لابد لنا أن نتوقف بالتأمل أمام ما قيل خلال الأيام الأخيرة فى محفلين دوليين رفيعى المستوى فى توقيت زمنى واحد أولهما مؤتمر مكافحة الإرهاب تحت رعاية البيت الأبيض الأمريكى فى واشنطن، وثانيهما جلسة مجلس الأمن الدولى فى نيويورك الخاصة بمناقشة كيفية التصدى للإرهاب فى ليبيا على ضوء الجريمة البشعة والخسيسة بذبح 21 مصريا. ولعلها من المرات النادرة التى يجمع فيها العالم شرقا وغربا شعوبا وحكومات على استنكار وإدانة عمل إرهابى بهذه الوحشية التى برزت فى الفيلم الترهيبى الذى عكس حجم وعمق الفجور السياسى والأخلاقى وانعدام الحس الإنسانى عند هؤلاء القتلة. وسواء فى مؤتمر واشنطن أو فى جلسة نيويورك لم يشذ أحد من المتحدثين بعيدا عن وجهة النظر المصرية القائلة منذ زمن بعيد بأن هذه الأساليب الوحشية التى تمارسها بعض الجماعات أو المجموعات تحت شعارات دينية ليست فقط بعيدة عن الإسلام وتتنافى مع جوهره، وإنما هى سلوكيات شاذة بغيضة تسئ إلى سمعة المسلمين وتشوه صورتهم أمام كل الشعوب والأمم الأخرى. وعلى العكس من ذلك كان اجتماع مجلس الجامعة العربية فى القاهرة أيضا فى ذات التوقيت كاشفا وفاضحا لموقف ناشز انزلقت إليه دويلة قطر وتحفظت على الإجماع العربى والدولى فى إدانة مذبحة سرت وتأييد حق مصر المشروع فى الرد والانتقام دفاعا عن النفس. وأقولها بكل وضوح إنها مصيبة إن لم تكن قطر تدرك معنى تحفظها الذى وصفه مندوب مصر لدى الجامعة العربية بأنه يكشف عن دعم صريح للإرهاب، ولكن المصيبة الأكبر أنها بالفعل تدرك وتدرى حقيقة موقفها المخزى طوال سنوات الخراب والضياع والفوضى التى عاشتها أقطار الأمة تحت رايات خادعة باسم «الربيع العربي» الذى أكل الأخضر واليابس وأجهض أحلام التغيير والإصلاح التى كانت تتوق إليها شعوب الأمة. والخلاصة أن الدور القطرى انكشف على حقيقته وانتهت لعبة الخداع القذرة.. ولا عزاء لقطر وحكامها! خير الكلام: الفرق بين الوضوح والالتواء كالفرق بين المشى والرقص ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله