قد يكون هذا السؤال صادما ولكنه سؤال مطروح بخبث فى أوساط شباب هذا الجيل بهدف دفعه إلى اليأس والإحباط والتشكيك فى جدوى الجراحة الموجعة الأخيرة للاقتصاد المصرى سعيا لإنقاذه وجذب الأنظار بعيدا عن ورشة العمل الضخمة المتناثرة على امتداد أرض مصر لبناء كيانات إنتاجية وتنموية وخدمية عملاقة هدفها توفير الملايين من فرص العمل للشباب ورفع الطاقة الإنتاجية للوطن. ولعل هذا ما يدفعنى إلى المطالبة ببناء جهد مجتمعى «حكومى وشعبي» من أجل طمأنة شباب هذا الجيل وإعطاء إشارات واضحة من جانب الدولة مفادها أن الغد القريب سوف يؤكد الانتصار لمبدأ تكافؤ الفرص وتعميق أجواء المكاشفة والشفافية. والحقيقة أن مصر وضعت أقدامها على بداية الطريق وأصبح أمامنا فى الغد فرصة ذهبية يجب أن نتمسك بها لكى ننتصر للجدية والانضباط والالتزام وأن نرفض كل مظاهر الهزل والجدل والتضليل. إن الثقة فى الغد أكبر وأعمق من أن تكون مجرد أحلام وأمنيات نرددها كأغان وشعارات وإنما تتولد الثقة بخطوات وإجراءات تؤكد عودة روح العمل الجاد والمثمر لأن العمل والعمل وحده هو خيارنا الوحيد لفتح المزيد من نوافذ الأمل وأبواب الرجاء أمام شباب هذا الجيل الذى ينبغى أن يعلم أن مصر لم تصنع حضارتها التاريخية المتتابعة بالمنح والمساعدات الخارجية وإنما صنعتها بسواعد شبابها. وظنى أن مصر قادرة بإذن الله على بناء غد أفضل عندما نسرع بالخطوات اللازمة لكى نجعل من حاضرنا عنوانا للأمل والتفاؤل والاستبشار بقوة التصدى لأى محاولة لتعطيل مسيرة التقدم والإصلاح.. وقد جاء خطاب الرئيس السيسى بمناسبة المولد النبوى الشريف والذى عبر فيه عن شكره وامتنانه لوعى وصلابة الشعب فى تحمل موجة الغلاء ومواجهة مخططات التحريض بالازدراء ليتحول ظنى إلى يقين بأن مصر لن تلفظ أنفاسها ولن يكون لمثل هذا السؤال محل من الإعراب بعد خطاب الرئيس! خير الكلام: إن كان سرك مثل علنك فلا تخف من أحد! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله