بعيدا عن الانشغال ببعض الصغائر والسخافات التى تستهدف استفزاز مشاعر المصريين بمحاولة التجرؤ على شخص الرئيس السيسى لتسجيل مواقف باهتة تحت رايات ادعاء الشجاعة عبر بعض الفضائيات، أو من خلال أقلام مريضة مصابة بتضخم الذات. فإن آمال الأمة العربية مازالت تتعلق برجل الخلاص والإنقاذ الذى لم ينقذ مصر وشعبها فحسب من استبداد الفاشية الدينية وإنما لأنه تحرك وبمنتهى السرعة والجدية متعاونا مع أشقائه من قادة العرب باتجاه وقف عمل السكين فى الجغرافيا العربية بعد إطفاء الحرائق المشتعلة حتى يسهل إخراج الأمة من ورطة النار والعنف والدمار. والحقيقة أن هذا الاستبشار العربى بالدور الجديد لمصر تحت قيادة السيسى وكما سمعته على لسان أكثر من دبلوماسى عربى صديق من المقيمين فى القاهرة يكمن فى منهج مواجهة المشكلات وليس ترحيلها أو الهروب منها... وهذا بالفعل كلام صحيح مائة فى المائة لأن سجل مصر القوية والرائدة فى أمتها العربية ارتبط على الدوام بقدرتها على المبادأة والمبادرة وجرأة الاقتحام وعدم اللجوء تحت أى ظرف وباسم أى مسمى لسياسة دفن الرأس فى الرمال ! ولعلنا نتذكر تلك العبارة القصيرة والموحية التي كشفت عن شخصية السيسي وتوجهاته العربية الأصيلة «مسافة السكة» والتي عكست جوهر قائد ذى شخصية نافذة ويمتلك نظرة مستقبلية لحاضر ومستقبل هذه الأمة ترتكز إلي التضامن الحقيقي والتشارك في المسئوليات والواجبات مع استعداد مصر الدائم لأن تظل هي خط المواجهة الأول. وظني أن عودة الروح بعد سنوات طويلة من الغياب لمجلس رؤساء أركان حرب الجيوش العربية الذين انعقد لواؤهم في القاهرة قبل أيام لبحث المقترح المصري لإنشاء قوة عربية مشتركة هو إحدى علامات عودة اليقظة لهذه الأمة المجيدة التي يتحتم عليها الاستيقاظ والتأهب والتمركز علي تخوم مختلف الاحتمالات سواء كانت قريبة أو بعيدة المدي! خير الكلام : خلق الله للإنسان لسانا واحدا وأذنيين اثنتين لكي يسمع أكثر مما يتكلم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله