ارتبطت مصر بالتصوير الفوتوغرافى منذ اليوم الأول الذى تم فيه الإعلان عن هذا الكشف أمام الجمهور.. ففى يوم 19 أغسطس عام 1839 قدم عالم الطبيعة والفلك الفرنسى آراجوس هذا الاختراع الجديد أمام أكاديمية العلوم معلنا بحماس أن «كل إنسان سيفكر فى الفائدة الكبيرة التى كان يمكن للحملة الفرنسية على مصر تحقيقها من طريقة للنسخ بمثل هذه الدقة وهذه السرعة». ويحكى الكاتب الفرنسى روبير سوليه فى كتابه (مصر.. ولع فرنسي) أن عالم الطبيعة والفلك آراجوس طالب أعضاء أكاديمية العلوم والمسئولين بتزويد «معهد مصر» بجهازين أو ثلاثة من أجهزة داجير للتصوير الفوتواغرفي. وفى استجابة فورية تم إرسال الرسامين هوراس فيرنيه وفريردريك جوبيل فيسكيه الى مصر ومعهما جهاز داجير الذى زودهما به خبير البصريات ليريبور.وبعد أن وصل الفنانان ومعهما ابن شقيق فيرنيه الى الإسكندرية يوم 6 نوفمبر 1839 (بعد إعلان الاكتشاف بشهرين فقط) بدأوا العمل بالجهاز لتصوير قصر رأس التين، لكن استخدام الآلة كان صعبا للغاية، لثقل وزنها واحتياجها لمعالجات عديدة مربكة، فيجب استخدام ألواح معدنية مفضفضة وتعرضها لأبخرة اليود لتغطيتها بمادة حساسة للضوء قبل الإغلاق عليها فى صندوق خاص،فى اليوم التالى لوصولهما قام المصوران الفرنسيان بإجراء تجربة تصوير أمام والى مصر محمد على بقصر رأس التين.بعد ذلك قام فيرنيه وفيسكيه بتصوير حريم الوالى وتوالت الصور التى سجلت مشاهد من مصر الفاتنة الساحرة التى مازال غموضها يحير علماء فرنسا ولم يتمكنوا من كشف الغموض أثناء الحملة، ولم يستطيعوا تسجيل المشاهد التى أسرتهم كلها فى موسوعة وصف مصر.. ولو كان جهاز التصوير الفوتوغرافى موجودا قبل الحملة لكان لدينا سجل أضخم للحياة فى مصر فى هذه الفترة من تاريخها. لمزيد من مقالات نجوى العشرى