لاشك أن صورة مصر في الخارج قد تحسنت في الفترة الماضية كثيرا وصححت كثيرا من مسارات الخطأ في الشكل والمضمون لما كان يحدث في الداخل طيلة الفترة الماضية منذ عزل الرئيس الفاشل محمد مرسي عبر أدوات وجهد كانت تمتلكها الدبلوماسية وفعلتها بحكم خبرة وحضور وزير خارجية ناجح وفطن فاجأ الكثير بأدائه وحضوره السياسي وحركيته الدبلوماسية وفريق عمل متابع يمثل جيلا جديدا من الشباب الديناميكي المتحرك في مواجهة كثير من المؤامرات والخطط الشيطانية التي تحاك ضد هذا الوطن منذ ثورة03 يونيو ومن قبل وفي أثناء وبعد ثورة52 يناير. بفضل هؤلاء وزير وطني لا تعوزه الحنكة والذكاء والهمة وأطقم دبلوماسية بات بيننا إناس كثر هذه الأيام أصبحوا ينظرون بالفخر والاعتزاز والامتنان للدبلوماسية ولصرح وتاريخ وزارة الخارجية في هذا البلد حيث الخطط جاهزة وأدوات الردع حاضرة حاليا لتطاول دول العبيد وأنصاف الحكام والرؤساء علينا بدافع من الكراهية والحقد والمزاج الشخصي المريض كما نري حاليا في الحالتين التركية والقطرية بات لا يختلف اثنان في هذا الوطن حاليا علي اننا أمام حالة دبلوماسية متفردة واستباقية في توفير استحقاقات ونجاحات في الخارج قبل الداخل ملهمة لتبييض صورة هذا الوطن ووضعه علي منصة اللاعبين والمشتبكين الأساسيين في قضايا الإقليم والعالم العربي بعد حالة من التراجع والانغلاق علي الداخل والانكفاء علي الذات استمرت لأكثر من31 عاما موزعة ما بين آخر عشر سنوات في عهد الرئيس المخلوع مبارك وثلاث سنوات منذ ثورة يناير وحتي الآن حيث لا دور ولا حضور سياسيا ولا دبلوماسيا حيث تكلست الدولة وهان شعبها وتردت أوضاعها وضاعت هيبتها في الأقليم بأكمله بفعل حالة النزق الدبلوماسي والرعونة لأشخاص لم يكونوا أهلا للمنصب أو الدور فلم يحفظوا لهذا البلد دوره ومتانته وحضوره فصار ملطشة وصاحب خصرة رخوة وحضور أشبه بالبطة العرجاء التي لا تصل إلي غايتها يوما ما. حتي إننا كنا نري حكومات مجرمة يبلغ بها الحقد والمرض لتصب جام الغضب والسخط والنيل من كرامة المصري ودولته ورئيسه وفي المقابل هذا الرئيس وتلك الدبلوماسية إنذاك عاجزة مشلولة لا تملك رد الفعل حتي صرنا أصحاب معادلة صفر انجازات في المشهد السياسي والدبلوماسي وكنا دوما خلال فترة حكم العام لمرسي وجماعة الإخوان الإرهابية نقاتل بلا نصر واحد حتي إن دولة مثل قطر في عهد هذا الرئيس البائس مرسي استطاعت أن تحول مصر إلي حافظة نقود لاستئجار البلطجية وعصابات الإجرام وتوفير ملاذات آمنة في سيناء وبعض مدن القناة. لجماعات الإرهابيين وعصابات التليفزيون حيث كان الهدف والنية قائما ومتوافرا لديهم لتحويل هذا البلد إلي صومال كبير لا رحمة فيه للأحياء ولا عزاء للأموات وكانت تلك أحد مخازي هذا الزمن. والآن أصبحنا نري لأول مرة استدعاء سفراء للتوبيخ والتلقين لدروس أن مصر لم ولن تقبل بأي مسلك تآمري أو عدواني أو كلام ساقط لهذا لرئيس أو الوزير في دولة قابل علي العكس تطور التعاطي ورد الفعل المصري ليصير أكثر قوة وقبضة في طرد وخلع سفراء دول في مصر كما حدث مع التركي وكما جري وأنذر به القطري في الأيام الأخيرة عندما تم استدعاؤه وتصنيفه علي مسلك بلده وتوجيه رسالة مباشرة مفادها أنه إذا لم تنته هذه المسخرة وحفلات التآمر الإعلامي والتحريض السياسي علي مصر عبر الجزيرة وأذنابها لتحويل هذا البلد كما يفعل ويخطط له حاليا إلي ساحة حرب وتحريض ودس وإرسال رسائل للإرهابيين فسيكون للدبلوماسية المصرية ووزير خارجية هذا الوطن نبيل فهمي رد فعل قوي وعنيف وربما تلحق قريبا بنظيرك التركي حيث لا قبضة مرتخية ولا أيدي مرتعشة بعد اليوم مع هؤلاء المتآمرين. علينا أن نلاحظ في بيان وموقف الخارجية المصرية الأخير ضد التهريج والتدليس القطري أن القفزة الأخيرة تحمل إنذارا ووعيدا لكل دول العالم ولكل من يتحدث عن هذا الوطن بجهل أو غرض مضمونها إياكم والتدخل في الشأن المصري, فالعواقب ستكون وخيمة كل هذا لم يكن ليتحقق لولا أننا بدأنا في استعادة زمام القوة الدبلوماسية ولغة الحسم والجد ومواقف أنية وسريعة يعبر عنها متحدث رسمي يملك الذكاء الدبلوماسي والأدوات المهنية باحتراف ويخبر بواقع اللعبة السياسية والدبلوماسية بتفاصليها وتشعباتها المتصارعة والمتلاطمة أحيانا كثيرة. بالفعل هذه القدرة والحسم والنجاح الدبلوماسي الذي يتحقق عبر جولات وحوار مع كل الأطراف أتي بنتائج كثيرة بدليل أن حجم التدخل الخارجي الذي جعل مصر لقمة سائغة دوما في أفواه المتآمرين انتهي وولي وأصبحت هناك لغة واحدة يتحدث بها الرئيس والحكومة ووزير الخارجية هذا الرجل الذي عرف اللعبة واللاعبين في المنطقة والإقليم فبادلهم الفعل والقوة بنفس الحجم والقدر في توقيت غاية في الأهمية فصار دور وسمعة هذا الوطن في الخارج أفضل. بل إن أغلبنا في مصر مازال ينتظر الكثير من وزير الخارجية وفريقه في الإسراع باستعادة الدور والمكانة لمصر في الخارج مهما تكن مؤامرات الكائدين والحاقدين علي هذا الوطن فهل نستطيع؟ نعم نستطيع.. لمزيد من مقالات أشرف العشري