طيلة السنوات العشر الماضية وحتي الآن تعاني مصر سوء حظ عاثر وبالغ السوء في أشخاص ومناصب وزراء خارجيتها. حيث جميعهم في الفترة الماضية وبعد عمرو موسي صراحة لم يكونوا علي مستوي المنصب والتأهيل والخبرة والحضور السياسي والدبلوماسي, فضلا عن افتقادهم القدرات والمؤهلات الشخصية. ولذا كان عنصر المفاجأة المؤلم للنفس المصرية والمخيب للآمال هو بقاء محمد كامل عمرو وزيرا للخارجية في الحكومة الجديدة, بينما تبحث مصر عن استعادة مجدها الضائع ومحو السمعة والصورة الذابلة في العالم العربي والإقليم والجميع يعلم ماذا فعل مبارك ووزراؤه الفشلة بسمعة ودور مصر في الخارج؟ ربما تكون الغالبية من اسماء أول حكومة للرئيس مرسي صادمة ومخيبة للآمال بمن فيهم شخص رئيس الوزراء نفسه ووزراء كثر من أهل الثقة بعيدا عن الاحترافية والقدرات. إلا أن الكارثة لدي المعنيين بتفاصيل مشهد السياسة الخارجية المصرية هو الاحتفاظ بوزير الخارجية الذي لم ينجح طوال11 شهرا في جسر فجوة التراجع للدور المصري وتآكل البقية من المكانة بحكم الإرث السابق, فالرجل حسب توصيف زملاء له حاليين في الخارجية قليل الخبرة وبعيد عن ملفات مصر وليست لديه خطة أو رؤية لاستعادة وعودة الدور المصري ولايملك المقومات لمناطحة الادوار الاقليمية في المنطقة, حيث إنه ترك وزارة الخارجية ليعمل في البنك الدولي منذ عام95 وحتي2012 حتي رشحه أحدهم للمجلس العسكري بعد استقالة الوزير العربي كسد للخانة وانقاذ للموقف كفترة انتقالية. الدليل أن الرجل لم يستطع إحراز نجاح طيلة فترة عمله وزيرا فجعل من الدبلوماسية المصرية رديفا وتابعا للدبلوماسية القطرية والخليجية وبالتالي لايمكن ان ينتج نجاحات أو اختراقات عميقة للدبلوماسية المصرية ويكفي أنه في الوقت الذي تواجه المنطقة فراغا اقليميا وتسعي تركيا واسرائيل وايران إلي ملئه يوميا لم يسع لمزاحمتهم بدور مصري. فالمنطقة حولنا تتحول إلي حزام من نار والدور المصري غائب لا وجود ولا وزن ولا تأثير له.. اللهم إلا اذا كان الاخوان تعمدوا الابقاء علي شخص هذا الوزير بهدف جعله صورة فقط, أما هم فسيحركون ويديرون ملفات مصر الخارجية ورسم ملامح العلاقات والسيناريوهات مع الدول من واقع حسابات الجماعة فقط وليس لصالح مصر الاستراتيجية. المزيد من أعمدة أشرف العشري