دينية النواب تقر نهائيا قانونا جديدا لمواجهة فوضى الفتاوى والأزهر يعلن رفضه    مجلس مدينة الحسنة يواصل إزالة الآثار الناجمة عن السيول بوسط سيناء    1.8 مليون وحدة سكنية.. «الإحصاء» يكشف بالأرقام عدد وحدات الإيجار القديم بالمحافظات    محافظ الجيزة يلتقي رئيس صندوق التنمية الحضرية لبحث تعزيز التعاون بالمشروعات المشتركة    وزير الخارجية والهجرة يستقبل نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الجبل الأسود    الصراع نحو اللقب.. مباريات الأهلي وبيراميذر المتبقية في الدوري المصري    تصادم بين أتوبيس مدارس وتروسيكل بطريق دمو في الفيوم دون إصابات    مفتي الجمهورية يلتقي وزير الأوقاف القطري بالدوحة    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    جامعة العريش تستقبل وفداً من الهيئة العامة للاعتماد و الرقابة الصحية تمهيدًا لتطبيق التأمين الصحي الشامل    الذراع الاستثماري لوزارة النقل.. 1.6 مليار جنيه إيرادات شركة "إم أو تي" خلال 2024    وزير الشباب والرياضة: الاستماع للشباب ركيزة لصنع السياسات ومحاربة التطرف    البرلمان الألماني: ميرتس لم يحصل على الأغلبية المطلقة لمنصب المستشار في الجولة الأولى    بعد 14 عامًا.. وصول أول طائرة أردنية إلى سوريا    وزير السياحة الإسرائيلي: مهاجمة الحوثيين لا فائدة منها    الأمم المتحدة تحث الهند وباكستان على ضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري    فضيحة جديدة بسبب سيجنال ووزير الدفاع الأمريكي.. إليك الكواليس    قرار عاجل من التعليم لإعادة تعيين العاملين من حملة المؤهلات العليا (مستند)    شوبير: الأهلي استقر على مدربه الجديد من بين خمسة مرشحين    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    استعدادات عيد الأضحى... التموين تضخ المزيد من السلع واللحوم بأسعار مخفضة    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    محافظة دمياط تستعد لامتحانات نهاية العام    كم يوم متبقي حتى عيد الأضحى 2025 ؟    المنظمة الدولية: الذكاء الاصطناعي يهدد 75 مليون وظيفة    سلمى أبو ضيف تحتفل بعيد ميلاد زوجها بطريقة رومانسية    زيادة السولار والبنزين تعمق من انكماش أداء القطاع الخاص بمصر بأبريل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 6-5-2025 في محافظة قنا    البيئة: خط إنتاج لإعادة تدوير الإطارات المستعملة بطاقة 50 ألف طن    بالصور- محافظ أسوان يترأس اجتماع المجلس الإقليمى للسكان بحضور نائب وزير الصحة    مدير التأمين الصحى بالقليوبية تتابع جاهزية الطوارئ والخدمات الطبية بمستشفى النيل    منتخب شباب اليد يقص شريط مواجهاته في كأس العرب بلقاء العراق    صور حديثة تكشف أزمة بسد النهضة، والخبراء: التوربينات توقفت وإثيوبيا تفشل في تصريف المياه    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «ليه محدش بيزورني؟».. تفاصيل آخر لقاء ل نعيم عيسي قبل رحيله    القائم بأعمال سفير الهند يشيد بدور المركز القومى للترجمة    رسميًا.. جداول امتحانات النقل للمرحلة الثانوية 2025 في مطروح (صور)    وزير السياحة: قريبا إطلاق بنك للفرص الاستثمارية السياحية بمصر    فاضل 31 يوما.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    ضبط (18) طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    «الصحة» تستعرض إنجازات إدارة الغسيل الكلوي خلال الربع الأول من 2025    الزمالك يستقر على رحيل بيسيرو    السعادة تغمر مدرب جيرونا بعد الفوز الأول بالليجا منذ 3 أشهر    النيابة تأمر بإيداع 3 أطفال بدار إيواء بعد إصابة طفل بطلق ناري بكفر الشيخ    «العمل» تعلن عن 280 وظيفة للشباب بالشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    تامر عبد الحميد: لابد من إقالة بيسيرو وطارق مصطفى يستحق قيادة الزمالك    وزارة الصحة: حصول 8 منشآت رعاية أولية إضافية على اعتماد «GAHAR»    علي الشامل: الزعيم فاتح بيته للكل.. ونفسي أعمل حاجة زي "لام شمسية"    19 مايو.. أولى جلسات محاكمة مذيعة بتهمة سب المخرج خالد يوسف وزوجته    سعر الذهب اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 وعيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    السودان يطلب مساعدة السعودية للسيطرة على حريق مستودعات وقود بورتسودان    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسي من معارض إخواني إلي سدة الرئاسة

لم يكن طريق الدكتور المهندس محمد مرسي رئيس الجمهورية إلي قصر الرئاسة معبدا ولا مفروشا بالدعم السياسي والمجتمعي من كل الأطياف‏,‏بل لقد خاض مرسي الانتخابات في الوقت شبه الضائع فكان آخر من دخل ماراثون السباق الرئاسي. لكنه استطاع أن يكون أول من وصل إلي القصر وكان طريقه وعرا بكل المقاييس,فما أن ترشح حتي أحاطته الانتقادات ووجهت إليه سهام معارضيه من كل حدب وصوب.. ما بين سهام سياسية وإعلامية, وأخري تحدثت عن صحة الرئيس,وغيرها تحدثت عن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين وكونه مرشحا احتياطيا,وغيرها.
أمام كل هذه الانتقادات كان يفسر ويوضح, يفند انتقادات معارضيه.. فحين واجه الاعتراض علي أنه مرشح احتياطي برر ذلك ب مؤسسة جماعة الاخوان المسلمين,أي أنها تعمل بشكل مؤسسي, وبالتالي فيجب ان يكون هناك مرشح احتياطي لأي منصب.
وأكد في الوقت نفسه أن مشروع النهضة الذي يحمله وخرج منه برنامجه الرئاسي خلفه مؤسسات ويحمله شخص,وفي معرض مواجهته هذه الانتقادات وفي أحد برامجه التليفزيونية استدل باللاعب المحبوب أبو تريكة, فقال إن ابو تريكة يجلس علي دكة الاحتياطي ثم يحرز هدف الفوز لفريقه.
ومرسي كان ترشحه مفاجأة بكل المقاييس, بدءا من الدفع بالمهندس خيرت الشاطر النائب الأول في جماعة الإخوان المسلمين ثم استبعاد لجنة الانتخابات الرئاسية للشاطر- وتسعة مرشحين آخرين- في17 أبريل الماضي..وانتهاء بضبابية المشهد بعد جولة الانتخابات وتوجيه سهام النقد إليه أيضا لاعلانه النتيجة مبكرا.
ومثلما كان وقع المفاجأة شديدا علي المجتمع المصري بكل أطيافه,كان العبء كبيرا علي الدكتور مرسي وهو آخر مرشح خاض ماراثون الرئاسة, فلم يكن أمامه سوي36 يوما للدعاية الانتخابية, حيث بدأت الجولة الاولي من الانتخابات يومي23 و24 من مايو الماضي.
وتحولت حياة الدكتور مرسي شبه الهادئة حيث كانت مهمته رئاسة حزب الأغلبية والقيام بالمسئوليات التي يتطلبها منصبه, والتواصل مع القوي السياسية ومد جسور التفاهم معها ومع مختلف ممثلي الدول العربية والاسلامية والغربية الذين كانوا يزورون الحزب بشكل شبه يومي..وغيرها, وبعد أن أصبح مرشحا رئاسيا إلي صاخبة مكتظة بالمؤتمرات الجماهيرية واللقاءات مع مختلف أطياف المجتمع,وكذا منح مرسي لشاشات الفضائيات نصيبا كبيرا, وكثيرا ما امتدت برامجه حتي ساعات الفجر الأولي..فضلا عن لقاءات الصحف المصرية والأجنبية.
وجال مرسي جميع محافظات مصر في مؤتمرات حاشدة, وفي كثير من الأيام كان يزور محافظتين في اليوم الواحد, خاصة بعد خوضه جولة الإعادة أمام الفريق أحمد شفيق,هذا فضلا عن المؤتمرات مع أبناء النوبة والعاملين في السياحة وذوي الاحتياجات الخاصة وائتلاف ضباط الشرطة ورجال الأعمال والمستثمرين وغيرهم.
الشرقية مسقط رأسه
بعد أن ظلت المنوفية محافظة الرؤساء كما يطلق عليها العامة, حيث تعد مسقط رأس كل من الرئيسين السابقين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك, أصبحت الشرقيةمحافظة أول رئيس منتخب بعد الثورة, وسادس رئيس جمهورية, بعد اللواء محمد نجيب وجمال عبد الناصر والدكتور صوفي أبو طالب, فضلا عن السادات ومبارك.
فالرئيس محمد مرسي شرقاوي من أسرة بسيطة, معروف بكرمه,ونهمه للقراءة وثقافته العالية في كل المجالات, وهو من مواليد عام1951, حصل علي بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة عام1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ثم حصل علي الدكتوراه في الهندسة من أمريكا, وعمل مدرسا مساعدا في جامعة كاليفورنيا نورث ردج في الولايات المتحدة بين عامي1982 و1985.
وعندما عاد الي مصر مع أسرته عمل أستاذا ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق من عام1985 حتي عام2010 كما عمل لفترة معيدا ومدرسا مساعدا بكلية الهندسة جامعة القاهرة.
ومرسي,الذي توجه أيضا إليه سهام النقد بأنه لا علاقة له بالسياسة,بدأ علاقته بالقسم السياسي بجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأته عام1992, وترشح لانتخابات مجلس الشعب عام1995 وانتخابات2000 ونجح فيها وانتخب عضوا بمجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان المسلمين وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان.
وقد اختير عضوا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية, واختير عضوا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوي السياسية والنقابات المهنية, وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.
وبالطبع تعد أهم محطة في حياة مرسي السياسية هي انتخابه في30 أبريل2011 من قبل مجلس شوري الإخوان رئيسا لحزب الحرية والعدالة.
علي خطي أولاند
وعلي خطي الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند سار مرسي, فكلاهما كان مرشحا احتياطيا دفع به حزبه في اللحظات الأخيرة, وحين فاز أولاند برئاسة فرنسا احتفي مؤيدو مرسي بفوز الرئيس فرانسوا أولاند برئاسة فرنسا بعد أن رشحه الحزب الاشتراكي بعد استبعاد المرشح دومنيك ستراوس الذي لم يكمل السباق الرئاسي,وتفوق علي كاريزما نيكولاي ساركوزي.
بينما تعرض مرسي لسهام تعلقت بحالته الصحية وأفردت بعض وسائل الاعلام والفضائيات مساحات تتحدث عن أن الرئيس القادم غير لائق صحيا, وهو ما قابله مرسي بوضوح قائلا هل إجراء جراحة لاستئصال زائدة تهمة,مؤكدا أن حالته الصحية جيدة جدا, وبالطبع يبدو هذا من مئات المؤتمرات التي شارك فيها مرسي, وساعات الليل الموصولة بساعات النهار في العمل الدءوب.
الدولة الدينية
بذل مرسي جهودا مضنية لتحرير المصطلحات التي شاعت عن سعيه لتأسيس الدولة الدينية, فعزفت بعض الدوائر السياسية المدعومة من عدد من وسائل الاعلام علي وتر الدولة الدينية ونظرت الي مرسي باعتباره ممثلا لها وسوف يطبقها وينقل لمصر النموذج الإيراني, برغم ما أعلنه مرسي مرارا عن أن الدولة المصرية دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
وقدم نفسه في جولة الاعادة بشكل مختلف, فبعد أن كان مرشح الجماعة والحزب, ويحمل شعار النهضة إرادة شعب,تقدم مرسي كمرشح لتيار الثورة حاملا شعارقوتنا في وحدتنا, وحاول أن يوحد الصف الوطني, وقد نجح في هذه المهمة إلي حد كبير رغم الكثير من الصعاب والعقبات خاصة من بعض مرشحي الرئاسة السابقين..فوجدنا شباب الحملات الرئاسية لبعض المرشحين جنبا إلي جنب مع شباب حملة مرسي.
واضطر مرسي إلي أن يتبني خطابا دفاعيا, فكان يدافع عن أخطاء مرحلة دامت ستة عشر شهرا, أخطاء وقعت فيها الجماعة واعترف بها, مؤكدا أنها أخطاءوليست خطاياولا جرائم,ولم يكن المشهد السياسي برمته منذ ثورة25 يناير خاليا من أخطاء وقعت فيها القوي السياسية, إلا أن الخطاب الإعلامي فضلا عن أخطاءالإخوان أسهم في وجود حالة من التربص بالجماعة ومرشحها.
الاستقالة جاهزة
وبعد فوز الدكتور محمد مرسي وخوضه جولة الاعادة زادت الطريق وعورة, وتحولت جولة الانتخابات الرئاسية إلي مسألة حياة أو موت لكل الأطراف, وحاول مرسي من خلال وسائل طمأنة عديدة أن يجمع الفرقاء السياسيين ومرشحي الرئاسة علي قلب رجل واحد.
وتوجه إلي كل فئات المجتمع والأطياف السياسية وتعهد بمجموعة من الوعود أولها أن يحكم مصر بعيدا عن الجماعة, مؤكدا أن الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين, الذي أحله من البيعة في الجولة الأولي, ومع حبه وتقديره له,لن يكون سوي مواطن مصري مثل كل المواطنين له كل الحقوق وعليه كافة الواجبات.
وأكد مرسي- في أحد لقاءاته الجماهيرية- أن الاستقالة من حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين جاهزة, لأنه سيكون أبا وأخا لكل المصريين علي حد سواء.
ولم ينكر مرسي أن مشروع النهضة مشروع جماعة الإخوان المسلمين وكان يحمله الشاطر,وقال كلنا نحمله منذ سنوات ونعمل عليه وكان نبتا عشنا منذ التسعينيات نرعاه بالأبحاث والدراسات العلمية نبغي به رفعة شأن الوطن في كل المجالات.
وكان مرسي يثق بأن مشروع النهضة بما له من واقعية كما يقول-هو صاحب الحظ الأوفر في هذه الانتخابات,وبرر ذلك بأن المشروع ليس له منافس,كمشروع تفصيلي واقعي ويعرف حال المصريين ويقدم رؤية وحلولا موضوعية في كل المجالات.
وعود الرئيس
قبيل جولة الاعادة تعهد الرئيس الدكتور محمد مرسي بأن يكون رئيسا خادما للمصريين, وقال إنني لن أخون الله فيهم ولن أخون الله في هذا الوطن.
كما تعهد بأن يعمل جادا وبأسرع وقت ممكن لحل خمس مشكلات يومية في حياة المواطن المصري: إعادة الأمن والاستقرار, ضبط المرور, توفير الوقود, تحسين رغيف العيش, وحل مشكلة القمامة.
وشدد علي تكوين مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين ومستشارين, علي أن تشمل جميع القوي الوطنية ومن مرشحي الرئاسة الوطنيين والشباب والمرأة المصرية والتيار السلفي والإخوة الأقباط لنرسخ معا معني المؤسسة الرئاسية.
كما أكد تشكيل حكومة ائتلافية موسعة من القوي الوطنية المختلفة والكفاءات, يختار رئيسها علي أساس الكفاءة وبالتوافق مع البرلمان ولا يمثل حزب الحرية والعدالة فيها الأغلبية.
أما معاش الضمان الاجتماعي فوعد بمضاعفة المستفيدين منه من5,1 إلي3 ملايين مواطن, ووعد بتخفيف عبء الضرائب, أي إسقاط الضرائب كلية عن المليون ونصف المليون أسرة, وشملت تعهداته زيادة الرقعة الزراعية نحو مليون ونصف مليون فدان وإسقاط الديون الزراعية عن الفلاحين. ولأن أزمة البطالة هي إحدي الأزمات الخانقة فإن مرسي وعد بتوفير أكثر من700 الف فرصة عمل سنويا,وتعهد بزيادة الإنفاق علي الصحة أربعة أضعاف, مما سيؤدي إلي رعاية صحية كريمة وزيادة المستفيدين من التأمين الصحي, والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة.
بشكل إجمالي وعد الرئيس بتخفيف أعباء الأسرة المصرية في نفقات التعليم, وتطوير التعليم والبحث العلمي, وتحسين أوضاع المعلمين وأساتذة المعاهد والجامعات, وتعهد بحماية حق المرأة في العمل والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع, مؤكدا عدم انتزاع حقها في الاختيار.
ورغم السهام التي يوجهها عدد من الإعلاميين إلي مرسي,غير أنه نفي اتجاهه لتصفية أي حسابات أو الدخول في خصومة مع أحد,وتعهد بعدم المساس بحرية الإعلام وعدم قصف أي قلم أو منع رأي أو إغلاق قناة أو صحيفة في عهده,لكن مع مراعاة القانون وميثاق شرف المهنة فيما بين الإعلاميين.
ولم يغفل حقوق العاملين ووعد بإصلاح هيكل أجور العمال والحرفيين وإقرار زيادة سنوية ملائمة توفر حياة كريمة لهم ولأسرهم,كما وعد السائقين بتيسير إجراءات الترخيص وحل مشكلة أقساط التاكسيات البيضاء,وتعهد بإلغاء أي نوع من أنواع التمييز ضد أي مصري, بغض النظر عن الديانة أو العرق أو الجنس.
ومن أهم التعهدات الالتزام بما جاء في البرنامج الرئاسي المنبثق عن مشروع النهضة, وتحقيق أهداف الثورة, والقصاص العادل لأهالي الشهداء.
تطمينات لقطاع السياحة
من الأسهم التي وجهت إلي الدكتور مرسي بيعه أو رهنه قناة السويس لقطر,وفتح المجال أمام غزة للاستيطان في سيناء, فضلا عن الإضرار بمصالح العاملين بقطاع السياحة بعد حكم الاسلاميين, وهو ما واجهه مرسي بالنفي, مؤكدا ان قناة السويس حفرت بدماء المصريين ولا يمكن العبث بها, وأن أمن مصر القومي لا يخضع للمناقشة.
أما هروب السائحين فرد عليه بطمأنتهم من خلال المناقشات بإجراءات سوف يتخذها للارتقاء بهذا القطاع الحيوي ومنه تكليفه خبراء من المتخصصين بوضع تصور للارتقاء بالقطاع,مؤكدا أن أرزاق4 ملايين مستفيد من العمل في هذا المجال أمانة في عنقه,وأن العاملين من عوامل نهضة السياحة.
وأعلن مرسي في لقاء مع ممثلي العاملين في السياحة قبيل جولة الإعادة أنه سيتم تطوير شبكة الطرق الطويلة, التي تخدم السائح مثل طريق أبو سمبل- أسوان وطريق القاهرة الغردقة بالمرافق, ودعمها بخدمة الطوارئ علي طول الطريق.
وكذلك دعم الرحلات النيلية الطويلة من القاهرة إلي أسوان وتذليل جميع المعوقات مع وضع برامج سياحية جديدة منها رحلة العائلة المقدسة لجذب نوع جديد من السائحين.
وأكد حق العاملين في الحصول علي نسبة12% من الخدمة التي تعتبر حقا أصيلا لكل من يعمل في هذا القطاع,وشملت رؤية مرسي ضرورة تقليل المخاطر علي صغار المستثمرين للنهوض بهم في مواجهة تحديات السوق العالمية, وإقامة جسر بري بين السعودية ومصر بمنطقة شرم الشيخ لجذب السائحين العرب في أوقات الصيف.
كما سيتم وضع استراتيجية لتطوير وتسويق ميناء إسكندرية السياحي عالميا لجذب أكثر من مليوني سائح سنويا, مع عمل برامج سياحية مميزة للسائح في القاهرة والإسكندرية.
وأكد مرسي إقامة صندوق من إيرادات المتاحف والمزارات السياحية وجزء من رسوم التأشيرة السياحية لتأمين أرزاق العاملين بالقطاع عند حدوث أي أزمة سياحية, وتشجيع كبار المستثمرين علي إنشاء فنادق7 نجوم لجذب نوعية مميزة من السائحين ذوي القدرة علي الإنفاق المرتفع.
وأشار إلي وضع تخطيط متكامل طويل الأجل للمدن السياحية, وتجهيز شرطة السياحة بأحدث الأجهزة الفنية وإعدادها بشكل محترف للتعامل مع مشاكل السائحين ولضبط سلوك الشارع في التعامل مع السائح, كما يتبني برنامجه تعديل قانون الإرشاد السياحي من أجل تحسين أوضاعهم بشكل يليق بمكانتهم داخل المجتمع.
رسائل للداخل و الخارج
يحرص مرسي في كل لقاء أو مؤتمر جماهيري أو حتي زيارة إحدي الأسواق, حيث يعد المرشح الوحيد الذي زار سوق الجمال في برقاش وسوق العبور,علي أن يؤكد أن يديه ممدوتان لكل أبناء الوطن, وأنه سيكون أبا للمصريين وأخا,لاعلاقة له بجماعة ولا حزب بل إنه دعا لمصالحة وطنية شاملة مع الجميع, وأكد أنه يتسامح فيما يخصه لكن فيما يتعلق بمصر فلا.
رسالة سلام لمن يحب السلام
. كلمات واضحة محددة يصوبها مرسي نحو كل من يعنيه الأمر, واحترام المواثيق الدولية والاتفاقات من معالم السياسة الخارجية لمرسي, كذا تعظيم دور مصر الإقليمي والعالمي والاستفادة من مختلف التجارب التنموية والانفتاح علي العالم هو من سمات المرحلة القادمة, لكن دون التدخل في الشئون الداخلية المصرية.
مرسي يؤكد أن زمن الرئيس الواحد انتهي وأن زمن المؤسسات من رئاسة وبرلمان ووزارة وشركات هو السبيل لحياة مختلفة, وأن مشروع النهضة يعمل من أجل مصر الحرة والمستقرة ومن أجل الديمقراطية والاستقرار والتعليم والعدالة الاجتماعية وفرص العمل من أجل العمال والفلاحين ورجال الشرطة الشرفاء والقضاء والجيش المصري.
أخيرا مرسي يعد المصريين بإنتاج سلاحنا وطعامنا ودوائنا وأنه لن يكون لأحد علينا سلطان, ويعد بمضاعفة الإنتاج والدخل القومي خلال مدة أقصاها5 سنوات, وبأن حقوق الفلاحين وأصحاب المعاشات والتأمين الصحي ستحل قريبا.
ومع ضبابية المشهد السياسي الراهن من فعاليات رافضة للاعلان الدستوري المكمل وتشكيل مجلس للدفاع الوطني وحل البرلمان وقرار الضبطية القضائية.. وسط هذا الضباب الكثيف ينتظر المصريون الضوء الأخضر من رئيسهم الجديد.
أداؤه السياسي
لعب د. مرسي دورا كبيرا في القسم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين, حيث شهد تفاعلا كبيرا خلال الفترة الأخيرة بدءا من مبادرة الإصلاح التي أطلقتها الجماعة عام2004 م, مرورا بطرح برنامج الحزب القراءة الأولي عام2007 م, ثم البرنامج النهائي للحزب عام.2011
بعد تميزه الكبير في العمل السياسي اختاره مجلس الشوري العام للإخوان المسلمين ليكون عضوا بمكتب إرشاد الجماعة, وبعد الثورة انتخب رئيسا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة.
استقبل مرسي المئات من ممثلي الدول العربية والاسلامية والغربية بمقر الحزب, وكان حريصا علي تأكيد سلمية الثورة واحترام المواثيق الدولية وحقوق الانسان والمطالبة باسترداد الاموال المهربة للخارج وفتح مجالات الاستثمار.
لا.. للسيدة الأولي
يرفض تماما الدكتور مرسي مصطلح سيدة مصر الأولي ويري أن زوجته مثلها مثل كل سيدات مصر, وأنها سوف تستمر في عملها الاجتماعي والاسري, تقف بجواره كما اعتادت منذ أن ارتبط بها.
أسرة الرئيس الصغيرة تتكون من الزوجة و خمسة أبناء,4 أولاد وابنة واحدة متزوجة,والابن الأكبر متزوج ولديه3 أحفاد, وزوجته السيدة نجلاء انخرطت في رعاية بيتها والعمل المجتمعي منذ30 عاما داخل صفوف الأخوات وهي عضو مؤسس في حزب الحرية والعدالة. وقد ظهرت السيدة نجلاء في أول مؤتمر جماهيري داعم له في الجيزة وقالت إن زوجها لم يتغير بعد تقلده منصب رئيس الحزب وترشحه للرئاسة, والرئيس كان يقطن في شقة بالإيجار في التجمع الخامس, ويمتلك شقة تمليك بالزقازيق, كما صرح لالأهرام سابقا.
تميزه البرلماني
سطع نجم د. محمد مرسي في برلمان2000 م; فكان له دور واضح ومؤثر خلال تلك الدورة البرلمانية كرئيس للكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين, ومن أشهرمعاركه استجواب عن حادث قطار الصعيد أدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه,وتم اختياره عالميا كأفضل برلماني.
وفي انتخابات مجلس الشعب عام2005 حصل علي أعلي الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه, ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه بالتزوير.
قاد المطبخ السياسي في الانتخابات البرلمانية في2010 وكذلك مجلس الشعب الحالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.