القوة المعنوية! من يدقق بعناية في مضمون البيانات المتتالية التي تصدر عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة منذ أن تحمل مسئولية إدارة شئون البلاد مساء الجمعة الحادي عشر من فبراير الحالي. يجد حرصا واضحا علي محاولة دفع اهتمام الرأي العام باتجاه رؤية المستقبل والعمل علي تقصير زمن الفترة الانتقالية بدلا من استنزاف الجهد والوقت في حسابات الماضي الذي لن تغلق ملفاته ولكن الأولوية يجب أن تعطي لمهمة تخفيف الاحتقان وعودة الحياة إلي طبيعتها في أقرب وقت ممكن! والحقيقة أن التحديات التي تواجهها مصر بعد استجابة القوات المسلحة للمطالب المشروعة لثورة25 يناير تحديات كثيرة منها مثلا الحفاظ علي الوحدة الوطنية ومنها أيضا تخفيف حدة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للفئات الأقل دخلا... فضلا عن التحدي الأهم المتمثل في سرعة استعادة الثقة في الأمن والاستقرار بما يسمح بعودة النشاط الكامل للتدفقات السياحية وكذلك التدفقات الاستثمارية الأجنبية. إن مصر تحتاج إلي احتشاد وطني شامل يعيد لها قوتها المعنوية التي تسبق وتفوق في أهميتها حسابات القوة المادية التي يجري الحديث عن تأثرها بما جري في الأسابيع الأخيرة وذلك أمر يمكن تعويضه... بل إنه بفضل القوة المعنوية يمكن تجاوز أية خسائر والقفز في وقت قصير لتحقيق مكاسب إضافية من خلال حسن توظيف المكانة والسمعة التي اكتسبتها مصر بعد ثورة25 يناير علي امتداد الساحة الدولية حيث لم تشذ دولة واحدة- كبيرة أو صغيرة- عن إبداء التقدير والاحترام لجسارة وشجاعة الشعب المصري ورقيه وتحضره في التظاهر السلمي. وليست هناك فرصة لبناء القوة المعنوية بمثل ما هو الحال الآن تحت راية الجيش والشعب يد واحدة والتي تعكس اقتناع الشعب بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة وجدارته بتحمل مسئولية الفترة الانتقالية... فالاقتناع هو ركيزة الشرعية في أي مجتمع فما بالنا إذا كان هذا الاقتناع تلقائيا وبعيدا عن كل أشكال السلطة والقوة التي لم يجر التلويح بها ولو همسا رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن! خير الكلام: يا مصر صبرك فالأحداث قادمة...إني أري المجد مثل النار متقدا! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله