى الاصطياد فى الماء العكر فى دول الاتحاد الاوروبى ومفوضيته وغيرهم ممن لا يحملون الخير أو مازالوا يقفون على مسافة قريبة من فكر وإرهاب وممارسات جماعة إخوان الشياطين فى مصر للمزايدة والكيد والنيل لتأليب المجتمع الدولى أو نشر المؤامرات والترهات والدعاوى المسمومة ضد هذا الوطن فى الخارج ايضا. فضلا عن مهمته الاساسية فى نقل الصورة والحيوية اليومية لنشاط وجهد وزارة الخارجية فى إطفاء الحرائق العربية والاشتباك اليومى للدبلوماسية المصرية مع قضايا الاقليم، ناهيك عن إطلاق صفارات الاغاثة والتدخل السريع لانقاذ عشرات المصريين الهاربين من جحيم الحروب والموت والفتن والقتل اليومى فى الاقليم والعالقين على الحدود، والصيادين المصريين الذين تجاوزوا حدود المياه الاقليمية للدول الاشقاء والاعداء لمصر لضمان سلامتهم وفك أسرهم وضمان عودتهم مهما تكن فاتورة الجهد والمتابعة والأثمان التى تسددها مصر لإنقاذ رعاياها. السفير بدر عبد العاطى الذى أعرفه منذ 25 عاما منذ أن عملت محررا دبلوماسيا للأهرام وكان يومها حديث العهد بالعمل فى الخارجية نموذجا لجيل جديد وناجح من الدبلوماسيين المصريين عاصرتهم واقتربت منهم وكل من تولوا منصب المتحدث الرسمى طيلة السنوات الماضية، ومنهم السفير طارق عادل مندوب مصر فى الجامعة العربية حاليا وصاحب المواقف الجريئة مؤخرا ضد شطحات وتناقضات قطر، وموقفها الأخير ضد مصر بعد العملية العسكرية المصرية ضد ارهابيى داعش عشية قتل 21 مصريا فى ليبيا وتصدى السفير عادل بقوة وردع لدحر مؤامرة وفتنة قطر يومها فى اجتماع الجامعة، وغيره كالسفير علاء رشدى أيام عمرو موسى وحتى الصديق أحمد عزت خلال ترؤس الوزير أحمد أبو الغيط وزارة الخارجية. وحتى السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية حاليا الذى كان فى مكتب الوزير عمرو موسى وقتذاك وغيرهم من فريق الخارجية الحاليين كل هؤلاء يمثلون جسر مصر إلى المستقبل وحرفية الاتصال والتعاطى مع الخارج ويصنعون كل يوم باكورة أمل دوما فى استمرار نجاح وحيوية دور وحركية وزارة الخارجية كإحدى قلاع مؤسسات الدولة التى ما زالت رغم عديد الصعاب والازمات التى مرت بها البلاد وخاصة بعد ثورة 25 يناير تؤدى دورها بنجاح وبراعة. ومنذ أن عاد بدر عبدالعاطى وتولى منصب المتحدث الرسمى فى السنوات الثلاث الماضية بالرغم من أنه كان يشغله أيضا مع بداية وزارة أحمد ماهر فى الخارجية عام 2002، فإنه طيلة السنوات الأخيرة عبر الرشادة الاعلامية والتناغم المنفتح مع كل ألوان الطيف السياسى والاعلامى فى مصر وعبر أدوات وركائز اتصفت دوما بالثقة والمصداقية والشفافية فى مصر وحتى مع دبلوماسية واعلام الخارج خاصة فى اوروبا وأمريكا لنقل المواقف المصرية الصحيحة،++++-==++الفعل السفير عبد العاطى فى اقناع الغالبية هنا وهناك وحقق دوما للخارجية نصرا بلا خسائر، ولا ننسى أنه بفضل كل هذه الادوات وتلك الكفاءة استطاع أيضا أن يبحر بمواقف وأدوار مصر إلى بر الأمان وتمكن أيضا من اقناع الاغلبية المطلقة من المصريين بعودة دور وحيوية وحركية وزارة الخارجية فى التعاطى مع قضايا الاقليم والعالم، وعودة الدور المصرى المؤثر فى معادلة الإقليم، وبالتالى بات هناك فرق حاليا فى اداء ومهام الخارجية والدبلوماسية المصرية بفضل ادارة كفء فى هذه المؤسسة عبر وزير خارجية لا يختلف عليه اثنان من حيث الاداء والحيوية والوطنية والنجاح ودبلوماسيين شباب ناجحين اكفاء أمثال بدر الذى حالت مهام منصبه فى العام الماضى من الخروج لتولى بعثة مصرية رفيعة فى احدى عواصم دول العالم الكبرى، لكن هذه المرة ومع اقتراب الحركة الدبلوماسية خلال اسابيع سيغادرنا عبد العاطى لمنصب رفيع فى الخارج كسفير لمصر فى احدى الدول، وفى عاصمة قرار دولى، ويعلم الوزير شكرى ان اختيار عبد العاطى فى عاصمة كبرى سيكون خير ضمانة لاستمرار وتواصل نجاح الدبلوماسية المصرية فى قادم معاركها، خاصة فى ضوء تزايد أزمات وحروب وفتن المنطقة، وضرورة تحصين الدور والحضور المصرى فى التأثير فى دول صناعة القرار الدولى. لمزيد من مقالات أشرف العشري