هذه النيران المشتعلة فوق الأرض العربية منذ سنوات بإرادة كونية وآليات إقليمية هى حرب تمهيدية مهمتها إشعال الحرب الإقليمية الكبرى بين تركياوإيران تحت رايات الصراع السنى الشيعى. الذى يجرى هذه الأيام تغذيته وتأجيجه على أرض العراق وسوريا بعد تمكين ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من بسط سيطرته على مساحات واسعة فى البلدين بمساعدات وتسهيلات تقودها تركيا وفى المقابل تقوم إيران بنشر بعض فصائل الحرس الثورى الإيرانى وكتائب حزب الله اللبنانى لكى تكتمل أركان المؤامرة الجهنمية لمحرقة إسلامية إسلامية! ولست أزعم أننى أملك معلومات تؤكد صحة هذا التحليل الذى أقول به ولكن الأمر لا يتعدى حق الاجتهاد فى ضوء دلالات وإشارات تتوالى وتتابع بعد انكشاف أكذوبة الربيع العربى الذى لم يصنع ديمقراطية وإنما صنع حروبا أهلية ولم يوفر عدالة اجتماعية وإنما أدى إلى مزيد من الفقر والجوع والبطالة وأتى بأنظمة دينية اغتالت حلم الخلاص من أنظمة القمع والاستبداد. أقول بوضوح أننى أرتكز فى هذه الرؤية الاجتهادية إلى زلة اللسان التى وقع فيها الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن عقب انتهاء أول اجتماع لمجلس الأمن القومى الأمريكى لمناقشة كيفية التعامل مع هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 حيث قال بوش «إن خطتنا الرئيسية هى دفعهم لكى يقتلوا بعضهم البعض».. وقد أثار هذا التصريح غضب المجتمعين الذين عزوه إلى قلة الخبرة السياسية لرئيسهم ومن ثم لم يتكرر إذاعة هذا التصريح «الصدمة» بعد ذلك! وظنى أن كل ما يجرى على الأرض العربية من حرائق يستهدف نشر الذعر والفوضى وترسيخ دوافع الانكفاء على النفس والذات وتغذية نزعات التجزئة والتقسيم داخل كل قطر عربى على حدة.. وساعتها يمكن صنع المحرقة المذهبية بإشعال الحرب المؤجلة بين إيرانوتركيا كلمسة أخيرة ونهائية فى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد! وأتمنى أن يكون كل ما ذكرته فى السطور السالفة حاضرا وواردا فى لقاءات القمة التى تدور حاليا على رقعة الشرق الأوسط بهدف تجنب الكوارث المحتملة.. وربنا يستر! خير الكلام: جالس العقلاء أعداء كانوا أو أصدقاء.. فالعقل يقع على العقل! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله