عندما تقودك الظروف الى العبور من القاهرة الى الصعيد، ليس أمامك الا ان تسلك أحد طريقين إما الصحراوى الغربى أو الشرقى أو تغامر وتقضى يوماً طويلاً فى قطارات السكة الحديد. الصحراوى الشرقى يبدأ من مدينة 15 مايو، ورغم أنه طريق مميز وبدايته معروفة باسم طريق الكريمات، إلا أنه يفتقر كثيراً الى الخدمات فلا توجد عليه استراحات كافية للمسافرين، أو نقاط أمنية ولا اضاءة ليلية وصعوبته تكمن فى مسافات الطرق العرضية منه الى المدن، ففى الطريق الى المنيا بدءأ من النفق الذى وقع عنده الحادث الأخير منذ يومين، نجد أنفسنا أمام طريق غير آمن، فمن الممكن بكل بساطة أن يخرج عليك أى عنصر إجرامى من الجبال المحيطة ، وإذا حالفك الحظ العاثر ، وتعطلت سيارتك فستظل ساعات طويلة الى أن تجد من ينقذك، فضلاً عن انقطاع الشبكات الخاصة بالمحمول، التى يجب أن تغطى طول الطريق.. أيضاً تقاطع ملوى الصحراوى القديم وبنى حسن، مسافات طويلة من المعاناة والخوف تصاحب عابر هذا الطريق، فقد يظل لمسافة 40 كيلو، ويتنفس الصعداء حين وصوله الى الطريق الزراعي، وينطق الشهادة. يقول محمود حلاوة من أبناء ديروط.. أسافر تقريباً أسبوعيا على الطريق الصحراوى الشرقى والغربى وفى كل «سفرية» أحمد الله أننى وصلت سالماً خاصة فى الأوقات الليلية، والمشكلة أن هذه الطرق وتحديداً الصحراوى الشرقى منسية، ولعدم وجود زراعات عليها أو صناعة جعل الناس يهجرونها وهى مجرد ممرات للعبور بلا تنمية على الاطلاق. ويقارن المحاسب أشرف صلاح العائد من الخليج، بين هذه الطرق وطرق الخارج قائلاً هناك فرق كبير بين طرق تتم بمواصفات وعوامل صيانة ورقابة تحقق الأمان، وطرق كل علاقتها بالمسافر تحصيل الكارتة، فقد سافرت الى عدة اماكن فى مصر هذه الأيام على هذه الطرق، وفوجئت بأنهم يقسمون تكاليف الكارتة على المحافظات، فعندما تمر من بوابة تدفع، وفى بعض الأحيان تدفع مرتين للوصول من محافظة لأخري، وهو مزيد من الاستنزاف لمن يسافرون يومياً. وأكد عدد من المسافرين تهور سائقى سيارات النقل الثقيل وتجاوزهم للسرعات المقررة، وسير البعض منهم على الطرق تحت تأثير المخدرات، كما أن سائقى سيارات الاجرة «الميكروباص» يسيرون بسرعة جنونية من اجل تحقيق مكاسب اكثر خاصة فى ايام الاعياد التى يستغلون فيها المواطنين بالاضافة الى عدم توافر الخدمات اللازمة لتأمين الطرق. وقال محمد عبد العزيز 58 سنة مزارع ، ان سائقى النقل أحيانا يكونون نائمين ويتخطون الجزيرة الوسطى بسرعة جنونية، ويتكرر هذا الحادث باستمرار وليس بالضرورة أن يكون هناك ضحايا.