فى الطريق إلى فترة رئاسية جديدة تنتمى إلى ثورة 30 يونيو أعتقد أن مجمل الظروف التى تحيط بنا - داخليا وخارجيا - بينما يتواصل هبوب رياح التشكيك بشدة وعنف ضد مصر يتحتم علينا أهمية إدراك متطلبات التحول الديمقراطى فى ظروف استثنائية توجب جدية البحث عن الكوادر والرموز القادرة على جذّب الناس باتجاه المشاركة السياسية. والحقيقة أن فى مصر بالفعل رموزا وعلامات لها وزنها ولها قيمتها لكنها بعيدة عن العمل العام وغائبة عن المشهد السياسى - خجلا أو تعففا - ومن ثم يجب تعزيز السعى المجتمعى لجذب هذه الرموز لكى تأخذ مكانها الذى يمكنها من الإسهام فى وضع الأسس والركائز الضرورية لنجاح رحلة التحول الحقيقى نحو ديمقراطية صحيحة وفق مبادئ ثورة 30 يونيو والتطلعات المشروعة لجماهيرها. إن مصر تحتاج إلى كل الرموز والعلامات التى تستطيع أن تقدم نفسها للرأى العام برؤى جديدة تكشف عن وعيها وعمق إدراكها لسلبيات سنوات الفوضى العجاف وما أفرزته من تحديات تستوجب التعامل معها بعقلية متجددة وحيوية فائقة لا تتجاهل ولا تتعامى عن قناعة الناس بأن أقدار ومصائر الوطن غير مسموح لها بأن تتحول مرة أخرى إلى مغامرات وشطحات خيال يقودها بعض المراهقين. مصر وهى تتجه إلى الجمهورية الثانية لثورة 30 يونيو تحتاج إلى أقصى درجات الجدية فى مراجعة كل الأمور ومعالجة حزمة القضايا الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة منذ سنوات بعيدة اعتمادا على ثنائية المنهج العلمى والسلوك الشفاف التى تخاصم لغة العواطف والبحث عن الشعبية الزائفة فى بلد لم يعد يحتمل منهج الفرقعات المؤقتة. والخلاصة أننا بحاجة إلى استعادة الثقة فى النفوس التى تسللت إليها رياح اليأس فى السنوات العجاف. ويبقى السؤال هو: من سينافس الرئيس السيسى على شرف رئاسة الجمهورية الثانية.. سؤال ينبغى التعامل معه بكل جدية وبكل اهتمام! خير الكلام: التنافس سباق مع الغير لكن الحقد صراع داخل النفس ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;